مجتمع

قصة “مول القهوة”.. شردته كورونا فأنشأ مشروع مقهى متنقل بمدخل فاس (صور)

ما زالت الفئات المجتمعية المتضررة من جائحة كورونا تُبدع في طرق تدبير قوت يومها، والطيب واحد من هؤلاء الذين شمّروا على أذرعهم، وخرجوا يبحثون عن رزق أولادهم في أرض الله الواسعة.

“الطيب.ن”، رجل في عقده الخامس، أصوله حيّانية من جماعة تيسة، استقر مع أسرته الصغيرة بأحد الأحياء الشعبية بمنطقة جنان الورد بمدينة فاس، وهناك كان يدير مشروع مقهى صغير مقابل سومة كرائية قيمتها 3000 درهم، قبل أن تضرب الجائحة العالم، وتفرض إغلاق محله التجاري بعدما عجز عن سداد سومته الكرائية.

يعيد الطيب سرد تفاصيل قصته المؤلمة، لكنها مثيرة بما تحيل عليه من تحد وإصرار، مؤكدا في تصريح لجريدة “العمق”، أنه قرر بعد انتشار وباء كورونا، وعجزه عن أداء سومة كراء مقهى بحي شعبي بسبب الحجر الصحي الذي فرضته السلطات المختصة، (قرر) شراء سيارة خفيفة وجهزها بعصّارة شبيهة بتلك التي كانت في محله.

وأشار إلى أنه شرع في التجوّل بين شوارع العاصمة العلمية، يعصر فناجين القهوة السوداء لزبنائه، قبل أن يستقر به المقام بمدخل مدينة فاس ناحية “القصر السعودي” على طريق تازة.

ينبه الطيب إلى أن استقبال المسافرين، وأرباب الشاحنات، والسيارات الخفيفة، وإشباع رغبتهم في فنجان قهوة سوداء، يزيد من سعادته، ويشعره بأداء خدمة لزوار العاصمة العلمية، خصوصا وأنه يركن سيارته بمدخل المدينة، ويحرص على أن يظل المكان نظيفا في احترام للبيئة من جهة، وللسلطات المسؤولة والزبائن من جهة ثانية.

يعيل الطيب أسرة مكونة من زوجة و4 أبناء، ولأن الجائحة ما زالت ترخي بظلالها على سوق الشغل، يجتهد “مول القهوة” لتوفير قوت أبنائه، وبالأخص كون حرفته منذ سنوات خلت، هي الاشتغال في المقهى.

مبادرة تشغيل ذاتية تحمل أكثر من معنى، وتسائل المواطنين، وخاصة مستعملي الطريق الوطنية رقم 8 في اتجاه تاونات، وفي اتجاه تازة ووجدة، وتحمّسهم على الوقوف عند الطيب بمدخل فاس، والانتشاء بارتشاف قهوة في الهواء الطلق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *