أخبار الساعة، سياسة

بنخلدون: الجزائر لا ترى مانعا في تفكيك الوحدة الترابية للمغرب.. وقطع العلاقات “مؤلم”

اعتبر رضا بنخلدون، السفير المغربي السابق في ماليزيا ورئيس لجنة العلاقات الدولية بحزب العدالة والتنمية، أن النظام الجزائري لا يرى مانعا في تفكيك الوحدة الترابية للمغرب.

وأكد بنحلدون، في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن النظام الجزائري ينتفض بمجرد تذكير المغرب بأن مبدأ تقرير المصير الذي ترفعه الجزائر للدفاع عن “الشعب” الصحراوي، مبدأ وجب أن ينطبق كذلك على كل شعوب المنطقة.

وذكر المتحدث ذاته بأن النظام الجزائري لم يتردد سنة 1975 في طرد وتشريد آلاف المغاربة المسالمين القاطنين ببلدهم الثاني الجزائر، لمجرد أنهم مغاربة، مشيرا إلى أن نظام هذا الجيش شارك مباشرة في حرب أمكالا مع مرتزقة البوليساريو، ورغم ذلك يدعي، حسب بنخلدون، ألا علاقة له بقضية النزاع بالصحراء.

كما ذكّر السفير المغربي السابق في ماليزيا بأن “النظام الجزائري وصل به الحقد أن يرفض دعوات فتح الحدود بين البلدين، ويطالب المغرب، يضيف ينخلدون، أن يعتذر عن اتهام الجزائر بأنها كان وراء أحداث إرهابية عاشها المغرب سنة 1994، وفي نفس الوقت لا يرى مانعا من اتهام المغرب بأنه ضالع في حرائق الغابات التي شهدتها الجزائر هذه السنة.

وأضاف المتحدث ذاته أن الجزائر تعمل منذ نصف قرن على وتعبئة كل هياكل الدبلوماسية الجزائرية لمعاكسة المغرب في المحافل والمؤسسات الدولية، حتى أن البعض يتساءل، على حد تعبيره، “كيف لم يقطع المغرب علاقاته مع الجزائر منذ مدة طويلة”.

واعتبر أن لا أحد من المخلصين لوطنهم، يمكنه أن يفرح بقطع العلاقات بين بلدين جارين وشقيقين، واصفا قرار قطع العلاقات بين المغرب والجزائر بالخبر المحزن والمؤلم.

وقال بنخلدون إن المؤلم هو إصرار النظام الجزائري، قبل هذا القرار، على تسليح وتمويل ودعم حركة إرهابية انفصالية مسلحة، تعمل على استنزاف المغرب، والقيام بعمليات حربية عدائية ضده، منذ 1975.

وشدد بنخلدون على أن المغرب لا يأبه بالأزمات العابرة، وينظر لمستقبل الأجيال بالمنطقة، وأهمية الاستقرار ونزع فتيل التوترات، وعينه على الوحدة المغاربية وعلى التنمية الاقتصادية والتعاون بين دول الجوار، كما أن المملكة تعمل، على حد قوله، على الاندماج والتكامل بين دول المنطقة، وعينها على التضامن العربي التعاون الإسلامي والبعد الإفريقي.

واعتبر رئيس لجنة العلاقات الدولية بحزب العدالة والتنمية، أن المؤلم في هذه القضية هو أن النظام الجزائري استطاع إقناع جزءا كبيرا من النخبة بل من الشعب، عن طريق “بروباكاندا” رهيبة، بصوابية عقدة العداء ضد المغرب، وأن المغرب هو سبب التوتر.

واستطاع النظام الجزائري، يضيف بنخلدون، اللعب على الوتر الحساس وهو تطبيع المغرب مع الكيان الإسرائيلي، لكن المغرب، حسب المتحدث ذاته، لم يكن مطبعا قبل الاتفاق الثلاثي، مشددا على أن عداء الجزائر لا علاقة له بهذا الموضوع، وأنه عداء متأصل والجزائر تلعب على خلط الأوراق.

وختم بنحلدون تدوينته بالقول إن المغرب قد يكون هو الآخر قام بأخطاء أو مقاربات دبلوماسية غير موفقة، ولكن الجواب جاء، على حد قوله، من أعلى سلطة بالبلاد، بعد إعلان الملك محمد السادس أن الشر لا يمكن أن يأتي من المغرب، وهو ما يعني، حسب بنخلدون، احترام المغرب للوحدة الوطنية للشعب الجزائري.

واعتبر أيضا أن نظام الجزائر يرفض استلام الرسائل، ويخشى من خطاب اليد الممدودة، لأن إزالة التوتر ربما تكون، حسب بنخلدون، مقدمة لإزالة سبب وجود نظام يعتمد على العسكر، ويبني استراتيجياته على ضرورة وجود عدو خارجي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *