خارج الحدود

هل انتهت “أزمة” لقاح أسترازينيكا؟.. “وكالة الأدوية” تعتبره آمنا ودول أوروبية تستأنف استخدامه

قالت وكالة الدواء الأوروبية، إن لقاح “أسترازينيكا” المضاد لفيروس كورونا المستجد آمن وفعال، على الرغم من تقارير حول تسببه في الإصابة بجلطات الدم، فيما أعلنت عدد من الدول الأوروبية عن استئناف استخدام هذا اللقاح بعد تعليقه قبل أيام.

يأتي ذلك بعدما علقت حوالي 15 دولة من بينها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، احترازيا استخدام هذا اللقاح، بعد تسجيل آثار جانبية محتملة، مثل تخثر الدم وجلطات دموية لدى بعض الذين تلقوه.

وأطلقت وكالة الدواء الأوروبية التي كانت قد وافقت على اللقاح في يناير الماضي، مراجعة بشأن مخاطر لقاح أسترازينيكا، حيث قالت رئيسة الوكالة، إيمير كوكي، لدى عرض نتائج المراجعة، إن “اللجنة خلصت إلى نتيجة علمية واضحة”.

وأكدت كوكي أن “هذا اللقاح آمن وفعال، وفوائده في وقاية الناس من مرض كوفيد-19، وما يرتبط به من مخاطر الوفاة أو دخول المستشفى، تفوق مخاطره المحتملة”، غير أن الوكالة لم تستبعد بشكل حاسم وجود صلة بين حدوث جلطات دموية وتعاطي اللقاح، وتقول إنها فتحت تحقيقات إضافية سعيا لفهم الأمر.

إيطاليا

وفي هذا الصدد، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، أن إيطاليا ستستأنف ابتداء من يوم غد الجمعة، التطعيم باستخدام لقاح “أسترازينيكا” بعد صدور توصيات وكالة الأدوية الأوروبية التي اعتبرت أن هذا اللقاح “آمن وفعال”.

وأوضح دراغي، في بيان بهذا الخصوص أن “الحكومة الإيطالية ترحب بتصريح وكالة الأدوية الأوروبية، وسيستأنف التلقيح بواسطة أسترازينيكا اعتبارا من يوم غد الجمعة”، مضيفا: “تبقى أولوية الحكومة هي إجراء أكبر عدد من التطعيمات في أسرع وقت ممكن”.

وبحسب أرقام لوزارة الصحة أعطت إيطاليا أكثر من 7,2 ملايين جرعة لقاح منذ نهاية دجنبر، لكن مليوني شخص فقط من أصل 60 مليون نسمة- تلقوا جرعتين من اللقاح إلى حدود اليوم.

وبدأت إيطاليا خطتها للتطعيم ضد فيروس كورونا في نهاية دجنبر الماضي، إلا أن عمليات تسليم اللقاحات تباطأت بشكل كبير منذ ذلك الحين.

إسبانيا

بدورها، أعلنت إسبانيا عبر وزيرة الصحة كارولينا دارياس، أن بلادها ستستأنف ابتداء من الأربعاء المقبل استخدام لقاح “أسترازينيكا” في حملة التطعيم ضد فيروس “كوفيدـ19″، بعد استنتاجات الوكالة الأوروبية للأدوية التي اعتبرت أن هذا اللقاح “آمن وفعال”.

وقالت كارولينا دارياس في ندوة صحفية عقدتها، اليوم الخميس، في ختام أشغال اجتماع المجلس الوطني للصحة ما بين الجهات والأقاليم “سنستأنف التطعيم بلقاح (أسترازينيكا) الأسبوع المقبل، وتحديدا يوم الأربعاء القادم”، مشيرة إلى أن على السلطات الآن أن تتخذ القرار “بشأن المجموعات التي ستتلقى هذا اللقاح”.

وكانت إسبانيا قد علقت يوم الاثنين الماضي (15 مارس) لمدة أسبوعين، منح لقاح “أسترازينيكا” مثل العديد من الدول الأوروبية الأخرى، بعد الاشتباه في أسباب الأعراض التي ظهرت على بعض الأشخاص الذين تلقوا هذا اللقاح، خاصة زيادة خطر الإصابة بالجلطات الدموية.

وحسب البيانات الرسمية، فقد تلقى في إسبانيا حوالي مليون شخص (975 ألف و661) لقاح “أسترازينيكا” في إطار حملة التطعيم الجارية بالبلاد، وذلك حتى تعليقه الوقائي يوم الاثنين الماضي.

وكانت الوكالة الإسبانية للأدوية والمنتجات الصحية قد أعلنت أمس أن السلطات الصحية فتحت تحقيقا حول ثلاث حالات لأشخاص أصيبوا بجلطات دموية بعد تلقيهم لقاح “أسترازينيكا” توفي أحدهم، ويتعلق الأمر بامرأة.

بريطانيا

من جهتها، قالت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا، إن الأدلة لا تشير إلى أن لقاح أسترازينيكا يسبب جلطات دموية؛ لكنها أضافت أن تحقيقا يجري في نوع نادر جدا وخاص من تجلط الدم في أوردة المخ.

وذكرت الوكالة “الأدلة التي لدينا لا تشير إلى أن حدوث جلطات دموية في الأوردة هو بسبب لقاح أسترازينيكا للوقاية من كوفيد-19”.

وأضافت “تجري مراجعة تفصيلية إضافية في ما بلغنا عن 5 حالات في بريطانيا أصيبت بنوع نادر جدا ومحدد من الجلطات الدموية في أوردة الدماغ، ويصاحبها انخفاض في عدد الصفائح الدموية”.

وقال هانز كلوغ، مدير المكتب الإقليمي لأوروبا بمنظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، إن فوائد لقاح أسترازينيكا تفوق مخاطره، مضيفا أنه ينبغي على الدول الأوروبية مواصلة استخدامه لإنقاذ الأرواح خلال الجائحة.

في الوقت ذاته، صرح متحدث باسم منظمة الصحة بأن اللجنة المعنية بسلامة اللقاحات في المنظمة ستصدر نتائجها بشأن لقاح أسترازينيكا غدا الجمعة.

وذكرت المنظمة أن اللجنة اطّلعت على البيانات يوم الثلاثاء، وراجعت تقارير أشارت إلى اضطرابات نادرة تتعلق بتخثر الدم لدى أفراد تلقوا اللقاح.

وقال كلوغ إن الجهات المنظمة للأدوية في أوروبا تتحرى أمر عدد صغير من حالات تجلط الدم في المنطقة كانت السبب في وقف أكثر من 10 حكومات بالاتحاد الأوروبي استخدام لقاح أسترازينيكا.

وأضاف “في الوقت الراهن لا نعلم إن كانت بعض الحالات أو جميعها ناتجة عن اللقاح أو عوامل متزامنة أخرى؛ لكن فوائد اللقاح تفوق مخاطره حاليا، ويتعين الاستمرار في استخدامه لإنقاذ الأرواح”.

* الجزيرة، وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *