مجتمع

فاجعة طنجة.. صورة قديمة تكشف تواجد بناية “المعمل السري” فوق مجرى الوادي

فاجعة طنجة.. صورة قديمة تكشف تواجد بناية "المعمل السري" فوق مجرى الوادي

كشفت صورة قديمة لمدينة طنجة، موقع البناية التي يوجد تحتها “المعمل السري” الذي شهد فاجعة “الإثنين الأسود”، حيث كان المكان عبارة عن مجرى وادي السواني.

الصورة التي التقطت في عقود ماضية قبل أن تشهد مدينة طنجة تمددا عمرانيا كبيرا، تظهر واد السواني وهو يخترق الموقع الذي ستُشيد فوقه بناية “المعمل السري” لاحقا، حيث كان سكان المدينة يعبرون الوادي بالقوارب.

ووفق أحمد الطلحي، رئيس لجنة التعمير بجماعة طنجة، فإن مدينة طنجة تخترقها 5 أودية، وكانت تنتشر بها مناطق رطبة بكثرة لدرجة أن أحد المهندسين في عهد الاستعمار اقترح شق قناة صناعية تربط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.

ويوم الإثنين المنصرم، اهتزت مدينة طنجة ومعها الرأي العام المغربي، على وقع فاجعة وفاة 28 عاملا، أغلبهم نساء، داخل وحدة صناعية تقع في قبو بناية، قالت السلطات إنها “سرية”، بعدما غمرتها مياه الأمطار الغزيرة التي شهدتها المدينة، فيما تم إنقاذ 18 آخرين، من بينهم صاحب المصنع الذي نُقل للمستشفى.

فاجعة طنجة.. صورة قديمة تكشف تواجد بناية "المعمل السري" فوق مجرى الوادي

الطلحي كشف في حديث لجريدة “العمق”، أن البناية التي يوجد فيها المعمل، حصلت على رخصة البناء في 1996 تمثلت في طابق سفلي سكني وطابقين علويين وطابق ثالث غامر “Rotring”، لكن صاحب البناية بنى قبوا وطابقا سفليا تجاريا وطابقين علويين وطابق ثالث غامر.

وأشار إلى أن البناية كانت توجد في تجزئة قديمة مرخصة من قبل جماعة قروية، وذلك قبل توسيع المدار الحضري لطنجة ليشمل المنطقة المذكورة، لافتا إلى أنها أصحبت اليوم وسط المدينة بفعل التمدد العمراني الذي تشهده طنجة.

وأوضح المسؤول المنتخب، أن البناية توجد اليوم في وضعية مخالفة لقوانين التعمير، مشيرا إلى أنها غير محفظة ولا تتوفر على رخصة السكن ولم يحصل صاحبها على رخصة تسوية الوضعية، كما أنها مشيدة فوق مجرى الوادي.

واعتبر أن الترخيص لهذه التجزئة كان خطأ تعميريا دون تجريمه، قائلا: “هذا خطأ لأنه سُمح بالبناء في سرير الوادي، ولا يمكن تجريمه لأننا نعرف قلة الأطر العليا أو انعدامها أحيانا في الجماعات القروية، خصوصا قبل ثلاثين سنة، ولأنه في تلك الفترة لم تكن لا وكالة حضرية ولا وكالة الحوض المائي”.

وفاة عمال في معمل عشوائي تسربت إليه مياه الأمطار بطنجة

وأضاف الطلحي أن البناية لحد الآن البناية غير محفظة ولا تتوفر على رخصة السكن “Permis d’habiter”، وبالتالي تعتبر بناية مخالفة، كما أن صاحبها لم يحصل على رخصة تسوية الوضعية.

وبخصوص المعمل الذي وقعت بداخله الفاجعة، قال المتحدث إن المقاولة صاحبة المعمل هي شركة قانونية بمقتضى قانون الشركات حسب تصريح غرفة التجارة والصناعة والخدمات.

غير أن هذه المقاولة لا تتوفر على رخصة الاستغلال التي تسلمها الجماعة، ولا يمكن أن تحصل عليها لانعدام توفر الشروط الضرورية لمزاولة هذا النشاط في هذه البناية المعدة أساسا للوظيفة السكنية، يضيف الطلحي.

وحسب رئيس لجنة التعمير بجماعة طنجة، فإن المحيط الخارجي للبناية، يتمثل في طريق مقطوع وتحت مستوى الشارع الرئيسي، بسبب توسعة هذا الشارع وبسبب بناء النفق وتهيئة المدار الواقع فوق النفق، موضحا أن هذه المنشآت شكلت حاجزا أمام تدفق المياه، مما حوَّل إلطريق الى مسبح كبير.

وأفاد بأن هذه البناية ظلت طيلة 15 عاما عبارة عن معمل، حيث استغلتها شركة أولى لـ12 عاما، قبل أن تبدأ الشركة الثانية في استغلالها قبل 3 سنوات من الآن دون أن تتوفر على رخصة الاستغلال من الجماعة، موضحا أن مراقبة المخالفات التعميرية لم تعد من صلاحيات الجماعة بل ضمن اختصاصات السلطات المحلية.

وشدد في هذا  الإطار على أن جماعة طنجة لا ترخص بإنشاء القبو إلا نادرا، نظرا لكون المنطقة تعرف كثرة الأودية، لافتا إلى أن الجماعة قبل الترخيص لأي نشاط اقتصادي، تقوم بزيارة ميدانية للبنايات لمعرفة هل تتوفر فيها الشروط المطلوبة لمزاولة النشاط الاقتصادي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *