مجتمع

فنون تربوية لمساعدة المراهق على تقبل ذاته داخل المجتمع الحالي

إيمان لخزامي – العمق المغربي

المراهقة هي مرحلة البحث عن الذات، والشعور بالذاتية. وهي بمثابة ميلاد نفسي يقوم فيه الشخص بربط شعوره النفسي مع الروابط النفسية المختلفة للغير داخل المجتمع.

المراهقة وتقبل الذات

إن تقبل الذات مرتبط بالعائلة، وطرق تنشئتها لأبنائها، والمراهقة  هي المرحلة التي تتطلب خلفية بيتية ثابتة، تكون فيها القيم الأخلاقية سامية، وتكون فيها العلاقة مع الأبوين طيبة ومتسامحة، الأمر الذي يوفر للمراهق ملجأ أمنيا ثم شعورا بالثقة والإستقرار النفسي.

ويجب أن نعلم جميعا أن المراهق في سن بلوغه يحاول اكتشاف ذاته وفرضها، ويحاول تفريغ ما يملك من رغبات في وسط عيشه وخارجه. حتى يتمكن من تحديد مجال انتمائه.

لذلك فإن على الوالدين الحرص على خلق نقاش فعال لتوضيح قيم الجودة والطيبة والخير والحب في التعامل. كما يستحسن حرصهما على امتداح الأفكار الجيدة والسلوك الصحيح الذي يقوم به المراهق مع تجنب النقد اللاذغ في حين صدور فعل غير صائب من لدنه.

فالمراهق يشعر بتقبل الذات عندما لا نشير يقسوة إلى أخطائه، وعندما يشعره الأبوين بأن محاولة تصليح خطئه سيأتي بعدها النجاح، فستتكون لديه ثقة تامة في نفسه لتغيير كل فعل لا يناسب أسرته والمجتمع.

البيئة الأسرية وشخصية المراهق

إن للبيئة الأسرية أثرا حاسما في تحديد شخصية المراهق ونواحي حياته. فعندما تلبي البيئة متطلبات النمو السليم لديه، يدرك نفسه كشخص موثوق به لأنه يشعر بأنه جدير بالمحبة لذاته، وأن والديه يفهمان طبعه ويعملان على مساعدته للتغلب على الصعوبات التي تواجهه.

في حين إذا عجزت البيئة عن تلبية احتياجات المراهق، وكانت تواجهه بالقمع والنقد والسخرية، فإن تكيفه مع ذاته يكون فقيرا ويؤثر على تصرفاته مع نفسه أولا ثم مع الأصدقاء المقربين والحاشية وصولا إلى الوسط الخارجي.

المراهق والبيئة المجتمعية

يسعى المراهق للحصول على القبول الإجتماعي والمكانة الإجتماعية، ويتحدد مفهومه عن ذاته من موقعه في دائراته الإجتماعية، ومدى شعوره بالقبول والمحبة، إذ يعد هذا القبول مقياسا يقدر به ذاته.

فالمراهق الذي يشعر أن الراشدين يفهمون طبعه، ويعطفون على مصاعبه الشخصية، يجد من الأسهل عليه أن يتكيف مع نفسه ومع عالمه الخارجي. وكثيرا ما نجد أن أهم شكايات المراهقين الأكثر شيوعا هي أنهم يساء فهمهم من قبل الكبار. خاصة أن معظمهم يصعب عليهم التأقلم في سن البلوغ مع شخصيات الأفراد الأكبر منهم سنا، وذلك راجع إلى قلة خبرتهم في التواصل.

يمكننا القول ختاما، إنه لا يوجد بديل أفضل من إبداء الحب والتقبل للمراهق بالطريقة التي يفضلها، وأن من واجب الأبوين تزويد الأبناء بنظرة واقعية عن الحياة والأصدقاء والمجتمع، فالأسرة هي النافذة التي ينظر المراهق إلى الحياة من خلالها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *