اقتصاد، مجتمع

تقرير رسمي: إنفاق المغاربة على التطبيب يقارب 300 مليار سنتيم

أفاد تقرير لمجلس المنافسة حول وضعية المنافسة في سوق الأدوية بالمغرب، أن الأسر تنفق ما يناهز 29 مليار درهم على قطاع الصحة.

وتتوزع النفقات الوطنية المخصصة لقطاع الصحة حسب مصدر تمويلها على النفقات التي تتحملها الأسر بـ 29 مليار درهم، والنفقات التي تتحملها الدولة بـ 15.5 مليار درهم، ثم النفقات التي يتحملها نظام التأمين الإجباري الأساسي عن المرض بـ 14 مليار درهم، ونفقات أخرى، في إطار التعاون الدولي أو من قبل المشغلين وغيرهم، بـ 1.3 مليار درهم

وأوضح رأي مجلس المنافسة، أن النفقــات المخصصــة لقطــاع الصحــة بالمغــرب، سجلت تطــورا هامــا إذ انتقلــت مــن 15 مليــار درهــم خلال موســم 1998/1997 إلــى 60 مليــار درهــم خــلال ســنة 2017.

وتمثــل هــذه النفقــات، بحسب المصدر ذاته، حوالــي 5.7 في المائة مــن الناتــج الداخلــي الخــام الوطنــي، فيمــا تبلــغ نســبة النفقــات المخصصــة للاســتهلاك الطبــي مــا يناهــز 88  في المائة مــن مجمــوع النفقــات الصحيــة، أي مــا يعــادل مبلــغ 1498 درهمــا لــكل فــرد.

وتابع تقرير مجلس المنافسة، أن نسـبة النفقـات التـي تتحملهـا الأسر تناهـز 48.36 في المائة ولا تعكـس، إلـى حـد بعيـد، المتوسـط العالمـي المحـدد فـي نسـبة 25  في المائة حسـب منظمـة الصحـة العالميـة. وخلص إلى أن هذه النفقات تشـكل عبئـا ثقيـلا علـى السـكان، لاسـيما الذيـن يعانـون مـن الهشاشـة، وتؤثـر بشـكل واسـع علـى مسـتوى استهلاك الأدوية.

ويرجـح أن تتفاقـم هـذه الوضعيـة أكثـر إذا لـم تبـادر السـلطات العموميـة باتخـاذ قـرار تعميـم التغطيـة الصحيـة الشـاملة، فــي ظــل التحديــات المســتقبلية التــي يواجههــا المغــرب والمتعلقــة بظاهــرة الشــيخوخة التــي يعانــي منهــا المجتمــع، وبتصاعـد حـدة الأمراض المزمنـة.

وذكر أن نسـبة كبـار السـن الذيـن تفـوق أعمارهـم 60 سـنة منحـى تتخـذ تصاعديـا، ويتوقـع أن تتزايـد لتناهـز 11  في المائة مـن إجمالـي عـدد السـكان فـي الوقـت الحالـي، و20  في المائة فـي العقـود القادمـة.

وأشار إلـى أن أمـد الحيـاة يتحسـن بشـكل متواصـل ويتطـور سـنويا بنسـبة 0.6 في المائة وهـو محـدد حاليـا فـي 76 سـنة. غيـر أن 64  في المائة مـن الأشخاص المسـنين الذيـن تتجـاوز أعمارهـم 60 سـنة يعانـون علـى الأقل مـن أحـد الأمراض المزمنـة، مـن ضمنهـم 20  في المائة يعانـون مـن مـرض السـكري، و34  في المائة يعانـون مـن ارتفـاع ضغـط الـدم. كمـا أن 54  في المائة مـن الأشخاص البالغيـن 60 سـنة ومـا فـوق يسـتهلكون الأدوية بشـكل منتظـم، ويتوصـل 15  في المائة منهـم بالأدوية مجانـا.

وقال التقرير، إنه على الرغـم مـن الجهـود المبذولـة لتحسـين التمويـل المخصـص لقطـاع الصحـة، إلا أن الميزانيـة المرصـودة لـه تظـل متوسـطة، وال تسـتجيب لتوجهـات منظمـة الصحـة العالميـة التـي توصـي بتخصيـص 10  في المائة مـن الناتـج الداخلـي الخـام لقطـاع الصحـة (يبلـغ المعـدل المنخفـض مـن الناتـج الداخلـي الخـام 1  في المائة فيمـا ينحصـر أعلـى معـدل فـي 20.8 في المائة).

وعلـى الصعيـد العالمـي، يورد التقرير، ذكـرت منظمـة الصحـة العالميـة، فـي تقريرهـا الأخير حـول النفقـات العموميـة المخصصـة لقطـاع الصحـة برسـم 2016، أن مجمـوع المبالـغ التـي أنفقهـا العالـم علـى قطـاع الصحـة بلـغ 7.5 مليـار دولار أمريكـي، بنسـبة تناهـز 10  في المائة مـن الناتـج الداخلـي الخـام العالمـي. ويبلـغ متوسـط النفقـات الصحيـة المخصصـة لـكل فـرد حوالـي 1000 دولار أمريكــي. غيــر أن النفقــات التــي خصصتهــا نصــف بلــدان المعمــور لــكل فــرد لــم تتجــاوز 350 دولارا أمريكيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *