سياسة

التوفيق: الديمقراطية بأخلاق الإسلام هي الأمل في تدبير القضايا العويصة

قال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، إن الديمقراطية بأخلاق الإسلام هي الأمل في تدبير القضايا العويصة المستدامة، كقضية العدل والتضامن والحرية، مبرزا أن المسلمين لا يجوز لهم أن يتصوروا تاريخهم القادم خارج الديمقراطية حتى ولو هبت رياح عن الديمقراطية تضعف منها في عقر دارها تاريخيا.

التوفيق الذي كان يلقي درسا افتتاحيا بكلية الشريعة بفاس، اليوم الثلاثاء، إن الديقمراطية إن تعززت تنتظر من الإسلام تبنيا صادقا دون تقية، ولكنها تنتظر من المسلمين على الخصوص تخليقا مستمدا من الدين يحررها من ظرفيات تحكم السوق ويجعلها تدافعا سلميا ضروريا حتى لا يكون في الأرض فساد.

وأضاف أن المغرب في القرون الأربعة الماضية عاش تحت حكامة الشرفاء وتحكيمهم محميا من التأثيرات المشرقية ومواجها للتهديدات من الجهتين الشرقية والشمالية في العهدين السعدي والعلوي ولما جاء الاستعمار خلق جوا جديدا من الاختلالات الاجتماعية والاقتصادية لم تكن معروفة من قبل.

وبعد الاستقلال، يستطرد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، دخل المغرب في عهد الحزبية السياسية منخرطا في آلية الدولة الحديثة، مشيرا إلى أن التوجهات الأيدلوجية المعروضة آنذاك كانت تشبه ما هو مقترح في باقي أنحاء العالم خلال أربعة عقود من الحرب الباردة.

وأبرز، انه بدل التنافس على المجالات الترابية، أصبح التنافس على المجالات السياسية والفكرية ولم يكن للفكر اليساري ولا الليبرالي أن يحضن الفضاء السياسي كاملا في سياق انتخابات ذو الصوت الواحد للفرد الواحد.

وأرد التوفيق، أن الفضاء الذي تتدخل فيه التيارات الجديدة مع استبعاد كل مرجعية دينية كان فضاء محتلا بالدين على سبيل التقليد وكان من الطبيعي أن ننظر إلى تيارات جديدة تود احتلال هذا الفضاء بأسلوب سياسي.

وحيث أن العرض المشرقي بكل ملابساته، يضيف التوفيق، قد سبق أن طرح هنالك فقد كان له وقع في الإغراء كالعادة في المغرب غير أن مقاربته تشكون من عيبين اثنين، أولهما أنه مناهض للثوابت ويشبه عرض ابن تومرت إلى حد ما، الذي أراد تعليم الناس التوحيد من جديد.

العيب الثاني بحسب الوزير أحمد التوفيق، هو أن الديمقراطية كحل للتنافس على جميع المجالات تدخل في السنن الجامعة للمؤمن وغير المؤمنين ولا تحتاج لإعلاء مرجعية دينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *