وجهة نظر

خطاب التخوين.. أو التكفير السياسي في زمن الهرولة

“حينما تصير الخيانة وجهة نظر …”، عبارة تُنسَب إلى العديد من أيقونات الكفاح الفلسطيني كناجي العلي، غسان كنفاني، صلاح خلف أبو إياد وخليل الوزير أبو جهاد… والغريب أن كل هذه الرموز تم تصفيتها من قبل الموساد، وفي كل عملية اغتيال كانت تفوح رائحة الخيانة.

حتما لست أبغي مشاكسة أرواح هؤلاء الشهداء وغيرهم، لكن من حقي أن أتساءل أليست الخيانة فِعلاً وجهة نظر أو بالأحرى وجهتي نظر؟ وجهة نظر ” الخائن ” و ” المُخَوِّن”.

ولكن، ما الخيانة …؟

أظن أن أسهل طريقة لتمييع موضوع ما هو الإكثار من طلب التعريفات. فالتعريف أحيانا يكون بمثابة فخ أو متاهة، وناذرا ما تخلو التعريفات من استثناء وشذوذ، ناهيك عن تفرعات وتشعبات قد تُنسيكَ الموضع الأصلي. وأحيانا تجد نفسك تُعرِّف الشيء بما يقارب نقيضه. تعريف يذكِّرنا بالشعار الذي رفعه الحزب الحاكم في رواية 1984 لجورج أورويل: ” الحرب هي السلم ”. وهكذا يمكن للأمن الجيوستراتيجي بأن يصبح رديفاً ل ” توازن الرعب “، ولك أن تتطرق بعدها إلى الأمن الداخلي والخارجي والأمن الغذائي والأمن الروحي…

وإن أَلِفتَ في مخاطبك نوعا من التَّمكن والضبط فعليك بسلاح ” النسبية ”، إذ الجمال نسبي والأخلاق نسبية والحق نفسه نسبي. ولا يجوز لِأي كان أن يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة …

ما الخيانة…؟ وإذا لم تكن الخيانة وجهة نظر، أفلا يكون التخوين ”مجرد ” نظر من وجهة ما …

” إسرائيل الشرقية ”، مَنْ منكم سمع عن هذه الدولة؟ حينما قرأتُ هذا الإسم ظننتُه بدعة اقترفها شخص معزول، لكني اكتشفت أن الأمر يتعلق ب ” وجهة نظر ” يحاجج أصحابها ويسوقون الأدلة والبراهين ويعتبرونها، أي إسرائيل الشرقية، أشد خطرا من إسرائيل الغربية. فإيران هي العدو الحقيقي للعرب حسب هؤلاء، نعم إيران التي تدّعي محاربة إسرائيل ولم تجرء على استهدافها ولو برصاصة واحدة. إيران التي خرّبت العراق واليمن ولبنان، وناوشت في السودان والمغرب. ومن لم يعْتبِر من ” إيران غيت ” فلْيراجع ” الخطة الخمسينية ” لإيران، أو ليُعد قراءة كتاب ” لله ثم للتاريخ ” لأيات الله حسين موسوي والذي يؤكد فيه أن الخميني أسرّ له بِنيّته هدم مكة وجعل كربلاء قبلة للمسلمين ….. وجهة نظر..

” صحيح أن تركيا تقف مع الفلسطينيين، لكنها تجلس مع أمريكا وإسرائيل ”، هكذا كتب أحدهم… و إن تعْجَبْ فَلِدولة لها علاقة دبلوماسية واقتصادية وعسكرية مع اليهود ثم تُنكر على الآخرين تطبيعهم مع إسرائيل… هل نذكِّر بأن قيمة التبادل التجاري بين إسرائيل وتركيا انتقلت من 18 مليون دولار في 1987، إلى ملياري دولار في 2004 ثم سرعان ما لامست 6.6 مليارات دولار في عام 2019. هل نتكلم عن صفقة بقيمة 650 مليون دولار، قامت بموجبها تل أبيب بتحديث 54 طائرة تركية مقاتلة، وتزويدها بصواريخ جوء أرض. أو على صفقة أخرى بمبلغ 110 ملايين دولار من أجل تحديث مروحيات عسكرية تركية وتزويدها بصواريخ، ومعدات الحرب الإلكترونية، فضلا عن صفقة تطوير 170 دبابة من طراز “أمء 60″، وغيرها… ثم ماذا عن النصر الذي الذي حققته أذربيدجان على أرمينيا، والذي تبنَّته أنقرة وجعلته نصرا لها ولسلاحها؟ ألم يكن ذلك بالتنسيق مع إسرائيل وباستعمال طائرات HERMES 450 وصواريخ SPIKEالإسرائيلية؟ لماذا إذن تنكر تركيا على الآخرين ما تُبيحه لنفسها…وجهة نظر…

جمهورية مصر العربية… جمهورية كامب ديفيد … جمهورية الإمعان في حصار ” الأعداء ” بغزة …. وجهة نظر…

مملكة الأردن … أيلول الأسود، اتفاقية وادي عربة، تنصّل من المسؤولية تجاه الفلسطينيين…

الجمهورية العربية السورية، باعت الجولان واكتفت بالشعارات … ورغم ما تتعرض له من تحرشات إسرائيلية، فلم نسمع للجيش العربي السوري ركزاً. بل كل ما أفلح فيه هو تقتيل الشعب السوري وتهجيره.

المملكة المغربية، تاريخ طويل في التعامل مع إسرائيل… تكفي شهادة شيمون بيريز بأن الحسن الثاني كما والده محمد الخامس كانا صديقين لإسرائيل … وفي المغرب ظهرت الجينات الأولى لاتفاقيات الإستسلام كامب ديفيد ومن بعدها أوسلو.

في 28 أكتوبر 1999 انضمت الجمهورية الإسلامية الموريتانية إلى لائحة ” الخونة ” إثر إقامة علاقة دبلوماسية كاملة مع إسرائيل…

ثم جاء عام كورونا حيث التحقت بالركب كلٌّ من الإمارات العربية المتحدة والبحرين، ، وقد ” بَشّرتنا ” الإدارة الأمريكية بأن دولا عربية أخرى تستعد للخيانة.

فكان الدور على خرطوم اللاءات الثلاث… نعترف أن اللاءات قاومت وتحققت الواحدة بعد الأخرى، كل ما في الأمر هو تغييرات بسيطة في بقية ” المتن “. فأضحى الأمر: “لا للوحدة الترابية ” وقد تم إنزالها في السودان الجنوبي. تَلتْها” لا للأمن القومي العربي” فشُحِنَ أبناء السودان إلى اليمن وإلى ليبيا. لا يهم كثيراً أن يعرفوا لماذا هم هناك، المهم هو المشاركة كما يتنذَّر المغاربة. و آخراللاءات كانت: لا ل ” لا للتطبيع ”، والأمور تسير في هذا الباب على أحسن الوجوه.

في شهر ماي من هذه السنة احتلت شركة أرامكو السعودية صدارة الشركات العالمية من حيث القيمة السوقية حيث بلغت القيمة السوقية لها 1.68 تريليون دولار تلتها كل من مايكروسوفت و آبل بنحو 1.36 تريليون دولار و1.29 تريليون دولار على التوالي. وحسب وكالة بلومبيرج فقد بلغ إجمالي أرباح أرامكو 111 مليار دولار خلال عام 2018م، أي ما يعادل أرباح شركة أبل وغوغل وإكسون موبيل مجتمعة.

فما أرامكو؟

إنها بالإنجليزية ARAMCO ، وهو اختصار ل Arabian-American Oil Company , شركة تتماهى والدولة فلا تكاد تميز الحدود بينهما. وإن كان تواجد أمريكا في إسم الشركة يرجع لعوامل تاريخية فإننا نزعم أن العلاقة ا بين الولايات المتحدة ودولة أرامكو يمكن أن تحمل إسم ” الضرع والدرع ”، ضرع يُحلب ودرع يحمي… ومن الضرع كان يُموَّل المجاهدين الأفغان الذين حاربو الإتحاد السوفياتي، ومن الضرع كانت تُضخُّ المليارات في الإقتصاد الأمريكي والضرع هو الذي أدى فاتورة تدمير العراق والضرع هو الذي وقّع شيكا بمليوني دولارمن أجل اغتيال محمد حسين فضل الله (انظر كتاب تحدي الممنوع للمرحوم فضل الله) … أما الدرع فيحمي ويتستر على الجرائم…

وغير بعيد عن أرامكو، كُلِّف ضرع آخر بإثارة القلاقل في البلدان العربية عبر ما سمي بالربيع العربي وتولّت كِبر هذا الجرم الدراع الإعلامي لشركة قطر للغاز: جزيرة الفتن. فيما أُسند ” الهجوم المضاد ” أو ” الثورة المضادة ” للضرع الإماراتي…

أما بالنسبة للأيادي البيضاء التي ” ربما ” مدتها هذه الدول وغيرها من ” الخونة ”، فهناك عدة طرق للتعاطي معها. لنا أن ننكرها من الأصل، أو نتجاهلها، وإلا أوّلناها بحيث تتناغم و ” وجهة نظرنا ”.

مثلا بالنسبة للسعودية، فالفتات الذي تنثره هنا هناك، إنما لشراء الولاءات ولتكريس نفسها كزعيم و ” ممثل وحيد وشرعي ” للعالم السنِّي.

وفي نفس السياق يمكن النظر إلى تلك الإكراميات كوسيلة لنشر الوهابية التي فرَّخت اتجاهين متنافرين كلاهما أسوء من الآخر. أحدهما مداهن منافق يكاد يؤله ولي الأمر أو ” الحاكم المتمكن ” ، والآخر تكفيري يعبِّد طريقه إلى الجنة بالجثت.

بالنسبة لدولة قطر، فمن المؤسف أن ريح التطبيع الغير المباركة هبّتْ قبل أن أتلق أي طلب من دول ” المواجه ” لتدبيج مقال ألمز خلاله في الهبات التي تقدمها ” الدُّويلة ” لغزة. كانت تكفيني بضع مئات من الدولارات لتشغيل ماكينة التخوين كي أكشف عن مدى تورط الدوحة في مستنقع العمالة. كنت سأختار للمقال عنوان ” فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ”. ثم أستطرد في تبسيط أدلة الخيانة التالية.

أولا: تنسيق قطر مع إسرائيل لإيصال المساعدات المالية لغزة هو اعتراف واضح ليس بشرعية إسرائيل فحسب، بل بدورها المحوري وبوصايتها على فلسطين.
ثانيا، المساعدات ليس إلا غطاء لمحادثات أخرى تهم التعاون التجاري والطاقي وربما الأمني بين البلدين.

ثالتا: الأموال التي تدفعها قطر ستجد مستقرها الأخير في الخزينة الإسرائيلية، ما دامت إسرائيل هي المورد الشبه الوحيد لغزة.

رابعا: المساعدات القطرية تكرس الإنقسام الفلسطيني وذلك بتشجيع حماس على إبداء مزيداً من التعنت.

خامساٌ: التخفيف النسبي من معاناة الغزِّيين يرفع بعض الحرج على إسرائيل. كما أن هذه الأخيرة يمكنها استعمال الأموال القطرية التي تمر عبرها كورقة ضغط ضد الفلسطينيين.

سادسا: المساعدات القطرية، تخلق فقاعة من الكفاف لدى سكان غزة مما يخفف من غضبهم ويفرمل ” التراكم الثوري ” القمين بإشعال انتفاضة شعبية تحل مشكلة الحصار بشكل نهائي.

الخلاصة: بتقديمها المساعدات المالية لغزة فإن قطر تسدي خدمة جليلة لإسرائيل.

النتيجة: دولة قطر خائنة عميلة.

أفتك بهّات من تناسقت أراجيفه. فكيف إن كانت هذه الأراجيف مؤثثة بشظايا من الواقع، وكيف إن كانت إحداثيات الواقع، زمانا ومكاناً، فائرة مائرة.

وما قلناه على الدول يكاد ينطبق، وربما بزخم أكبر على مستويات ” تحت دولتية ”. فالأكراد خونة، والموساد هي المسير الحقيقي لكيان كردستان العراق. أما المارونيين فتكفيهم لعنة شهداء صبرا وشاتيلا، ومثلهم مقاتلي حركة أمل الشيعية واللواء السادس من الجيش اللبناني الذين ألجأوا الفلسطينيين إلى أكل الكلاب والقطط، وبدل أن يضغط لفك الحصار على المخيمات أفتى الخميني بجواز أكل جثث الموتى. أما في المغرب العربي فبعض الأمازيغ يعتبرون عدوهم الحقيقي هم العرب وليس إسرائيل. وبالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين، فالوثائق المنشورة مؤخرا من الخارجية الأمريكية أثبتت أحد الأمرين، إما أنها جماعة عميلة بشكل مباشر وتلك مصيبة أو أنه ثم التلاعب بها داخلياّ وخارجيا، فالمصيبة أعظم.

ولو شِئتَ لكلّمْتُك عن حركتي فتح وحماس، ومسلسل قابيل وهابيل. لكن هذه المرة بأدوار معقدة. فكلا الحركتين تدّعِيان وداعة هابيل ومظلوميته، بيد أن كلاهما يمتنع عن القولة الهابيلية ” لَئِن بَسَطتَ إِلَىَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَآ أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأقْتُلَكَ”. ومن جهة أخرى فكلاهما قرَّبا قُربانًا غير متقبلاً لِإله الهوى وحب السلطة، قُربانًا إسمه المصلحة العليا.

دلُّوني على أنْبلكم وأشْرفِكم كي أثخنه بسيف التخوين والتسفيه ما دمت شاهره…

بعد أن كشفنا عن مدى تفشي سرطان الخيانة الذي ينخر طبقة الساسة، ماذا لو عرّجنا على طامة ابْتلي بها الكثير من “العوام” فأصابت مروءتهم وعقيدتهم وأعني بذلك حلق اللحية.

ثم أماّ بعد،

روى الإمام البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ”قصوا الشوارب وأعفوا اللحى ”. وحسب القاعدة الأصولية ف: الأمر للوجوب إلا أن تصرفه قرينة. ولم تثبت قرينة تُنزِل إعفاء اللحية من مرتبة الواجب. وعليه فإرسال اللحية سنة واجبة.

وروى البخاري عن أنس ابن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” ومن رغب عن سنتي فليس مني ” ، قال ابن حجر ” ليس على ملتي ”. وعليه فحالق اللحية ليس على ملة نبينا محمد صلى الله عليه، أي أنه كافر.

لك أن تسخر من فتواي بدعوى أنها لا تُلزِمك. لكن ماذا لو تمكّنتُ من السلطة أو جزء منها، حينها لن تدخل ” مساجدنا ” ولن نزوجك ” بناتنا ”. وإن كنت متزوجا حكمنا بتطليقك. هل أُذكِّرك بالدكتور نصر حامد أبي زيد الذي فرّقت المحكمة بينه وبين الدكتورة ابتهال يونس.

يمكنك أن تراوغ وتلتف على هذا الحكم، لا ضير…

فاسمع مني هاته، كونك كفرت بعد إسلامك، خاصة وأنك مِن صلب رجل مسلم، فهذا يجعلك في عداد المُرتدّين، وحكم المرتد كما تعلم، أو ربما لا تعلم، هو: ال…ق…ت..ل.

قال الشيخ محمد صالح المنجد: إذا ارتد مسلمٌ، وكان مستوفياً لشروط الردة – بحيث كان عاقلاً بالغاً مختاراً أُهدر دمه، ويقتله الإمام – حاكم المسلمين – أو نائبه – كالقاضي – ولا يُغسَّل ولا يُصلى عليه ولا يُدفن مع المسلمين.

رُفعت الأقلام وجفّتْ الحُلوق …

الحمد لله الذي بارك لي في غزْوتي الليلية هاته، حيث خوَّنت حكّاماً، وسفّهتُ أقواماًً وكفَّرتُ رجالاً، آمناً في منزلي وراء حاسوبي، أستريح بين الفينة والأخرى… ما ألذّ الإفتاء …

مشكلة هذا الكارثة، التهافت على الإفتاء السياسي والديني، أنها لا تتطلب ذكاءً كبيرا ولا كثرة اطلاع. فالثورة المعلوماتية وفّرت تخمة سواء من حيث الأخبار والتحليلات السياسية أو من حيث المراجع والتأويلات والتفاسير الدينية. إذ يكفي الإحاطة بتقنية “الفوطوشوب المعرفية ” كي تنتج سلعة غير مفضوح عِوَجها، خاصة إن أكثرت من ” بهارات ” المراجع ذات مصداقية.

ويزداد الأمر خطورة، حين يصبح الإفتاء، السياسي والديني، صناعة شعبية، أو جماهيرية. وإذْ نتكلم عن أفكار وسلوك الجماهير فإن روحا تظن نفسها هي المقصودة لا محالة، وهي روح غوستان لوبون وفكرة سيكولوجية الجماهير. لكنا سنبذل الجهد لتفادي السيد غوستاف وللتحذير فقط من الإدمان على الفتاوي والحد من ” شعبنتها ” والمطالبة بإرجاع الحرفة إلى أهلها …ودون ذلك الفوضى.

قبل سنوات، وأثناء توهّج الربيع العربي، تمّ تداول فيديو لأحد نشطاء حركة ” عشرين فبراير ” المغربية وهو في وضعية جد حرجة. يتعلق الأمر بالشاب أسامة الخلفي، ولي عليه لائحة لا تنتهي من المآخذ، ظهر في المقطع وقد طوّقته ” الجماهير ” صارخة: الشعب يريد إعدام الخونة ” . الخيانة مرة أخرى…

وقبل أسابيع انتشر مقطع فيديو يظهر فيه رجل يبدو أنه سعودي وقد أحاط به بعض المقدسيين بعد أن طردوه من المسجد الأقصى. لا جرم أن ” الزلمة “” كان خائفاً، كما أن الشتائم كانت تنهال عليه، لكن ما أثار اشمئزازي أكثر هو الإمعان في البصق على وجهه أكثر من مرة، طبعا بتهمة أن دولته خائنة. كنا نحب الفلسطينيين ولا زلنا كذلك وسنموت إن شاء الله على ذلك. وحين نشاهد المقدسيين المرابطين يذودون عن الأقصى كما الأسود، نحتقر أنفسنا ونخجل من تقصيرنا. لكن ليس من الشهامة التنمر على الضيف، أياً كان…. لا تعودوا لمثلها رحمكم الله.

شخصيا أعتبر رواية ”آخر أسرار الهيكل ” من أجمل ما كتب الروائي الإنجليزي المغبون بول سوسمان. ومن بين شخوص الرواية نجد الصحافية الفلسطينية ليلي المدني. قصة ليلى استوقفتني كثيراً رغم أنه هامشية بالنسبة لحبكة الرواية. ذلك أن والد ليلى كان يشتغل طبيبا في المهجر، لكنه في لحظة ما عاد لخدمة أبناء بلده وقد تفانى في ذلك. و في إحدى الأيام وجد جنديا إسرائيليا مجروحاً فاصطحبه للعيادة وباشر علاجه. لكن سرعان ما وصل الخبر للجماهير التي حاكمت وحكمت ونفذت الإعدام بعصا البسبول . كل ذلك في ” جلسة “” خاطفة داخل العيادة التي كانوا يتعالجون فيها مجانا… وجهة نظر للخيانة…

هل تريدني إذن أن أعانق الخائن وأناديه ب: أخي في الله…؟

وأنت هل تريدني أن أحيلك إلى إشكالية التعريف والنسبية و…. التي ابتدأنا بها؟

حسنا لن أفعل … وإن كنت فعلا أريد شيئا فقليلا من التواضع وكثيراً من التروي… وألا نتسابق إلى عمامة المفتي، فتلكم صنعة لها رجالها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *