سياسة

البيجيدي يحذر من “تحكم” أباطرة المخدرات في القرار السياسي بعد تقنين الكيف

يواصل حزب العدالة والتنمية معارضته لمشروع القانون رقم 13.21 يتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، محذرا من أن “تقنين الكيف” قد “يحول المغرب بعد سنوات إلى ما تعيشه دول معروفة بتحكم لوبيات المخدرات في القرار السياسي”.

فخلال المناقشة العامة لمشروع القانون بمجلس النواب، خلال الأسبوع الجاري، اعتبر البرلماني عن الحزب عبد اللطيف بنيعقوب، أن هذا المشروع لا يقدم أي ضمانات للعودة بزراعة الكيف للمناطق التاريخية فقط، إذ سيتم توسيع مساحة الزراعة إلى أقاليم العرائش والناظور وتطوان وطنجة.

وحمل البرلماني “المسؤولية التاريخية” للبرلمانيين الحاضرين في مناقشة هذا القانون، معتبرا أن هذا الوضع سيحول المغرب بعد بسنوات إلى “ما تعيشه دول معروفة بتحكم لوبيات المخدرات في القرار السياسي”.

ويرى المتحدث أن مشروع تقنين الكيف “لم يؤتى به لمصلحة المزارعين، وإنما لأغراض أخرى ستفضح أصحابها وستكون وبالا عليهم”، مناشدا البرلمانيين بالتفكير في مستقبل الأجيال القادمة، وأن تكون غيرتهم حقيقية على المناطق المذكورة، وفق تعبيره.

وشدد على أنه “لا وجود لاختلاف حول تشخيص وضعية ساكنة مناطق زراعة الكيف، من حيث الضنك والمعاناة والاستعباد”، مشيرا إلى أن هذه المناطق ينبغي أن تكون مشمولة بمشروع إنقاذ حقيقي، وعلى الدولة أن تقوم بما يلزم وتعبئ الموارد اللازمة لتنمية هذه المناطق.

واعتبر أن هذه المناطق في حاجة لعفو عام، لأن وضعية ساكنتها غير إنسانية، لافتا إلى أنه “جرى تحوير النقاش حول الموضوع، وجره إلى أمور لا مصلحة لساكنة المناطق المذكورة بها”، على حد قوله.

وسجل البرلماني ذاته، أنه عايش كإبن لإحدى تلك المناطق، كيف أن نبتة القتب الهندي شكلت دمارا للساكنة، وأحدثت طفرة اجتماعية، وتحول تلامذتها إلى مدمني مخدرات، وتعرف إلى اليوم أعلى نسب الهدر المدرسي.

وأضاف أن نساء هذه المناطق أصبحت معاناتهن مضاعفة، بفعل أثر زراعة الكيف، حيث يعملن في الحقول أو في إعداد الأكل لمن يعملون بها، وتخلى عنهن أزواجهن في ظروف سيئة، حسب قوله.

من جانبه، طالب البرلماني عن البيجيدي أبو زيد المقرئ الإدريسي، بضرورة إشراك الفاعل الديني، المتمثل في المجلس العلمي الأعلى، باعتباره هيئة الإفتاء الرسمية المكلفة بالنظر في القضايا والأسئلة الشرعية، معتبرا أن توقيت مناقشة هذا المشروع، يطرح أكثر من علامة استفهام.

وانتقد أبو زيد “السعي للحسم في المشروع في أسرع وقت ممكن، رغم أن المؤيدين للقانون أو معارضين له، أكدوا أن له آثار كبيرة، داعيا للتوقف والتأمل والاستشارة، ومناشدا وزير الداخلية والبرلمانيين للتريث والانتباه للآثار الكارثية لتقنين زراعة الكيف، وفق تعبيره

ويرى البرلماني أن لوبيات ضغطت على منظمة الصحة العالمية لتتخذ قرارا مساعدا على تقنين الكيف عبر العالم والتأكيد على فوائده الطبية، وقد سارع المغرب للتصويت عليه بحماس، حسب رأيه، موضحا أن “%93 من سوق الاستعمال الطبي للكيف، محتكر من أمريكا وكندا، ولا حاجة لها لا للمغرب ولا لغيره”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *