سياسة

تفاصيل 17 ساعة من ضغط الرباط على مدريد لمنع “خروج مشرف” لغالي من إسبانيا

كشفت صحيفة “أوكي دياريو” الإسبانية، عن ما وصفته بتفاصيل “17 ساعة من التوتر” عاشتها الدبلوماسية الإسبانية جراء ضغط كبير من المغرب من أجل مغادرة زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، لإسبانيا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين شاركوا في جهود ترحيل زعيم الجبهة الانفصالية إبراهيم غالي، إن هواتف الخارجية الإسبانية لم تتوقف الثلاثاء الماضي، مضيفة أن غالي قال إنه سيغادر إسبانيا دون المثول أمام القاضي، وهو ما دفع الرباط إلى تحذير إسبانيا من أن ذلك سيزيد الأزمة تعقيدا، لتقرر حكومة بيدرو سانشيز السماح بمغادرة زعيم البوليساريو لكن بعد مثوله أمام القضاء.

وكشفت الصحيفة أن خطة رحيله الأولى كانت تقضي أن يغادر على متن طائرة دون تسجيل المعلومات الإلكترونية عن الرحلة، ومعرفة البيانات حول الطائرة التي كانت تنتظر الضوء الأخضر على مدرج قاعدة بوفاريك العسكرية، على بعد 35 كيلومترا فقط جنوب غرب العاصمة الجزائرية.

واقتضت خطة إسبانيا مغادرة غالي من مطار ألغونسيلو، في لوغرونيو، الأقرب إلى المستشفى الذي تواجد فيه، مباشرة بعد إنهاء شهادته أمام القاضي. وأشارت “أوكي دياريو” إلى أن مدريد أبلغت الرباط بأن الطائرة الجزائرية قادمة لنقل غالي، لكنها لم تتلق ردا مغربيا في البداية، وبعد دقائق، تضيف الصحيفة، أخبر المغاربة الإسبان أن ذلك مستحيل.

وأضافت، أن الرباط قالت إن الطائرة الجزائرية حكومية وهي طائرة طبية في خدمة الرئاسة الجزائرية، وإعادة غالي على متنها يمنحه معاملة رئيس دولة، مشيرة إلى أن المغرب أصر على خروج غالي كأجنبي، وكشفت الصحيفة أن الطائرة التي كانت قادمة لنقل غالي سبق أن استخدمت في جلب الرئيس الجزائري السابق، عبد العزيز بوتفليقة، من سويسرا في 2019.

وأشارت الصحيفة إلى أن ساعتين مرتا على إبلاغ الجزائر لإسبانيا أن الطائرة جاهزة، لكن مدريد أبلغت الجزائريين أن الخطة “أجهضت”، وأجبرت بعد ذلك السلطات الإسبانية الطائرة الجزائرية على الرجوع بعد اقترابها من المجال الجوي الإسباني.

وبحسب الصحيفة دائما، بعد وصول الطائرة إلى المجال الجوي لجزيرة فوردينتيرا أبلغت من قبل مركز التحكم أنه تم رفض دخولها وأمرت بالعودة إلى الجزائر، ما أغضب الجزائريين، وفق التقرير، كما أشارت الصحيفة، إلى أنه بعد دراسة خيارات متنوعة وقع الاختيار على شركة فرنسية مرموقة ومكلفة، متخصصة في نقل المدنيين الأثرياء من أفريقيا، لنقل غالي إلى الجزائر.

ووفق الصحيفة، عند هذه النقطة عادت الدبلوماسية المغربية لتشترط أن يتم نقل غالي دون أن يرافقه أي مسؤول إسباني، وهو ما “استسلمت” له إسبانيا والجزائر بسبب الوضع.وغادرت الطائرة دون أن يكون مسارها مدرجا على أنظمة مراقبة الرحلات الجوية، ولكن وجهتها لا لبس فيها، تقول الصحيفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *