وجهة نظر

موجة تسول المهاجرين الأفارقة تغزو شوارع المغرب

يعتبر المغرب محطة عبور واستقرار لعدد من المهاجرين السريين القادمين من جنوب الصحراء.  بعضهم يتحقق حلمه بالسفر نحو اوروبا، وكثير منهم يسقط فريسة سهلة للغربة والفقر والتسول…

حيث نجد معدل بقائهم بالمغرب حسب دراسة أنجزتها الجمعية المغربية للدراسات والبحوث حول الهجرة واللجنة الدولية من أجل تنمية الشعوب   هو سنتان ونصف، ثلاثة أرباعهم أفصحوا عن رغبتهم في السفر نحو أوروبا، بينما لا يريد العودة إلى بلادهم سوى 10.6% و2.3% يرغبون في البقاء بالمغرب.

وصل معظمهم إلى المغرب عن طريق الجزائر حيث تمثل الهجرة السرية “سوقا حقيقيا” يحقق أرباحا كبيرة للمهربين، إذ أن أكثر من نصف المهاجرين السريين دفعوا بين ألف إلى ألفي يورو للفرد الواحد. وتعرضوا لمشاكل كثيرة خلال سفرهم، وتبين أن 80% اعتبروا الوقاية الصحية والتعب والعطش والجوع أهم المتاعب، ونحو الثلثين سقطوا مرضى، في حين تعرضت 36% من النساء للاغتصاب.

يتكبدون عناء ومشاق الرحلة الوعرة بين الغابات والصحاري على الأقدام أو عبر وسائل نقل سرية إن حالف الحظ بعضهم. يبيتون في العراء دون أكل أو شرب لليالي متتالية. يتجنبون قطاع الطرق ويتوارون عن أعين الشرطة، قبل أن يصلوا إلى المغرب: بوابة افريقيا على أوروبا.

أما مداخيلهم بعد الهجرة، فصرح 59.4% بأنهم لا دخل لهم، في حين اعترف 18.8% بالتسول مصدرا لمداخيلهم، و11.5% من المهن الصغيرة، و7.9% يتلقون مساعدات من جمعيات خيرية، و2.3% لهم عمل خاص في أشغال البناء والتجارة الصغيرة والأعمال المنزلية.

الملاحظ أن ظاهرة تسول المهاجرين الأفارقة عادت بقوة إلى شوارع المغرب، بعدما اختفت لمدة بسبب جائحة كورونا، في مشهد “يشوّه” المنظر العام ويقلق المواطنين.

فأصبح لا يخلو شارع ولا مدينة في المغرب من عائلات أفريقية تمارس التسول، وغالبيتها تتخذ من الأطفال وسيلة للحصول على “صدقات” ومساعدات المواطنين. وعلى الرغم من تفهم البعض لوجود هؤلاء المهاجرين في المغرب، علما أنهم يقيمون بطريقة غير شرعية، إذ إنهم فارون من بلدانهم بسبب الفقر والجوع والحروب والنزاعات، إلا أن تجمعاتهم العشوائية وتصرفاتهم في الشوارع باتت غير مرغوب فيها من قبل فئة واسعة من المغارب.

ظاهرة تسول الأفارقة في المدارات الطرقية، صارت واقعا معاشا تجاوز مرحلة شعور سكان المدينة بالاستنكار، إلى الشعور بالتسليم وقلة حيلة اليد. وأصبح عديد السائقين يضربون ألف حساب عند توقفهم في أي إشارة مرور، وباتت تطرح مشاكل كثيرة أهمها عرقلة السير التي يعاقب عليها القانون المغربي. وتهجم بعضهم على السائقين في حالة عدم تلبية طلبهم، واعتداء بعضهم على المارة إلى جانب بعض جرائم القتل والاغتصاب والمناوشات والاحتيال، والمساهمة في انتشار الأوبئة والأمراض خاصة ونحن في زمن الأوبئة فجائحة “كورونا “التي شهدها العام خير دليل على ذالك. فتواجدهم بالشوارع بطريقة فوضوية دون نظافة يجعل خطر انتشار الأوبئة قائم ويمكن أن يكونوا حاملين لفيروسات، وأمراض تهدد صحة المواطنين.

هذه الظاهرة أصبحت تطرح أكثر من سؤال حول أسباب ظهورها في الآونة الأخيرة وتغير شكلها المعتاد من خلال اللجوء والتسول في المدارات الطرقية، فلا شك أن لاستمرار هذه الظاهرة بدون حسيب ولا رقيب أن ينتج عنه مجموعة من الآثار على المجتمع المغربي خاصة في المجال الاقتصادي، وكذلك اجتماعيا من خلال انتشار انحرافات مختلفة كالإجرام و تعاطي المخدرات، وثقافيا من خلال ما ينتج من علاقات جديدة من الاحتكاك اليومي مع المغاربة خاصة في المدارات الطرقية، خاصة أن اغلبهم لا يملكون وثائق وبدون عمل و لم يتم تسوية أوضاعهم.

وأمام تدفق وتزايد أعداد المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء في المغرب وتشديد المراقبة على حدود الدول الاوربية، اعتمد المغرب استراتجية خاصة بالهجرة واللجوء، كان الهدف منها إدماج المهاجرين في المغرب عبر مراحل عن طريق تسوية وضعيتهم القانونية ومساعدة الراغبين منهم في العودة إلى بلدانهم.

وقد تمكن المغرب في المرحلة الأولى سنة 2014 من تطبيق هذه الإستراتجية وتسوية وضعية ما يقارب 23 ألف مهاجر أفريقي في وضعية غير شرعية، واستفادوا من برامج في التعليم والصحة والشغل.

وفي سنة 2016 أطلقت المرحلة الثانية من العملية، وهي استكمال للسياسة التي يعتمدها المغرب في هذا المجال، حيث تمت تسوية وضعية 50 ألف مهاجر في المرحلتين. كما تمكن ثلاثة آلاف شخص من الرجوع إلى بلدانهم الأصلية في إطار العودة الطوعية، حسب تقرير صادر عن وزارة الخارجية المغربية سنة 2018.

وبالرغم من الجهود التي يبدلها المغرب من أجل إدماج المهاجرين الأفارقة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المغرب، إلا أن العديد منهم لم يتمكنوا من الاندماج بالشكل الصحيح، خاصة المنحدرين من بلدان ناطقة بالإنجليزية.  الأمر الذي يتطلب تكثيف الجهود لتدبير تدفق المهاجرين غير الشرعين وإقرار إجراءات جديدة لتسوية وضعهم وإدماجهم في سوق الشغل، وتعزيز إجراءات الأمن والرقابة على الحدود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • حمودة
    منذ 3 سنوات

    قبح الله الفقر

  • معاذ
    منذ 3 سنوات

    ظاهرة شخصيا تؤرقني كلما خرجت بواسطة السيارة

  • nourdine
    منذ 3 سنوات

    malheureusement c est la verite

  • مينة
    منذ 3 سنوات

    هاد السدا اللي سدو علينا ولينا كلنا كنسعاو الله ياخذ الحق

  • ولد الشعب
    منذ 3 سنوات

    الله يفرجها على كلشي راه حنا معدنا مناكلو و لاكن صابربين و منمدوش يدينا للناس

  • موسى
    منذ 3 سنوات

    شكرا العمق على اثارة هذه الظاهرة

  • ثريا
    منذ 3 سنوات

    المغرب بلد الكرم و الضيافة مرحبا بهم فقط ميديروش الفوضى و العنف

  • خولة
    منذ 3 سنوات

    كلنا نسعى باب الله

  • كازاوي
    منذ 3 سنوات

    المغرب متكافى حتى مع السعايا ديال المغرب عاد يزيدها بالافارقة

  • عبج الغني
    منذ 3 سنوات

    الحكومة خارج التغطية هي من يجب ايجاد الحلول

  • رشيد
    منذ 3 سنوات

    نتمنى ان تجد الحكومة حلا لهذه الظاهرة

  • سعيدة
    منذ 3 سنوات

    مساكن الله معاهم في هذا الشهر , يعيشو غير في الزنقة و مكاليلقاو مايكلو

  • MEHDI
    منذ 3 سنوات

    JE CONFIRME MONSIEUR BENLAHBIB BRAVO

  • مغربي محكور
    منذ 3 سنوات

    اودي راه المغرب مع هاد كورونا ولا كلو يسعى ربي يدير الخير وصافي

  • rabab
    منذ 3 سنوات

    grand salut a monsieur benlahbib est l3omk pour ses sujet

  • عزيز
    منذ 3 سنوات

    Sahih walina nalkawhoum fi koul makan

  • Monia
    منذ 3 سنوات

    Félicitations l3mok félicitations mensier benlahbib

  • وليد
    منذ 3 سنوات

    العمق المغربي مواضبع هادفة واصلي

  • خولة
    منذ 3 سنوات

    وقعو لي بزاف ديال المشاكل مع الافارقة كاينين اللي ضريفين و كاينين اللي عنيفين المخزن خصو يدير خدمتو معاهم

  • ندى
    منذ 3 سنوات

    ramadane mobarak said ; un tres bon sujet merci

  • maroua
    منذ 3 سنوات

    موضوع مهم جدير بالقراءة و على الدولة ايجاد حلول للكم الهائل للمهاجرين الافارقة

  • hoda
    منذ 3 سنوات

    les sont devenu un endroit plein de mondiant partout on trouve des gens qui demande de la charitee

  • ALAE
    منذ 3 سنوات

    un tres bon sujet felecitation

  • جمال
    منذ 3 سنوات

    صراحة مشكل كبير كنلقاو في صطوبات مع المتسولين على الدولة فعل شئ

  • كريمة
    منذ 3 سنوات

    موضوع جميل بارك الله فيكم

  • عاىشة
    منذ 3 سنوات

    الله يحسن العوان ملقاو ما يكلو مساكن ربي معاهم

  • Kamal
    منذ 3 سنوات

    ظاهرة التسول عموما في الطرقات اصبحت تؤرق السائقين

  • هدى
    منذ 3 سنوات

    موضوع مهم يجب على السلطات إيجاد الحلول المناسبة له.

  • Aziz
    منذ 3 سنوات

    ظاهرة أصبحت تؤرق المغاربة