مجتمع

مجلس الشامي يحذر من الاضطرابات النفسية والعقلية للمغاربة وظهور أمراض أخرى بسبب الجائحة

حذر المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي من الاضطرابات النفسية والعقلية المصاحبة للأزمة الصحية التي يعيشها المغرب، كما حذر من ظهور أمراض أخرى غير فيروس كورونا.

وأكد المجلس في دراسة حول “الانعكاسات الصحية والاقتصادية والاجتماعية لفيروس كورونا والسبل الممكنة لتجاوزها” أنجزها بعد إحالة من واردة من مجلس النواب، أن ثمة تداعيات معينة مرتبطة بالإصابة ببعض الأمراض، ونقص التكفل بالأمراض الأخرى غير فيروس كوفيد -19، سرعان ما ستظهر من قبيل أمراض القلب أو الأمراض العصبية والنفسية أو التليف الرئوي، وإن كانت المعطيات المتوفرة لحد الساعة لا تسعف في استخلاص استنتاجات واضحة بشأن التأثيرات المحتملة للحجر الصحي على المديين المتوسط والطويل.

وعلى مستوى المخاطر على الصحة النفسية والعقلية للساكنة، أوضحت الدراسة أن الاضطراب المفاجئ والدائم في إيقاع الحياة والعادات والعلاقات الاجتماعية، الناجم عن الحجر الصحي، له تداعيات أكيدة على الصحة، ذلك أن وضع الساكنة تحت الحجر الصحي غالبا ما يؤدي إلى تأثير نفسي سلبي كما خلصت إلى ذلك العديد من الدراسات التي تم إنجازها حول الموضوع.

وقالت الدراسة، إن الحجر الصحي يمكن أن يكون مصدرا للقلق والاكتئاب وحتى اضطراب ما بعد الصدمة، خاصة لدى الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم وأولئك المجبرين على تقاسم مساكن ذات مساحة صغيرة مع عدة أشخاص.

وأشارت الدراسة إلى البحث الذي  أنجـزته المندوبية السامية للتخطيـط، في الفــترة الممتــدة مــن 14 إلى 23 أبريـل 2020 ، لـدى الأسر مـن أجـل تتبـع تكيـف نمـط عيـش الأسر تحـت وطـأة الحجـر الصحـي، حيث تبين أن القلـق يشـكل أهـم أثـر نفـسي للحجـر الصحـي لـدى الأسر بنسـبة لـ 49 في المائة منهـم.

وبخصوص التباعد الجسدي وتأثيره على الحياة اليومية للمغاربة، فقد كان أبرز تأثير للتباعد الجسدي على سلوك المغاربة، تورد الدراسة، هو ارتفاع نسبة استعمال الوسائل الرقمية وتكنولوجيا العالم والتواصل، حيث خصص لها 51.5  في المائة من المغاربة وقتا أكبر، كما أن متوسط المدة اليومية المخصصة للأشغال المنزليّة داخل البيت قد ارتفع بدوره، ويختلف بحسب الفئات، وتظل النساء في المناطق القروية الأكثر تأثرا بشكل عام أكثر من الفئات الأخرى. ومع ذلك، فإن الرجال، حسب المندوبية السامية للتخطيط، تضيف الدراسة، انخرطوا في الأعمال المنزليّة بشكل أكبر من ذي قبل ، وبالأخص أولئك الذين لديهم مستوى تعليمي في عال.

وتأثر مغربي واحد من بين كل ثلاثة مغاربة تقريبا بفترة الحجر الصحي، حيث عانى 18 في المائة من انعدام الخصوصية وعدم الارتياح في ممارسة أنشطتهم اليومية كالعمل والدراسة والأشغال المنزلية، ولاسيما فئة الشباب. أضف إلى ذلك أن تتبع تعليم الأطفال والمشاكل المالية كانا من بين مصادر التوتر الزوجي.  وواجه المغاربة صعوبة كبيرة في التكييف مع المقتضيات التي يفرضها التباعد الجسدي، والتي تتطلب منهم إعادة النظر في أسلوب حياتهم داخل المجتمع ( الدعوات العائلية، الحضور الجماعي في مراسم الحداد..)، والتعود على الحد من الاتصال البشري قدر الإمكان. أوضحت أن التباعد المتزايد بين الأجيال كان إحدى النتائج الرئيسية للأزمة الصحية وذلك بسبب الفصل الإجباري للأحفاد عن أجدادهم، على اعتبار أن هؤلاء أكثر  عرضة للفيروس وقد أثر ذلك بشدة على الحالة النفسية لهاتين الفئتين ذات الاحتياجات الخاصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *