منتدى العمق

معاناة الشباب… واقع الثقافة والفن بمدينة أكادير

قصة نعتنا بالبراهش…
قصة نجاح من رحم المعانات
ونضرة على المستقبل.

حين كنا صغار ندرس في الثانوي الاعدادي كان شيء يسمى دار الشباب قبلة الموهوبين والمولوعين بالفن والثقافة و الرياضة.

كنت أمارس المسرح و الرقص وكرة السلة بانتظام و كان كل الشباب تقريبا يجمعون بين الفن و الرياضة…
كانت اجواء جميلة و كل يوم تجد جمعيات فنية كتيرة يتسابقون على الفوز بقاعة من أجل التداريب و الاجتماعات و الأنشطة…

في مرحلة الثانوي انضممت إلى الفريق المسرحي الدي يمتل ثانوية لالا مريم تحت تأطير الفنان المسرحي القدير الحبيب نونو و كانت فرصة كبيرة للتعلم على يد أستاد و فنان مجرب
وفي نفس الوقت اسست أول نادي مسرحي من تاطيري و انا في سن 17 عشر بفضل جمعية الأيادي البيضاء التي دعمتني و خصصت لي قاعة التداريب وكنت اشتغل مع شباب أكبر مني سنا و جو جميل و مليء بالتحديات… في حينها كانت المدينة في أوج الأنشطة الفنية والثقافية… متلا في نهاية الأسبوع كنا نخرج من الحصة المسرحية ونختار هل ندهب الى المعهد الفرنسي لحضور تكوين أو محاضرة فنية او لقاء مع فنان أو مخرج عالمي أو لحضور عرض مسرحي بقاعة البلدية أو لحضور حفل موسيقي بمسرح الهواء الطلق أو للاستمتاع لموسيقى الراب و الرقص و البريك دانس بحديقة ابن زيدون سكيت بارك…

و في نفس الوقت كانت المدينة تعرف تواجد مشروع سينمائي كبير Film Industrie مبادرة قام بها المخرج نبيل عيوش لخلق سوق سينمائي بجهة سوس ماسة وكان كل من يشتغل بالميدان الفني انداك قد حصل على فرصة التمتيل و الاشتغال في فيلم أو مسلسل لوفرت العروض و المشاريع السينمائية… و في نفس الحقبة كان المهرجان الدولي للسينما والهجرة في أوج عطائه و كان ينضم نادي سينمائي بدار شباب وكنت عضو في هدا النادي وكانوا يرسلون لنا مخرجين و افلام تشاهد .

ونناقش معهم…
وكان المهرجان الدولي للمسرح التربوي يجلب كل سنة فرق مسرحية يمتلون مؤسسات تعليمية من دول أوروبية كتيرة و كان بالنسبة لنا كعيد سنوي نلتقي فيه هدا الحدث القريب من قلبي الدي ترعرعت فيه و شاركت فيه و في سني 8 سنوات و أصبحت في ما بعد مؤطرا و مستشارا فنيا…

كل هدا النشاط و الرواج الفني الكبير خلق من مدينة أكادير قبلة فنية ثقافية كبيرة وهنا أصبح رغبتي في دخول الميدان و الاحلام اصبحت كبيرة و كنت متحمسا لدخول تجارب كبيرة و التنضيم والتعلم و العمل من أجل كسب الخبرة و التجربة…

بعد 3 سنوات في الثانوي كنت قد زرت أوروبا و كندا مع فريق المسرحي للمؤسسة و شاركت في أعمال مسرحية مع نادي المسرحي لدارشباب واشتغلت كمنتطوع في مهرجان السينما و بعض الأنشطة الأخرى بالمدينة و اكتسبت تجربة محترمة وانا في سن 20…

هنا بداية الجامعة و بداية الأحلام و الرغبة في دخول الميدان بشكل كبير
و هنا كانت بداية النهاية للعصر الدهبي للفن والثقافة بأكادير…

السنة الأولى في الجامعة مرت قاصية كنت تائها و كنت احاول ان اسس جمعية ثقافية لكي احقق الأحلام الطموحات وكان أمرا صعبا جدا… في تلك السنة ولحسن الحظ انضممت بشكل رسمي بفريق تنضيم المهرجان الدولي للفلم الوثائقي وكانت تجربة كبيرة و مهمة في حياتي اضافت لي الكتير في مسيرتي و كنت في نفس الوقت قد انضممت إلى لتجارب أخرى وتنضيمات أخرى اشتغل هنا كمتتطوع و هنا كمنشط وهنا مستفيد…

وحلم تأسيس جمعية لم يفارقني لكي اقوم بإخراج كل طموحاتي و أفكاري كل الأشياء التي لا اجدها في الحالجمعيات الأخرى…

بداية سنة الثانية في الجامعة جمعت كل الأصدقاء و الأشخاص الدين اتق فيهم و اشتغلت معهم و يحملون نفس الأفكار التي احملها و بدأنا بشكل رسمي البحت عن من يساعدنا في تأسيس الجمعية و كنت اتدكر اول لقاء قمنا به بمقهى برج بابل لم نكن كلنا نملك تمن الشاي و المشروب الدي اخدنا و لم اتدكر كيف تمكنا من دالك…

وحين حققنا حلم تأسيس الجمعية… استضمنا بواقع مر وصعب و كل الأبواب مقفولة حتى امكانية الحصول على قاعة التدريب كان أمرا صعبا جدا
لا مسؤول يستقبلنا ولا احد يثق بنا كانوا ينعتوننا ب(البراهش جاو تاني )

العديد من الشباب صراحة لم يستطيعوا المواصلة و اخرون تركوا المدينة و اخرون هاجروا… لا شيء في هده المدينة كان يبشر بالخير…
لا مسرح لا سينما لا سياسة ثقافية لا فرص و مشاريع للشباب… لم تستفد من الدعم السنوي للجمعيات طيلة 9 سنوات من الاشتغال…

موضف رئيس مصلحة لم يكن يحبنا وحاربنا بكل الطرق الممكنة وسلط علينا موضفيه… فقط لاننا كنا لا نتملق ولا نجامل و كنا نطالب بما نستحق… فعلا حاصرونا و لم نستسلم…في بعض الأوقات كنا نتدرب في الشارع والحديقة و قاعات المركب الثقافي فارغة ومقفولة…
واستمرينا في العمل…

كانت هناك فقط مهرجانات كبرى تستفيد من دعم كبير و الباقي يموت في صمت مهرجانات صغيرة الغيت جمعيات انقرضت شباب هاجروا… “بقينا غي حنا” ولكن كانت جمعيتنا تتميز بشباب مميز موهوب و لديه مواهب كتيرة ومتنوعة و كنا نتمتع بحب الناس و احترام الآباء و كل من يتابعنا…
كان لدينا فريق عمل ناضج و صبور على رأسهم الشابة وصال لوكيلي التي كانت حاضرة في تاسيس الجمعية و لازالت معنا الة ليوم دون توقف ل 9 سنوات

دون أن ننسى فضل الفنان و المخرجة و الفاعلة الثقافية الهام مراد التي انضمت لنا سنتين بعض التأسيس و بفضلها حقننا العديد من الإنجازات و التحديات، شامة الزهراني، توفيق عجمي و يونس التنبنال و خولة راوي و اخرون لن استطيع ان ادكرهم كلهم…

دون أن ننسى الحضور المميز الفنان مغاربة كبار احتضنوا المهرجان و الجمعية و ساهموا في تحقيق إنجازات كتيرة
الفنان محمد بن جدي، الحبيب نونو، والعزيمة المشرقي، محمد خوميس، رشيد الوالي، زهور السليماني، حسن فولان، هشام الوالي، الدكتور عبد الكريم برشيد، دريس الروخ، عزيز سعد الله وعبد القادر عبابوا رحمهم الله و اخرون…
كان هدا كافي لسير قدما و مواجهة التحديات و الصعوبات…

واليوم ( البراهش كما كان يقولون عنا لسنين )
اسسوا جمعية اصبحت من الجمعيات التي يضرب بها المتال وطنيا 10 سنوات من الاشتغال دون توقف كل سنة يمر على نادي المسرحي و الرقص والسينما و الموسيقى مئات الشباب اليوم وصلنا ل 1700 شاب استفادو و انخرطوا ومرو من الجمعية طيلة 9 سنوات و اكتر من 20 ألف شخص استفاد بشكل مباشر أو غير مباشر من أنشطة الجمعية من تكاوين و محاضرات و عروض و تضاهرات فنية طيلة 9 سنوات
#البراهش زاروا 20 دولة عبر العالم في 9 سنوات ورفعوا فيها العلم الوطني من خلال مشاركات فنية ثقافية كبيرة وصغيرة و متوسطة
اكتر من 60 مدينة أوروبية و تلات قارات دون احتساب الجولات بالمملكة.

البراهش اليوم اسسوا المهرجان الدولي للمسرح وفنون الخشبة الدي يعتبر اليوم من أكبر التضاهرات الثقافية بالمملكة و عرف إلى اليوم مشاركة اكتر من 30 دولة عبر العالم بمعدل 10 دول في كل دورة و مشاركة 1200 فنان و مثقف و محترفي الميدان الفني في تلات الدورات السابقة و 1500 شاب استفادوا من الورشات التكوينة الفنية و اكتر من 7 آلاف شخص من الجمهور حضروا المهرجان بشكل منتظم
و تقريبا 100 ألف شخص شاهدوا المهرجان و فقراته عبر وسائل التواصل الاجتماعي…

البراهش نجحوا في استقطاب سفراء دول كبيرة وعريقة ومنضمات دولية و نجوم كبار…
البراهش اليوم هم سفراء سلام و أعضاء في حكومة الشباب الموازية و يمتلون منضمات دولية كبيرة و يشتغلون في كبريات التضاهرات الفنية والثقافية الوطنية والدولية…

و في الأشهر القليلة المقبلة البراهش سيحتفلون بمرور 10 سنوات من الاشتغال و العمل المستمر و الاجتهاد و التحديات و الإنجازات بحضور فنانين كبار و مثقفين و شخصيات كبيرة واكبت أو حضرت أو اعجبت بماتقدمه الجمعية من مشاريع و عمل و انجازات.

حمزة السباعي
مؤسس ورئيس جمعية يلاه للفن والمبادرة الثقافية
مؤسس ومدير المهرجان الدولي للمسرح وفنون الخشبة
سفير السلام ممتل للمملكة المغربية بالمنضمة الأمريكية GPPI, USA
مستشار بحكومة الشباب الموازية المغربية
ممثل ومخرج مسرحي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *