وجهة نظر

المستفاد من أزمة تشكيل الحكومة المغربية

ما يقارب الثلاثةَ أشهر وبن كيران يبحث عن شركاء له في الحكومة المنتظرة، ثلاثةُ أشهر وبن كيران متمسكٌ بحزب الاستقلال شريكاً في الحكومة لمواقف مبادئية، إلا أنه وفيما يبدو لم يعد من الممكن الانتظار أكثرَ من ذلك فالوقت يمر والملك الذي أرسل مستشاريه لمقابلة بن كيران فيما يبدو قد أرسل برسالة مفادُها عدم الرضا عن هذا الوقت المهدر .

وهو ما جعل الأمانةَ العامةَ لحزب العدالة والتنمية تعلن ضمنيًاتخلي رئيس الحكومة المكلف، عبد الإله بنكيران،عن حزب الاستقلال في مشاوراته لتشكيل الحكومة، ضمن اجتماع عقدته يوم الثلاثاء الماضي ، وذلك نتيجة تداعيات تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط الذي تحدث فيها عن أن موريتانيا تاريخيا هي أرضًا مغربية.

وهو ما أثر على موقف العدالة والتنمية ، والذي قدم على إثره رئيسُ الوزراء المكلف عرضًا جديدًا للأمين العاملحزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش للمشاركة في تشكيلة الحكومة الجديدة وذلك بعد أن كان الأخيرُقد رفض حكومة يشارك فيها من وصفه بالشتّام.

وفيما لو انضم حزب الأحرار لتشكيلة الحكومة الجديدة فإنها لن تخرجَ عن تشكيلة سابقتها بعد أن كشف الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، امحند العنصر عنتوجه تشكيل الحكومة المغربية الجديدة المرتقبة، لتضم نفسَ الائتلاف الحكومي السابق، أي كل من العدالة والتنمية، والتقدم والاشتراكية، والتجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، وشدد على أن الحكومة يجب أن تتشكلمن تحالف حزبي متوازن، يجمع أحزابًا لديها تقارب في التوجهات والرؤى السياسية. مشيراً إلى التقارب بينهوبين حزب الأحرار.

ويرى المراقبون أن الأحزاب استطاعت أن تستفيدَ من خطأ حميد شباط في الضغط على رئيس الوزراء باستبعاد حزب الاستقلال عن المشهد إلا أن مهندسَ هذه العملية لم يستفدْ من كل ما حدث وهو ما يعني في النهاية أن بن كيران لم يخسر كثيرًا في هذه المعركة ، ومفاد كل ما سبق أن السياسة لا تعرف الثوابتَ، ولا تعرف من يتمسك بالمواقف ، فإن لم تتحول بمواقفك فإن الأحداثَ ستجبرك على ذلك ، المرونة أساس السياسة وديدن السياسيين، ولا مجال لرد الجميل فيها ، فحليف اليوم قد يعرقلك غدًا وعليك أن تختار .

هذه خلاصة تجربة العدالة والتنمية المغربي وأمينه العام عبد الإله بن كيران خلال ثلاثة أشهر من محاولات تشكيل الحكومة المغربية ، فتمسكه بحزب الاستقلال كاد أن يغضبَ الملك إن لم يكن قد أغضبه بالفعل ليس من تمسكه بحزب الاستقلال ولكن من إهدار الوقت في تشكيل الحكومة .

لينتهي المطاف ببن كيران إلى فريقِه الحكومي القديم الذي سيتقدم به خلال ساعات للبرلمان لأخذ الثقة وبدء العمل .
والخلاصة المستفادة من هذه الديلمة أنه في السياسة ، لا تكن صلبا فتكسر ولا ليّنًا فتعصر.

ــــــــــ

باحث سياسي وقيادي بحزب الوسط المصري