شباب يقودون حراكا افتراضيا لإنقاذ الحوامل والرضع بإملشيل من الموت

مع توالي وفيات الحوامل والرضع بدائرة “إملشيل”، إقليم ميدلت، اختار مجموعة من شباب المنطقة مواقع التواصل الاجتماعي للفت انتباه المسؤولين لمعاناة نساء هذه المناطق النائية، عبر وسم #موت-حوامل-إملشيل-جريمة-في-حق-الانسانية، و#أنقذوا-حوامل-إملشيل.

مبادرة شباب “إملشيل” التي تقترب من الخروج إلى الواقع عبر وقفات احتجاجية، لاقت تضامنا واسعا على “فيسبوك” حيث اجتاحت صور المتضامنين الفضاء الأزرق، مستنكرين ما يلحق الحوامل والرضع بهذه المناطق من إهمال يفتك بحياتهم.

محمد احبابو فاعل جمعوي وحقوقي بالمنطقة، قال في تصريح لجريدة “العمق”، إن المبادرة تفاعل معها عدد كبير من فعاليات المجتمع المدني والحقوقي الوطني والدولي ورجال أعمال وصحافيين، مضيفا أن ذلك سيزيد من تحفيز الشباب على الدفاع عن حقوق الحوامل.

وأبرز احبابو، أن المبادرة لن تظل حبيسة الفضاء الافتراضي فقط، حيث قال “نحن الآن بصدد دراسة خطوات تصعيدية من أجل انتزاع حق التطبيب للنساء”، مستنكرا الآذان الصماء التي تواجه به وزارة الصحة معاناة نساء أيت حديدو.

وأشار الحقوقي المذكور، أنه سيتم تنظيم وقفات احتجاجية أمام المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بميدلت وأمام وزارة الصحة بالرباط، قبل أن يشير إلى أن الأمر مازال قيد النقاش بين الشباب لاتخاذ الخطوات المناسبة وفي الوقت المناسب.

وأوضح احبابو أنه في ظرف شهر فقط، فقدت منطقة “إملشيل” 3 رضع وسيدة حامل وشابة بسبب الوضع الصحي المتردي و”الاهمال”، مشيرا إلى أنه توفي رضيع في 10 دجنبر الماضي بدوار “أيت علي ويكو” بجماعة أوتربات.

واسترسل في جرده لما أسماه بـ”حصيلة الإهمال”، بواقعة وفاة شابة في عمر الزهور من دوار “بوزمو”، في 9 يناير الجاري، ووفاة حامل من دوار “أولغازي” في 11 يناير الجاري وبعد بثلاثة أيام توفي رضيعها، وفي نفس اليوم توفي رضيع بقصر أيت علي ويكو بجماعة أوتربات.

وكانت فعاليات مدنية في الائتلاف المدني من أجل الجبل قد عبرت عن استنكارها للأوضاع الصحية بالمناطق الجبلية، محملة الجهة المسؤولة كامل مسؤوليتها في حفظ الصحة العامة للمواطنين والمواطنات بمختلف ربوع المملكة.

وأوضح بيان للائتلاف المدني من أجل الجبل، أن نزيف موت الحوامل لا زال مستمرا بإقليم ميدلت، خصوصا بمنطقة إملشيل التي عرفت وفاة امرأتين، الأولى حامل والثانية شابة مصابة بمرض السكري، فضلا عن وفاة جنين في شهره السادس من تونفيت، بعد عملية قيصرية أجريت لامرأة حامل بالمستشفى الإقليمي لميدلت.

ودعا الائتلاف المدني إلى الاستجابة لصوت الساكنة، والعمل على تجاوز التهميش الذي تعيشه، ومراعاة خصوصيات الجبل، في إطار مقاربة شمولية للتنمية. ونبه البيان إلى ضرورة اعتماد برامج مندمجة تعنى بالأمومة والطفل، في هذه الظروف كما في غيرها.