منتدى العمق

إليك زميلي الطالب.. الغش في الانتخابات ليس هو الغش في الامتحانات‎

لا خلاف ولا اختلاف حول حق المواطن مهما بلغ من العمر أو المركز في استكمال الدراسة الجامعية وفق الشروط المحددة لذلك، غير أن السؤال الذي يفرض نفسه في هذا السياق، هل الشهادة الجامعية وسيلة أم غاية؟

مناسبة هذا الكلام هو ما حدث قبل أسبوع في كلية الآداب بالجديدة أثناء اجتياز امتحانات الأسدس الأول، حيث ضبطت هيئة الحراسة طالبا في شعبة الدراسات الإسلامية متلبسا في حالة غش، قد يبدو الأمر في الوهلة الأولى عاديا بالنظر إلى الرواسب التعليمية والاجتماعية التي تكلست في العقليات والسلوكات، لكن حين يكون المتلبس مستشارا جماعيا بالمدينة ذاتها، وحين يمعن بإصرار في الحصول على شهادة جامعية ولو بأسلوب الغش سيرا على نهج المناصب التي تفرزها الإنتخابات المغربية في نسخها القديمة والحديثة، فالأمر وقتها يحتم طرح السؤال أعلاه.

في السنة الماضية، ونحن نجتاز الإمتحان في اللغة الفرنسية،التفتت إلي طالبة بالفصل يوحي مظهرها إلى انتسابها لعلية القوم، ابتسمت في وجهي، قبل أن تخبرني بأنها قليلة الزاد في مادة موليير، لم أفهم قصدها في البداية، إلى أن رمقتها تأخذ صورة لورقة الإمتحان ويداها ترتجفان، قلت مع نفسي ربما توثق الحدث لرغبة في نفسها. لم أكن أعتقد أن تلك الصورة سيتم التقاطها في الخارج حيث ينبري أشخاص للإجابة عن الإمتحان عبر خاصية الرسائل السريعة المميزة لبعض المواقع الاجتماعية، كما أكد لي أحد الطلبة الشباب في محادثة بمقهى الكلية، إضافة إلى وسائل أخرى جد متقدمة كطريقة “الكيت” و”العدسة” وأشياء أخرى لم أذكر تقنيتها.

في زمننا، خاصة سنوات التسعينات، لا ننكر أننا كنا نعيش حالات من الغش التربوي لكن بطرق بدائية سرعان ما ينكشف أمر محترفيها الذين كانوا يجازفون بمسارهم التعليمي الذي قد يُحكم عليه بالمقصلة الزجرية حالة الضبط أو الانكشاف، بمعنى الربح أو الذبح، وإن كان الغاش خاسر في الحالتين معا.

الجامعة هي إسم على مسمى، جامعة للتثقيف والتنوير والتربية الفكرية والنضالية، قبل أن تكون آلة لنسخ الشواهد الجامعية الزائفة. مرة أخرى أطرح سؤال الجدوى من التعلم الجامعي اعتبارا للدلالة المعرفية والفكرية والمجتمعية للجامعة التي بالتأكيد ليست حقلا تعليميا لإنتاج صور لمتعلمين دون الروح الفكرية والكنه التعليمي التي بهما ولأجلهما وُجدت هذه الجامعة.