مجتمع

الرامي: إعدام قاتل الطفل عدنان سيريح روح الضحية وأسرته.. ولا تسامح مع الوحوش الآدمية

اختفاء طفل بطنجة

رحب الفاعل الجمعوي والحقوقي عبد العالي الرامي، رئيس جمعية منتدى الطفولة، بقرار غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة الصادر في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، والقاضي بالحكم بالإعدام في حق المتهم الرئيسي في جريمة قتل الطفل عدنان بوشوف التي هزت الرأي العام الوطني والدولي.

وقال الرامي في اتصال لجريدة “العمق”، إن حكم الإعدام سيكون منصفا وسيريح روح الطفل عدنان وأسرته، بالنظر إلى كون الجريمة مكتملة العناصر، داعيا إلى ضرورة تنفيذ هذا الحكم على أرض الوضع ليكون عبرة لكل من سولت له نفسه اغتصاب الأطفال وقتلهم.

وشدد رئيس جمعية منتدى الطفولة على أنه لا مجال للتسامح مع الوحوش الآدمية، مضيفا بالقول: “نتمنى أن ينفذ الحكم على أرض الواقع نظرا لكون عقوبة الإعدام موقفة التنفيذ في المغرب منذ سنة 1993″، وفق تعبيره.

ويرى المتحدث أن هذه مناسبة لوضع حد للأحكام القضائية المخففة التي تصدر بحق مقترفي جرائم اغتصاب وقتل الأطفال، مشيرا إلى أنه قد حان الوقت لمراجعة القانون الجنائي لتكون أحكام القضاء منصفة للجميع، ولردع الوحوش الآدمية التي تعترض سبيل أطفال المغاربة.

وتابع الرامي قوله في التصريح ذاته: “نتمنى أن يُنفذ حكم الإعدام بحق مغتصب وقاتل الطفل عدنان، ليطمئن المجتمع ونريح البشرية من هذا النوع من البشر ممن لا يمثلون الإنسانية والآدمية بأي شيء”، على حد قوله.

وكانت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة، قد قضت في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، بالحكم بالإعدام في حق قاتل الطفل عدنان بوشوف، كما أدانت 3 متهمين آخرين كانوا يقطنون مع المتهم الرئيسي بنفس المنزل مسرح الجريمة، بأربعة أشهر حبسا نافذا بتهمة عدم التبليغ عن جناية.

اقرأ أيضا: الملك معزيا أسرة الطفل عدنان: نستنكر هذا الفعل الإجرامي الشنيع وتقبله الله في عداد الشهداء 

وجاء الحكم بعد مرافعات ومناقشة الملف لأزيد من تسع ساعات، حيث اقتنعت هيئة المحكمة في النهاية بتورط المتهم الرئيسي المتابع بجناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، المقرون بجناية الاختطاف والحجز، والتغرير بقاصر.

وكان عبد العالي الرامي قد وجه في تصريح سابق لـ”العمق”، رسالة إلى الآباء والأمهات، يحثهم فيها على تحصين أطفالهم بثوابت ونصائح وعدم تكليفهم بالتسوق من أماكن بعيدة، داعيا الأسر والمؤسسات التعليمية إلى العمل على تربية الأطفال على حماية أنفسهم من أي مخاطر مثل هذه.

وشدد على ضرورة أن يبقى الأب والأم على درجة عالية من اليقظة، وأن يفتحوا الحوار مع أبنائهم لتوعيهم بطرق حماية أنفسهم، وألا يكونوا لقمة سائغة لمن يغريهم بالهدايا والألعاب، وألا يأخذوا أي شيء من غرباء دون إذن آبائهم، حسب قوله.

اقرأ أيضا: الرامي: قاتلو الأطفال يجب إعدامهم ليكونوا عبرة.. وحان وقت تعديل القانون الجنائي :

وبدأت قصة الراحل عدنان بوشوف (11 عاما) حين أعلنت أسرته عن اختفائه من أمام بيته بشكل غامض، لتنطلق حملات بحث أمنية وشعبية واسعة عنه، إلى أن صُدم الجميع بعد العثور على جثته مدفونة قرب منزله، حيث تبيّن أنه تعرض للخطف والاغتصاب والقتل.

وتمكنت السلطات الأمنية من تحديد هوية القاتل بالاستعانة بالكاميرات المنتشرة في الشوارع، ليتم اعتقاله والتحقيق معه، حيث اعترف بجريمته، في حين انطلقت مظاهرات قرب منزل الطفل عدنان بمدينة طنجة تطالب بإعدام الجاني.

الحادثة التي هزت الرأي العام الوطني والدولي، أثارت نقاشات وسجالات حقوقية وسياسية حادة داخل المغرب حول عقوبة الإعدام، بين من يدعو لاستئناف تنفيذها على أرض الواقع باعتبارها تمثل ردعا لمثل هذه الجرائم، وبين من يطالب بإلغائها ويرى فيها أنها تصادر أقدس حق على الأرض وهو حق الحياة.

اقرأ أيضا: جمهور قناة الجزيرة يمنح الطفل المغربي عدنان بوشوف لقب شخصية الأسبوع (فيديو) 

يُشار إلى أن الملك محمد السادس، كان قد بعث برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة المرحوم عدنان بوشوف، جاء فيها “فقد علمنا ببالغ التأثر وعميق الأسى نبأ الفاجعة التي ألمت بأسرتكم في فقدان فلذة كبدكم عدنان، تقبله الله في عداد الشهداء من عباده، المنعم عليهم بالجنة والرضوان”.

وأضاف الملك، في هذه البرقية، أنه “بهذه المناسبة الأليمة، نعرب لكم ومن خلالكم إلى كافة أهلكم وذويكم، عن أحر تعازينا وأصدق مواساتنا، في هذا المصاب الجلل. ومثلكم في قوة الإيمان لن يزيده هذا الابتلاء في الولد إلا تجلدا واحتسابا لحسن الجزاء عند الله”.

وقال الملك: “وإذ نستنكر هذا الفعل الإجرامي الشنيع، الذي ذهب ضحيته ابنكم البريء، فإننا نستشعر معكم وجميع الأسر المغربية، التي تعاطفت معكم، جسامة هذا الرزء الفادح، الذي أصابكم، سائلين الله عز وجل أن يعوضكم عن فقدانه جميل الصبر وحسن العزاء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *