خارج الحدود

التدافع يخلف قتلى وجرحى بمطار كابل.. وطالبان: لا خطر على السفارات الأجنبية

سقط قتلى وجرحى في مطار كابل الدولي، اليوم الاثنين، جراء فوضى وتدافع وإطلاق القوات الأميركية النار في الهواء إثر اجتياح حشود من الأفغان مدرج المطار على أمل الهروب من البلاد بعد سيطرة حركة طالبان عليها، لتعلن بعد ذلك سلطات المطار إلغاء جميع الرحلات التجارية.

ونقل مراسل الجزيرة عن مصدر أمني قوله، إن 4 أشخاص قتلوا وأصيب 13 آخرون جراء التدافع في مطار كابل، فيما أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal) الأميركية بسقوط 3 قتلى على الأقل جراء إطلاق النار في المطار.

من جهة أخرى، قال مسؤول أميركي لوكالة رويترز إن الجموع في مطار كابل كانت خارج السيطرة، وإن القوات الأميركية أطلقت النار لمنع الفوضى.

وأفاد مسؤول أميركي ثان بأن إطلاق النار في الهواء في مطار كابل جاء لمنع أفغان من ركوب طائرات عسكرية، وأشار إلى أن الرحلات الجوية العسكرية من كابل مخصصة فقط لنقل دبلوماسيين وموظفين في السفارات.

وقال شاهد لوكالة الصحافة الفرنسية: “أشعر بخوف شديد هنا، إنهم يطلقون النار بكثافة في الهواء، رأيت فتاة تقضي سحقا”.

ويتولى جنود أميركيون مسؤولية تأمين المطار للمساعدة في إجلاء موظفي السفارة الأميركية ودبلوماسيين أجانب من عدة دول إضافة إلى مدنيين آخرين يرغبون بالمغادرة عقب سيطرة مسلحي طالبان على معظم المرافق في العاصمة كابل.

وأمس الأحد، نقل مراسل الجزيرة عن قيادي في طالبان أن مقاتلي الحركة حرصوا خلال دخولهم العاصمة كابل على عدم الاحتكاك أو الاقتراب من المناطق التي توجد فيها قوات أميركية، خاصة المطار.

وتكدس مئات الأفغان في مطار كابل في مسعى للخروج من البلاد بعد دخول مسلحي حركة طالبان العاصمة كابل أمس.

وأفاد مراسل الجزيرة في كابل، صباح اليوم الاثنين، بأن نحو 3 آلاف أفغاني موجودون في مطار كابل على أمل المغادرة، وأشار إلى أنه رصد حركة كبيرة باتجاه المطار لأشخاص يرغبون بالمغادرة من دون أن تكون لديهم تذاكر أو تأشيرات دخول.

ولفت المراسل إلى أن الحشود توجهت إلى المطار بعد انتشار شائعات بين سكان العاصمة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أن دولا غربية -خاصة الولايات المتحدة وكندا- ستقوم بنقل الراغبين بالهجرة إليها من دون حاجة إلى تأشيرات أو وثائق سفر.

وعقب حادثة إطلاق النار والفوضى أعلنت سلطات مطار كابل إلغاء الرحلات التجارية، وقالت في بيان “لن تكون هناك رحلات تجارية تنطلق من مطار حامد كرزاي لمنع النهب.. رجاء، لا تهرعوا إلى المطار”.

وبعد إعلان حركة طالبان سيطرتها على العاصمة ودخولها القصر الرئاسي، أمس الأحد، انتشرت بعض مقاطع الفيديو المصورة من داخل مطار كابل، حيث تسود حالة من الفوضى والازدحام الشديد، وافترش بعض المسافرين صالات المطار وساحاته.

وأظهرت بعض المقاطع حالات الازدحام داخل بعض الطائرات قبل الإقلاع، ومحاولة الركاب الصعود إليها.

وبعد 20 عاما على طردها من السلطة إثر الغزو الأميركي لأفغانستان دخلت قوات طالبان أمس الأحد العاصمة كابل، وسيطرت على المقار الأمنية والحكومية فيها، وذلك عقب سيطرتها على الولايات الـ33 الأخرى خلال أسبوع فقط.

ووجهت حركة طالبان -بعيد دخول مقاتليها العاصمة كابل- رسائل طمأنة للشعب الأفغاني والمجتمع الدولي بشأن المرحلة المقبلة في البلاد، وأكدت وجود محادثات لتشكيل حكومة شاملة، في حين قال الرئيس أشرف غني إنه غادر أفغانستان حقنا للدماء.

وقبل حلول مساء الأحد، أعلنت الحركة السيطرة على القصر الرئاسي في كابل، وأظهرت صور خاصة للجزيرة عددا من عناصر الحركة وهم يتسلمون القصر من موظف بالرئاسة.

كما أظهرت صور ليلية تمركز مقاتلي الحركة في نقاط عدة بالعاصمة، وأفادت مصادر من طالبان بأنها نسقت مع الأميركيين بشأن مناطق انتشار مسلحيها في العاصمة، وذلك تجنبا لأي صدام محتمل مع القوات الأميركية التي تقوم بتأمين مطار العاصمة لإجلاء الدبلوماسيين والرعايا الأميركيين والأجانب.

وأكدت حركة طالبان بعد سيطرتها على كابل أن البعثات الأجنبية ستكون في مأمن، بينما تواصل دول غربية وعربية إجلاء رعاياها ودبلوماسييها، كما أرسلت واشنطن تعزيزات عسكرية إضافية للمساعدة في إجلاء الأميركيين.

وفي كابل، صرح المتحدث باسم طالبان بأنه “لا خطر يهدد السفارات والبعثات الدبلوماسية الأجنبية في كابل”.

بالمقابل، جاء في بيان مشترك لأكثر من 60 دولة أنه “ينبغي السماح للأفغان والأجانب الراغبين بمغادرة أفغانستان القيام بذلك وبقاء المطارات والمعابر مفتوحة”.

وأضاف البيان أن الشعب الأفغاني يستحق العيش بأمن وكرامة، وأن المجتمع الدولي مستعد لمساعدته.

وقالت الخارجية الأميركية “نضم صوتنا إلى عشرات الدول في الدعوة إلى تسهيل مغادرة من يرغب من أفغانستان”.

وأفاد بيان مشترك لوزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين أنه يتم استكمال تأمين مطار كابل الدولي، لإجلاء آمن للأميركيين وحلفائهم من أفغانستان عبر رحلات جوية مدنية وعسكرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *