وجهة نظر

عبدالإله بنكيران والقوس المفتوح

على هامش اللقاء الثاني لرؤساء الجماعات والمقاطعات المنعقد بالمعهد الوطني مولاي رشيد المعمورة. سلا يوم 7 يناير 2017، ألقى عبدالاله بن كيران كلمة توجيهية تطرق فيها إلى النقط التالية :

ا-الثوابت و الركائز
ب-المشاورات من أجل تشكيل الحكومة
ج-الشأن المحلي

فيما يتعلق بالنقطة الأولى ركز على مفهوم العبادة التي من أجلها خلق الله الانسان واذا كان الإنسان قد فرض الله عليه أمورا تعبدية، فإن ما يقوم به المهتم بالشأن المحلي لا يخرج عن منظومة التعبد. الذي يعتمد الصواب والاستقامة. وتركيزه على هذا الاعتقاد الراسخ سيمكن الرؤساء وسائر المستشارين من العمل الجاد الذي يهدفون من خلاله إلى مرضاة الله . وبذلك سيبذلون الجهد خدمة للدولة والمجتمع. أما الامتيازات المشروعة التي ينص عليها القانون فهي خالصة لمن يستحقها. أما الجزاء الحقيقي فعند الله.

لذلك فطريق الإصلاح ليس مفروشا بالورود ومن تم لابد من الصبر والمثابرة. وعدم الاهتمام بالعراقيل المصطنعة من أجل عرقلة الإصلاح. إذن لا تراجع لأن هذه سنن تاريخية وشرعية والأخذ بها واجب شرعي لأنه لا بناء بدون قواعد وضوابط وثوابت…ولا يمكن أن تؤسس بيتا بدون أساس . وما أسهل الأعمدة المادية ومااصعب المبادئ المعنوية!

أما النقطة الثانية المتعلقة بتشكيل الحكومة فإن ابن كيران ركز على الأصل في المشكل وليس الجزئيات.

إذا كان رئيس الحكومة هو المؤهل دستوريا و سياسيا لتشكيل الحكومة فإن بعض مسؤولي الأحزاب المفاوضة تزاحم رئيس الحكومة في هذه المهمة. وهذا مشكل كبير ما الهدف منه؟ العطب الثاني أن هناك حزبا يقود الحافلة واخرين يطالبون منه الشفاعة الحسنة لدى رئيس الحكومة من أجل قبولهم في الصف الحكومي. والطامة الكبرى أن احزابا تصوم عن الكلام إلا إذا تكلم كبيرهم من حزب آخر.فهل هذا يعني أن هناك احزابا قاصرة رغم تاريخها الكبير؟ كل هذا جعل رئيس الحكومة يتساءل عن الغاية من هذه الظواهر غير الطبيعية في مجال التفاوض الديمقراطي.

العلة الرابعة مرتبطة بحرب البيانات غير الواضحة والتي تخفي الوجه الآخر غير الذي به تتفاوض.

هل هناك خطة تدبر لشل المفاوضات؟ مهما كانت النتيجة فرئيس الحكومة يؤكد على الصبر والاستمرارية وترك القوس مفتوحا: قوس الامل، قوس خدمة الدولة والمجتمع قوس بناء الإنسان الذي هو نواة مركزية لكل إصلاح حقيقي.لذلك فالشعب تعاطف مع العمل المتواصل الذي يبذله أعضاء العدالة والتنمية وشرفاء هذا الوطن. إذن فهو قوس مفتوح بغض النظر عن زاوية العمل. المهم خدمة الدولة والمجتمع والإنسان. والحمد لله مرت تجربة حكومية متميزة ما بين 011 2 و16 20. وتجربة موفقة للشأن المحلي.
يستحضر اهتمامات الإنسان. والمصلحة العامة للوطن.ومهما كانت الظرفية القوس سيظل مفتوحا لأنه قوس الامل والإصلاح الذي لا يغلق طبقا لسنن الله الإجتماعية والتاريخية .وما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل .

أما النقط الثالثة فهمت المستشارين الذين يقدر عددهم داخل العدالة والتنمية ب5000 مع رئاسة حوالي 200 جماعة ومقاطعة. وأثنى عليهم نظرا للصدى الطيب لعملهم وثقة المواطنين فيهم. إذن مزيدا من العطاء وخدمة التنمية. والصبر والشعور الدائم بالغاية التي من أجلها خلق الإنسان. وهذا طريق الإصلاح الذي يفتح الآفاق ويطور البلد ويخدم الإنسان.مقابل الفساد المحطم للإنسان والعمران.
إنها لحظة لقاء مؤثر بين الأمين العام و المستشارين لحظة دفء أخلاقي وسياسي شخوصه مخاطب مشحون بالقيم العالية المرتفعة عن الألعاب الصغيرة التي لاتسمن ولا تغني من جوع.

لقاء كان خاصا بمجال التعمير والبناء ولسان الحال ينص على التنقية البشرية المؤصلة للتنمية البشرية. والله نسأل التوفيق والسداد.