مجتمع

“سامسونغ” تطور هواتفها الذكية القديمة للمساعدة في علاج أمراض العيون

أعلنت “سامسونج للإلكترونيات” عن إجراء تعديلات على الهواتف الذكية القديمة لاستخدامها في توفير الرعاية الصحية للعيون في المناطق منخفضة ومتوسطة الدخل حول العالم.

وبحسب بلاغ لـ”سامسونغ”، فإنه تحقيقاً لهذا المسعى، توصلت الشركة إلى شراكة مع الوكالة الدولية للوقاية من العمى والنظام الصحي بجامعة يونسي في كوريا الجنوبية، بهدف تطوير أجهزة طبية للكشف عن أمراض العيون، عن طريق إعادة تدوير هواتف “جالاكسي” الذكية التي لم تعد تستخدم.

ويساعد هذا البرنامج، بحسب البلاغ الذي تتوفر “العمق” على نسخة منه، في علاج ما يقرب من مليار حالة على مستوى العالم من ضعف البصر، والتي يمكن الوقاية منها عن طريق التشخيص المناسب.

وتقول مصادر منظمة الصحة العالمية أنه يوجد قرابة 2.2 مليار شخص على الأقل يعانون أحد أشكال ضعف البصر، في الوقت الذي يمكن فيه توفير الوقاية لما يقرب من نصف هذه الحالات، أو التي لم يتم علاجها حتى الآن.

ويوجد تفاوت كبير في انتشار ضعف البصر، وذلك حسب القدرة على تحمل التكاليف وتوافر خدمات رعاية العيون. وتشير التقديرات إلى أن هذه الأمراض تزداد شيوعاً بواقع أربعة أضعاف في المناطق منخفضة ومتوسطة الدخل، مقارنة بالمناطق التي ينعم سكانها بالدخل المرتفع.

ونقل البلاغ، عن سونغ-كو كيم، نائب الرئيس لمكتب إدارة الاستدامة في وحدة الاتصالات المحمولة لدى “سامسونج للإلكترونيات”، قوله: “يواجه الناس في جميع أنحاء العالم معوّقات تحول دون حصولهم على خدمات الرعاية الطبية الأساسية، ووجدنا أن هناك فرصة لتصميم حلول ذكية ومبتكرة من خلال إعادة استخدام منتجاتنا للارتقاء بممارسات الاستدامة، وتحقيق تأثير إيجابي في مجتمعاتنا”.

وأضاف كيم، أن “هذا البرنامج يجسد إيماننا في سامسونج بقدرة التكنولوجيا على إثراء حياة الناس، ومساعدتنا في بناء مستقبل قائم على المساواة والاستدامة للجميع”.

الصورة: كاميراEYELIKE™ Fundus تعرض في مؤتمر مطوري سامسونج 2019

وكانت “سامسونج” قد أطلقت في العام 2017 برنامج “جالاكسي لإعادة تدوير”Galaxy Upcycling بهدف التوصل إلى طرق مبتكرة يمكن من خلالها لأجهزة “جالاكسي” أن تُحدث تأثيراً إيجابياً. ومن خلال البرنامج ذاته، يمكن لهاتف “جالاكسي” الذكي أن يلعب دور العقل المعالج لكاميرا “EYELIKE™” المحمولة يدوياً، والتي تتصل بالعدسة لتحسين تشخيص منطقة قاع العين، في حين يستخدم الهاتف الذكي لالتقاط الصور.

وبعد ذلك، يعتمد جهاز “جالاكسي” على خوارزمية ذكاء اصطناعي لتحليل وتشخيص صور أمراض العيون، كما يكون متصلاً بتطبيق يلتقط بيانات المريض بدقة،ويقترح نظاماً علاجياًبكلفة بسيطة للغايةعندما تتم مقارنته بالأدوات التجارية.

ويمكن لهذه الكاميرا الفريدة منخفضة التكلفة تشخيص المرضى وإجراءات الفحوص للكشف عن أي أمراض قد تؤدي إلى العمى، بما في ذلك اعتلال الشبكية لدى مرضى السكري والزرق والتنكس البقعي المرتبط بتقدم العمر.

وقال الدكتور سانجشول يون من النظام الصحي في جامعة يونسي الكورية، بحسب بلاغ “سامسونغ”، “كنا نبحث عن حل لتشخيص أمراض العيون، على أن يكون فاعلاً من حيث الكلفة،حتى نتمكن من الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص.

وعندما درسنا أداء هواتف “جالاكسي” الذكية من “سامسونج”، يضيف المسؤول ذاته، “قررنا دمج جهود إعادة التدوير في بحثنا. ومن شأن الجمع بين استخدام العديد من التقنيات البصرية والذكاء الاصطناعي، إلى جانب الاستفادة من الأداء المتقدم لكاميرا هاتف “جالاكسي” الذكي، أن يساعدنا في التوصل إلى جهازطبيبكلفة ميسورة، وأن يتم الاستفادة منه بطريقة مثالية تماماً مثل كاميرات تشخيص قاع العين التي يستخدمها الأطباء. وبالتالي فإن هذا النهج لا يسهم في حل مشكلة صحية فحسب، بل أنه يعد حلاً لمشكلة بيئية متزايدة أيضاً”.

وتعمل “سامسونج” منذ العام 2018 في إطار علاقة شراكة مع الوكالة الدولية للوقاية من العمى والنظام الصحي بجامعة يونسي في كوريا، بهدف دعم حياة أكثر من 19,000 شخص في فيتنام، وتشخيص وعلاج أمراض العيون باستخدام كاميرا شبكية العين المحمولة. وفي العام 2019، وفرت الشركة 90 منظاراً محمولاً للعيون ليتم استخدامها من قبل اختصاصيي الرعاية الصحية في المناطق النائية من البلاد،من دون الحاجة إلى زيارة العيادات الخارجية.

وعمدت سامسونج الآن إلى توسعة نطاق البرنامج، ليشمل الهند والمغرب وبابوا غينيا الجديدة،كما تعمل الشركة على توسيع قدراتها لتشمل مجالات فحص جديدة، بما في ذلك استخدام أجهزة “جالاكسي” المعاد تدويرها لتطوير منظار محمول من الهواتف الذكية للكشف عن سرطان عنق الرحم،وتعزيز الفرص أمام النساء للحصول على خدمات الرعاية الصحية بجودة عالية.

الصورة: مرضى يخضعون لفحوص أمراض العيون في فيتنام (يسار)، المغرب (يمين)

الصورة: يخضع المرضى لفحوص أمراض العيون في الهند (اليسار واليمين)

وقال درو كيز، منسق منطقة غرب المحيط الهادئ في الوكالة الدولية للوقاية من العمى: “في الوقت الذي يتعافى فيه العالم ببطء من تبعات جائحة كوفيد – 19، أصبح من الواضح الآن أنه يمكن الإعتماد على التكنولوجيا ضمن الحلول لحماية صحة العيون.

وفي الدول التي يتم فيها تجربة منصة “EYELIKE”، تبرز تحديات التضاريس الصعبة والمسافات الطويلة وتباعد السكان لتؤكد على الحاجة الماسّة إلى التكنولوجيا لمساعدتنا على الاتصال، وتحسين إمكانات الوصول إلى الرعاية الصحية. ويسرنا في الوكالة ما تقوم به “سامسونج” للعمل عن قرب مع المنظمات الأعضاء لتجربة هذه الحلول، لاسيما وأن ذلك يتيح لمنظماتنا توفير التكنولوجيا في البلدان التي شهدت المرحلة التجريبية وبناء علاقات قائمة على التعاون البناء في هذه المناطق”.

وإضافة إلى التزامها بالابتكار الهادف، تعمل “سامسونج” على بناء الاستدامة البيئية في كل ما نقوم به،ومن ذلك على سبيل المثال العمل على تحقيق هدفنا المتمثل في جمع 7.5 مليون طن من النفايات الإلكترونية، والاستفادة من 500,000 طن من البلاستيك المعاد تدويره بحلول العام 2030.

ومن خلال تحويل هواتف “جالاكسي” الذكية إلى معدات محمولة لتشخيص أمراض العيون بكلفة منخفضة، تساعد الشركة في إعادة تدوير النفايات الإلكترونية من مكبات النفايات،وتوفير حلول طبية مبتكرة لمحدودي الدخل.

وإضافة إلى ذلك، فإن أجهزة تشخيص قاع العينتكون مصنوعة من مواد معاد تدويرها بنسبة 35%، ومصممة لضمان سهولة إعادة الاستخدام. وتم الاعتراف بهذه الأجهزة من قبل وكالة حماية البيئة الأمريكية،وحصلت منها على جائزة بطل إدارة المواد المستدامة المتطورة. ويمثل برنامج “جالاكسي لإعادة التدوير”، جانباً من التزام سامسونج المستمر إزاء دعم خطة التنمية المستدامة للعام 2030 من خلال 17 هدفاً للتنمية المستدامة.

وتقدم سامسونج من خلال هذه البرامج، وفي مقدمتها برنامج “جالاكسي لإعادة التدوير، التقنيات المبتكرة التي تعيد تشكيل تجاربنا مع العالم، كما أنها تعمل على تمكين المستهلكين من القيام بدور رئيسي في تعزيز أوجه السلوكلتكون أكثر وعياً إزاء البيئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *