مجتمع

بعد موجة الغضب.. “أمانديس” تكشف لـ”العمق” موقفها من فواتير الكهرباء و”جدل” قراءة العدادات

قدمت شركة “أمانديس” المفوض لها تدبير قطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل بمدن الشمال، توضيحاتها بخصوص فواتير الماء والكهرباء خلال شهر شتنبر المنصرم، بعدما أثارت تلك الفواتير موجة غضب لدى فئة عريضة من سكان طنجة وتطوان والمضيق والفنيدق ومرتيل وأصيلة، فيما دعا نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى خوض حملة مقاطعة ضد الشركة الفرنسية.

وكشف إدارة شركة “أمانديس” في مراسلة لها لجريدة “العمق”، أنه غير مخول لها القيام بأي تعديل في تعريفات خدماتها بشكل أحادي، مشيرة إلى أن تعريفات بيع الماء والكهرباء وتقديم خدمة التطهير السائل للزبناء وكذا مقتضيات مراجعتها وتعديلها يتم تحديدها وفقاً لمقتضيات عقدة التدبير المفوض المبرمة بين السلطة المفوِضة والسلطة الوصية والمفوَّض له.

وأوضحت الشركة أنه منذ نهاية فترة الحجر الصحي، عكست الفواتير الصادرة الاستهلاك الحقيقي للزبون المسجل بواسطة العداد وفق دورات منتظمة لقراءة العدادات، بما فيها فواتير شهر شتنبر 2020، لافتة إلى أن الجدول التعريفي منشور في جميع وكالاتها التجارية وفي متناول الجميع، بحيث لم يطرأ عليه أي تغيير، وفق تعبيرها.

غير أنه يتم اعتماد الاستهلاك التقديري بصفة استثنائية، تقول شركة “أمانديس”، بناءً على معدل الاستهلاك الاعتيادي بالنسبة للزبناء الذين يتعذر الوصول إلى عدادهم، مشددة على أن هذه الحالات تبقى ضئيلة جداً، حسب قولها.

استهلاك شتنبر

وبخصوص شهر شتنبر 2020، أوضحت الشركة أنه تمت قراءة %99.6 من مجموع العدادات، مع الحفاظ على دورة الفوترة الشهرية أي عدد أيام الاستهلاك ما بين 29 و31 يوماً، كما أن المبلغ الإجمالي لفواتير هذا الشهر نزل بنسبة %10 في تطوان و%5.18 في طنجة، مقارنة مع نفس الشهر من السنة الماضية 2019.

وترى “أمانديس” أنه تم تسجيل ملاحظة هامة خلال دورة الفوترة لشهر شتنبر 2020 الخاصة بالاستهلاك المنزلي من الماء والكهرباء، وتتجلى في كون %60 من مجموع الزبناء في تطوان، و%69 في طنجة، تمت فوترة استهلاكهم في الشطرين الاجتماعين 1 و2.

وأشارت في توضيحها لـ”العمق”، إلى أن أبواب وكالاتها التجارية مفتوحة في وجه الجميع، مضيفة: “تجند كافة العاملين بها من أجل استقبال الزبناء من أجل تفسير وتدقيق محتوى فواتيرهم ومدى التزامها بدورة الفوترة ومطابقة الاستهلاك المفوتر للمؤشر المسجل بواسطة العداد”.

وتابعت أنها وضعت رهن إشارة زبنائها مركز خدمة الزبون 24 ساعة/24 و7أيام/7، للتكفل بجميع طلبات المعلومات والشكايات، إضافة إلى وكالتها الرقمية التي توفر خدمات ومعلومات  ومعطيات سابقة والقراءة الذاتية لمؤشر العداد وأداء الفواتير، وكذا تطبيق “أمانديس موبيل” الذي يتيح مجموعة الخدمات عن بعد.

ونظراً للظروف الحالية، دعت “أمانديس” الزبناء الذين لديهم صعوبات مالية للاتصال بها سواء عبر هاتف مركز خدمة الزبون أو مباشرة في الوكالة التجارية، مشيرة إلى أنها “ستتعامل بمرونة في معالجة الطلبات والشكايات الواردة عليها، مع إمكانية منح تسهيلات على شكل تمديد آجال الأداء للزبناء الذين يرغبون في ذلك”.

غضب من الفواتير

يأتي ذلك بعدما كشف عدد من سكان مدن الشمال، عن تفاجئهم من فواتير الكهرباء والماء لشهر شتنبر، واصفين إياها بـ”الصاروخية وغير المبررة”، موضحين أن حجم الاستهلاك خلال الشهر المذكور لم يتجاوز ما يستهلكونه خلال باقي أشهر السنة، مشككين في عدم قراءة العدادات.

أحد سكان مدينة تطوان كشف لجريدة “العمق”، أن فاتورة شهر شتنبر وصلت مضاعفة مرتين عن باقي الشهور، رغم أن أسرته تتكون من زوجين وطفل رضيع فقط، مشيرا إلى أن استهلاكه من الماء والكهرباء خلال شتنبر هو نفس الاستهلاك تقريبا في باقي أشهر السنة، لافتا إلى أن نفس الأمر حصل مع عدد من معارفه.

وأطلق نشطاء على صفحات ومجموعات موقع فيسبوك، حملة تطالب الشركة بـ”الرحيل”، حيث انتشرت تدوينات وصور تهاجم الشركة وتصفها بأنها “تمتص دماء المواطنين”، كما طالبوا بالتحرك بخطوات عملية للاحتجاج ضد ارتفاع أسعار الفواتير، خاصة عبر العرائض والمراسلات.

وفي مدينة طنجة، دشن نشطاء حملة لإطفاء الأنوار، نهاية الأسبوع المنصرم، وأخرى تدعو لمقاطعة أداء الفواتير تحت شعار “ممخلصينشي”، في مشهد يعيد إلى الأذهان سيناريو الاحتجاجات العارمة التي شهدتها المنطقة ضد أسعار الكهرباء سنة 2015، خاصة بطنجة التي عرفت خروج الآلاف للشوارع.

كما انتقد النشطاء ما وصفوه بـ”تخاذل المسؤولين والمنتخبين” عن الدفاع عن مصالح المواطنين، منتقدين “عدم تحرك أي جهة من أجل وضع حد لجشع شركة أمانديس، خاصة في هذه الظرفية الصعبة التي تفرض على الجميع التضامن والتآزر عوض استغلال الوضع لتحقيق الأرباح”، وفق تعبيرهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *