مجتمع

ائتلاف يدعو لسحب مذكرة “فرنسة المواد العلمية” ويعتبر الفرنسية عائقا أمام التحصيل

دعت المنسقية الجهوي للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق، إلى مراجعة فورية لما وصفته بالقرار الخطير الذي يُنذرُ بمزيدٍ من النتائج الكارثية والمتمثل في دعوته من خلال مذكرة لتعميم تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية بالجذوع المشتركة للآداب والعلوم الإنسانية بخصوص الموسم الدراسي 2021 ـ2022.

وقال الائتلاف في مراسلة موجهة لمدير الأكاديمية ذاته إن “هذا السلوك مناقضة صريحة لمقتضيات الدستور المغربي (الفصل الخامس)، والقانون الإطار (المادة 31)، والرؤية الاستراتيجية، ويهدفُ إلى فرض الفرنسية لغةً للتدريس في المؤسسات التعليمية بالجهة ضد كل التشريعات والقوانين”.

وطالبت المراسلة بسحب هذه المذكرة ومثيلاتها الساعية إلى فرض لغة الأجنبي ضدا على القوانين والتشريعات وإلى تهميش اللغة الوطنية في تدريس أبناء المغاربة، والحفاظ على المكتسبات الوطنية وخصوصيات المدرسة العمومية، وفق تعبير المراسلة.

وسجل المصدر ذاته استخفاف الأكاديمية بالدستور المغربي في مواده المتعلقة باللغة الرسمية للبلاد، واتكاءها على بنود القانون الإطار لتنزيل هذه المذكرة وسابقاتها، معبرا عن أسفه أن تتصدر أكاديمية الشرق أكاديميات المملكة في الهرولة نحو الفرنسة، في تأويل خاطئ للقانون الإطار الذي لا ينص أصلا على فرنسة المواد العلمية.

وأشار الائتلاف إلى أن فرض أحادية لغوية قسرا وإكراها على جميع أبناء المغاربة حيفٌ كبير وإنذار تَرَدٍّ محذِقٍ بالمدرسة المغربية، مضيفا “ذلك أن هذه المذكرة ومثيلاتها استغلالٌ مفضوحٌ لمفهوم “التناوب اللغوي” وسعي لفرض الفرنسية إكراها لا اختيارا، مع ما يستتبعُ ذلك من إخلال بمبدأي الإنصاف وتكافؤ الفرص بين أبناء وبنات المغاربة”.

وأوضح الإئتلاف قائلا: “إن اللغة الفرنسية، كما هو معلوم، أضحت العائق الأكبر أمام التحصيل الدراسي للتلاميذ سواء تعلق الأمر بالمسالك العلمية أم الأدبية، فالنتائج المتدنية للامتحان الجهوي للأولى بكالوريا – مسلك الآداب، دليلٌ على عبثية هذا التوجه الذي تسلكه الأكاديمية وهو توجه يضرب عرض الحائط بمصالح المتعلمات والمتعلمين ومستقبلهم، خاصة أن الفرنسية تحظى في هذا الامتحان بمعامل أكبر من باقي مواد الامتحان (الرياضيات والتربية الإسلامية) فكيف ستكون النتائج بعد فرنسة الرياضيات أيضا؟!!”.

وكانت الأكاديمية الجهوية للترية والتكوين بجهة الشرق قد دعت عبر مذكرة المديرين الإقليميين لتعميم تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية بالجذوع المشتركة للآداب والعلوم الإنسانية ابتداء من الموسم الدراسي المقبل، ضمانا للإنصاف وتكافؤ الفؤص بين المتعلمات والمتعلمين بجميع الشعب والمسالك، وفق ما جاء في مراسلة الأكاديمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *