منتدى العمق

إعلام الرياضة: كفى من العبث الخطير، هل من دور للممول الأساسي للرياضة و للهاكا؟

تضخمت الآلة الإعلامية الموجهة لكرة القدم الوطنية و تخطت الحواجز إلتصل لى الملاعب الأجنبية و تدلي بفقهها الفني و القانوني في ملفات أكبر منها بكل المقاييس . أصبح بعض نجوم التعليق و الكلام عن المستديرة يعدون بالعشرات و كلهم شعور أنهم يعلمون ما لا يعلمه المدربون و المديرون التقنيون و مسيري الأندية و محللو الخطط التقنية و إدارة الفرق العالمية.

أصبحوا نجوما في ليلة ظلماء أصابها مرض تضخم أعداد الميكروفونات و الاستديوهات المتاحة لأنواع من السيبة و تمويلات كريمة و غير محدودة لشركة المغربية للألعاب التي تتصرف في المال العام في هذا المجال. في زمن مضى كان صحافيو الرياضة يعلقون على المباريات و يبحثون بمهنية على الأخبار وطنيا و دوليا و يبتعدون عن المجالات التي لا تدخل ضمن اختصاصهم المهني. كانوا يعبرون عن حماسهم و حبهم للعب الجميل و قليلا ما يعلقون عن أداء الحكام و خطط المدربين لأنهم كانوا علم بصعوبة مهام المدربين و الحكام و مسيري الأندية.

من يعتبر نفسه اليوم خبيرا وعالما، و هذا الصنف قليل و لكنه مؤثر، لم يدرس لا صحافة و لا رياضة و لا أخلاق الحوار، المهم أنه يمتلك حرية إستعمال قلمه و الميكرفون و يمتلك كذلك حبالا صوتية تغطي على من يتكلم بتواضع و على من يعلم ولا يدعي أنه عالم. ماذا كان سيقول من واراهم التراب في خبراء “الورق ” و أبطال الصراخ. من حسن حظ من لا تعجبه برامج الصراخ التي تعكس أمراض المجتمع أكثر مما تعكس جمال التنافس الرياضي أن المجال السمعي البصري مفتوح و يمكن من التمتع بتحليلات مهنية و حضارية على بعض القنوات الوطنية و الأجنبية .ماذا كان سيقول أحمد الغربي و الفصيح الزوين و كديرة رحمهم آلله. وماذا يقول الحياني و كمال لحلو سعيد زدوق و أبو السهل و نجيب السالمي و غيرهم من حكماء التحليل الرياضي الذين يحملون ألف هم لكلمة تخرج من أفواههم ٠ سيقولون هذه هي حال سوق الزمن الحاضر و قد ينفعلون و هم يستعرضون صور الزمن الرديء الذي تفعل فيه كثير من مؤسسات الإعلام .

أصبحت الصحافة الرياضية تعبيرا حقيقيا عن واقع مجتمعي و لكنها تؤثر فيه سلبا و تجره إلى الانفعالات التي تؤجج مظاهر العنف. و للتاريخ وجب التذكير أن أساتذة التربية البدنية كانوا يشكلون فريقا تربويا داخل المؤسسات التعليمية و كثيرا منهم تحول إلى مجال التعليق الرياضي متعدد الاختصاصات لأن مجالات الممارسة الرياضية كثيرة و تحتاج إلى الكفاءات و ليس لمن في الجهالة ينعمون. كل هذا و الشركة العمومية التي تتصرف في المال العام في مجال الرياضة لا تضع دفتر تحملات الإذاعات الخاصة في مجال الجودة . فكيف يتم صرف المال العام دون أن تقوم بعض هذه الإذاعات بتحسين الأداء في مجال التعامل مع الرياضات و دعم ثقافة الانفتاح على الآخر و العمل على نزع فتيل العنف عن المنافسة و حماية الملاعب من الاستغلال السياساوي.

و قد تدخلت الهاكا قليلا لتعالج بعض تجاوزات معدي و المشاركين في البرامج الرياضية دون أن يكون لتدخلها أثر حقيقي و مستدام على أداء الإذاعات الخاصة التي يبحث جزء منها على الجعجعة بدون طحين و الشعبوية لاصطياد التمويلات و الإسهام في خلق مظاهر التهييج الذي يستهدف بعض الفئات الإجتماعية و من خلالها المؤسسات الرياضية التي تعمل في ظروف صعبة و كثيرا ما تعتمد على التطوع. يجب أن تحضر الدولة في هذا المجال للحد من الشعبوية التي قد تجعل من ملاعب كرة القدم بؤرا للعبث و للتهييج و لمظاهر الانفلات الأمني.
الحاجة كبيرة إلى المهنية و الأخلاق في مجال الإعلام الرياضي.

كفى من الشعبوية لاصطياد الفرص و البحث عن “الهمزة ” وإستعمال أساليب إستغلال فرص زيادة المداخيل. و في إنتظار تعقيم الحقل الإعلام الرياضي ضد فيروسات الانتهازية، نتمنى حظا كبيرا للمهنيين و من يحترمون قدسية الخبر و حرية التعليق عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *