أخبار الساعة

7 ثورات .. تعرف عليها في الذكرى السادسة لـ “25 يناير” المصرية

في موضوعٍ حديثٍ نشرته The New Yorker الأمريكية، كشفت المجلة العريقة عن كواليس انقلاب 30 يونيو 2013 في مصر، والذي أسفر عن الإطاحة بالرئيس المنتخب ديموقراطياً محمد مرسي، وعودة السلطة إلى قبضة الجيش – وإن بشكلٍ غير رسمي -.

وقد يختلف البعض أو يتفق، إلا أن المجلة الأميركية عدَّت الثورةَ المصرية، ثورةً فاشلة.

وبمناسبة الذكرى السادسة لثورة 25 يناير 2011 المصرية، نستعرض أبرز الثورات والتجارب الديمقراطية التي تم إجهاضها مبكراً، التي قد تتشابه بعض أحداثها مع أحداث الثورة المصرية:

1) الثورة الفرنسية الأولى في العام 1789

هي أشهر ثورة في التاريخ، اندلعت في العام 1789 ضد الملك لويس السادس عشر بسبب الفقر وسيطرة الكنيسة وفرضها للضرائب الباهظة، وخروج فرنسا من حرب الأعوام السبعة مثقلةً بالديون.

نجحت الثورة في أولى مراحلها، وتم إعدام لويس وزوجته ماري انطوانيت، لتدور الأيام ويتولى نابليون بونابارت حكم فرنسا في العام 1799، وينصب نفسه إمبراطوراً في العام 1804.

توسع نابليون في أوروبا وسيطر على العديد من الدول، لكن كان غزوه لروسيا في 1812 هو بداية منحدر الهبوط، ليتحالف الروس مع النمسا وروسيا، وبالفعل استطاعوا هزيمة بونابارت في معركة لبزيغ في العام 1813.

نُفي نابليون إلى جزيرة آلبا بالقرب من روما، لكنه استطاع الهرب والعودة إلى فرنسا، والسيطرة على الحكم مرة أخرى، لكنه في النهاية هزم سريعاً في معركة ووترلو أمام بريطانيا في العام 1815.

تم نفي نابليون مرة أخرى إلى جزيرة سانت هيلينا النائية في المحيط الأطلسي، حيث قضى ما تبقى من سنوات عمره، وحكم فرنسا لويس الثامن عشر، أخو لويس السادس عشر.

2) 1848: عام الثورات الفاشلة

العام 1848 هو العام الذي شهدت فيه حوالي 50 دولة أوروبية، ثورات شعبية يقودها الليبراليون ضد الأنظمة المحافظة، وكانت البداية في يناير/كانون الثاني من نفس العام في مدينة صقلية الإيطالية، وفي فبراير سقطت الملكية الفرنسية، وفي ألمانيا والنمسا والمجر وإيطاليا، اندلعت نيران الثورة.

وكانت المطالب الثورية هي العدالة الاجتماعية والحقوق المدنية، وإحياء القومية، التي حاول الثوار تحقيقها بالعمل المسلح، وفي خضم هذا أزهقت عشرات آلاف روحٍ، إلا أن كل هذا ذهب هباء.

ففي نهاية العام، فشلت هذه الثورات، بسبب عدم التنسيق والعمل معاً، في حين تعاونت الملكيات الأوروبية فيما بينها للقضاء على هذه الثورات، وبالفعل نجحوا في ذلك.

رغم ذلك، حققت هذه الثورات بعض الإنجازات، مثل إلغاء العبودية في النمسا، وإلغاء الملكية المطلقة في الدنمارك.

3) ثورة روسيا في العام 1905

بسبب الوضع الاقتصادي السيئ، ومعاناة العمال والفلاحين من أوضاع وظروف معيشية سيئة، ازداد الغضب ضد القيصر الروسي في العام 1905، الذي تجسد في أعمال عنف وإضرابات عمالية ومظاهرات.

قاد الانتفاضة الشعبية الليبراليون والراديكاليون والحزب الاشتراكي الديمقراطي والماركسيون الذين لم يبزغ نجمهم بالشكل الكافي حينها.

لم يكن الغضب موجهاً للقيصر الروسي بشكل أساسي، بل تجاه الوزراء، لكن رغم ذلك واجه القيصر المظاهرات بكل قوة، وأعطى أوامر بقمع العمال والفلاحين وقتلهم في الشوارع. هذه الأوامر أسفرت عن أحداث يوم “الأحد الدامي” التي وقعت في 22 يناير 1905 في مدينة بطرسبرغ، حيث قتل 4 آلاف شخص.

بنهاية العام 1907، استطاع القيصر الروسي السيطرة على الوضع، سواء عن طريق العنف أو استيعاب بعض المعارضين من خلال وضع دستور 19066، الذي تقاسم فيه بعض السلطات مع البرلمان. كما تسببت الجماعات الإرهابية التي استهدفت المعارضة في إضعاف الثورة.

4) الثورة المجرية في العام 1956

سيطر الاتحاد السوفييتي على المجر في العام 1945، لكن عقب وفاة ستالين في العام 1956، استقال الأمين العام للحزب الشيوعي المجري من منصبه في يوليو من نفس العام، ما أيقظ آمال التغيير واسترداد الحريات عند الكثير من طبقات الشعب.

وفي أكتوبر 1956، تحرك الطلاب والعمال والجنود لمهاجمة جهاز الشرطة السرية AVH، بالإضافة إلى استهدافهم الجنود الروس، وقاموا بتحطيم تمثال ستالين.

في 24 أكتوبر 1956، تولى السياسي المعتدل إمري ناجي، رئاسة الوزراء، وطلب ناجي من رئيس الاتحاد السوفييتي آنذاك، خروتشوف، خروج الجيش الروسي من بودابست.

لكن لخمسة أيام فقط تمتعت المجر بالحرية، فالحكومة الجديدة التزمت الديمقراطية في سياساتها، وانتشرت حرية الرأي والتعبير والصحافة، والاعتقاد، وتم الإفراج عن قيادات دينية.

لكن بمجرد أن أعلنت المجر خروجها من اتفاقية وارسو، أرسل خروتشوف في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1956 ألف دبابة إلى بودابست، ليقتل 4 آلاف شخص مجري، ويتم تنصيب السياسي المناصر للاتحاد السوفييتي جانوس كادار.

5) الثورة البوليفية في العام 1952

بعد خسارة بوليفيا من باراغواي في حرب “شاكو” في العام 1935، حكم بوليفيا حكومات كان ولاؤها للطبقات العليا فقط، وأهملت الفقراء، ومع الوقت ظهرت الحركة الثورية القومية المعارضة MNR، التي فازت في الانتخابات الرئاسية في العام 1951.

لكن رفضت الحكومة آنذاك الاعتراف بهذا الانتصار، الأمر الذي كان سبباً في اندلاع الثورة وإطاحة النظام القديم، التي بدأت بمسيرة ضمت جميع طوائف الشعب البوليلي في مدينة “لاباز”.

استطاعت MNR الاستيلاء على السلطة من خلال التآمر مع أحد أعضاء المجلس العسكري والشرطة البوليفية، وفي 9 أبريل/ نيسان دعا الـMNRR الشعب إلى الاستيلاء على الأسلحة والترسانات التابعة للجيش والشرطة وتوزيعها على عامة الشعب.

اتجه عمال المناجم المسلحون في مسيرة إلى “لاباز”، الذين استطاعوا منع تقدم جنود الجيش، وبعد ثلاثة أيام من القتال وخسارة 600 روح، استسلم الجيش ووصل فيكتور استنسورو للرئاسة.

لكن في العام 1965، تحرك الجنرال رينيه بارينتوس، أحد أعضاء المجلس العسكري البوليفي، وأطاح باستنسورو، ليطير بعدها خارج بوليفيا.

6) الثورة الغواتيمالية في العام 1944

سنوات الربيع العشر، اسم أطلق على السنوات الديمقراطية العشر التي عاشتها غواتيمالا بعد ثورة العام 1944، والتي تمت الإطاحة فيها بالرئيس خورخي اوبيكو، بعد عدة إضرابات ومظاهرات تقودها الطبقة الوسطى بجانب العمال والطلبة، انتهت بإرسال إنذار إلى اوبيكو، إلا أن رده كان إرسال الشرطة لعرقلة المتظاهرين وتطبيق الأحكام العرفية.

اندلعت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، لمدة أسبوع، حتى استقال أوبيكو من الجمعية الوطنية لتحتفل الجماهير في الشوارع، لكن ظل المجلس العسكري في الحكم ممثلاً في ثلاثة أشخاص، حتى انتخب رئيس جديد كان خوان خوسيه أريفالو.

لكن في العام 1954، تم إجراء انقلاب عسكري مدعوم من وكالة الاستخبارات الأميركية، حيث تمت الإطاحة بالرئيس المنتخب ديمقراطياً أربينز، الذي عد “خطراً شيوعياً”، وتم تنصيب الدكتاتور كاستيلو أرماس، لتبدأ سلسلة من الرؤساء الغواتيماليين المدعومين أميركياً.

قام أرماس بسن تشريعات قضت على الإصلاحات الزراعية، التي أضرت بالفلاحيين الفقراء، بجانب إلغاء حق تصويت الغواتيماليين الأميين في الانتخابات.

هافينغتون بوست

7) الانقلاب الإيراني في العام 1953

بدأ الصراع بين الشاه الإيراني ومحمد مصدق، عندما استطاع الأخير سن قانون لتأميم المصالح البترولية البريطانية في إيران في العام 1951، ومنذ هذه اللحظة كبرت شعبية مصدق بدرجة كبيرة، حتى أصبح رئيساً للوزراء في نفس العام وأيضاً في العام 1953.

تعاظمت قوة مصدق، وأصدر مراسيم عدة كان من شأنها الإضرار بمصالح الطبقة الأرستقراطية، حيث ألغى نظام الزراعة الإقطاعية. وفي عام 1953، قام الشاه الإيراني بالإطاحة بمصدق بدعم من الولايات المتحدة، في حين رفض مصدق القرار الذي ينص على إقالته، وتعيين الجنرال فضل الله زاهدي بدلاً منه.

وخوفاً من انقلاب الأوضاع وغَضَب الشعب ضده، فرَّ الشاه الإيراني إلى بغداد يوم 16 آب/ أغسطس، ومن ثمَّ إلى إيطاليا بصحبة زوجته الملكة ثريا، في ذلك الوقت وضعت وكالة الاستخبارات المركزية بالتعاون مع المخابرات البريطانية خطة انقلاب لإعادة الشاه الإيراني إلى الحكم، التي سميت بـ”أياكس”.

وكانت الخطة تنص على إخراج مظاهرات معادية في الشوارع وتضخيمها من خلال وسائل الإعلام، بجانب سيطرة الرجال الموالين للشاه على الشارع الإيراني، واغتيال القيادات الوطنية، الأمر الذي تم بالفعل، كما تم قصف منزل مصدق في طهران إلى أن تم اعتقاله والحكم عليه بالإقامة الجبرية مدى الحياة، في حين عاد الشاه للحكم مرة أخرى.