انتخابات 2021، سياسة

لأول مرة.. أكبر 3 مدن في المغرب تحكمها نساء بعد فوزهن بمنصب “عمدة”

نجحت ثلاث نساء مغربيات مرة واحدة، في التربع على كراسي الرئاسة لأكبر مجالس المدن المغربية خلال الانتخابات الأخيرة، وهي الدار البيضاء والرباط ومراكش.

فاطمة الزهراء المنصوري ونبيلة الرميلي وأسماء أغلالو، سيدات نجحن في كسر صورة المرأة “النمطية” داخل المشهد السياسي، وسيقدن مدنا تشكل العصب النابض للمملكة المغربية.

كما أنها مدن تعرف عددا من التحديات، وعلى هؤلاء الرئيسات أن يثبتن جدارتهن في تدبير مجالسها ونفض الغبار عنها، خاصة مدينة الدار البيضاء التي يعتبرها المتتبع للشأن المحلي، أكثر المدن صعوبة في التدبير نظرا لعدد الإكراهات بها.

تتويج لمسار نضالي

حول اكتساح النساء لرئاسة مجالس أكبر ثلاث مدن مغربية، قالت أستاذة العلوم القانونية والسياسية الدكتورة حسنة كجي، في اتصال لجريدة “العمق”، إن ذلك تتويج لمسار المرأة المغربية التي كانت دائما إلى جانب الرجل منذ أن كان المغرب في قبضة الإستعمار إلى حين نيله الإستقلال.

كجي أكدت أن بروز النساء على رأس مجالس المدن الكبرى، هو تتويج لمسار نضالات الحركات النسائية من جهة والحركات الحقوقية من جهة ثانية.

تقول كجي: “المرأة حاولت أن تجد لها موطئ قدم في الساحة السياسية، بعدما برزت في العديد من المجالات الثقافية والعلمية والاقتصادية، بينما ظل المجال السياسي إلى وقت قريب أكثر مجال تبرز فيه المفارقة بين المرأة والرجل، ولكن في السنوات الأخيرة مع بروز حركات نسائية بدأت بفعل نضالاتها تتبوأ صدارة مهمة في الساحة السياسية بفعل التمييز الإيجابي بالنسبة لنظام الكوطة”.

ورغم أنه كانت هناك تطلعات بأن تتبوأ المرأة مكانة أكبر في المشهد السياسي، سواء كزعيمات للأحزاب وقياديات، لكن عموما ما وصلت إليه المرأة اليوم ليس بمحض الصدفة، تقول المتحدثة: “وفي ما يخص ترأسهن لأكبر مجالس مدن المملكة، وهم الدار البيضاء ومراكش والرباط، فإن هؤلاء النساء تنتظرهن تحديات كبيرة جدا، إن أخذنا على سبيل المثال مدينة الدار البيضاء التي تعرف لوحدها تحديات كثيرة على مختلف المستويات”.

عميدات في فترة صعبة

تسترسل كجي في حديثها، أن “هؤلاء العميدات جئن في فترة لها خصوصية، حيث إننا أمام تداعيات اقتصادية واجتماعية لجائحة كوفيد19، وتحدي تنزيل النموذج التنموي الجديد، خاصة وأن تنزيل هذا النموذج يراهن على القرب، فالحديث عن حكامة جيدة في تنزيل مقتضيات النموذج التنموي تبدأ بسياسة القرب التي يجب أن تكون ذات فعالية ونجاعة”.

كذلك هناك ورش الجهوية المتقدمة الذي مازال مطروحا، تتابع المتحدثة، “لذلك فهولاء العميدات توجن في هذه الفترة التي تعرف عددا من الإكراهات، لكن كل من فاطمة الزهراء المنصوري ونبيلة الرميلي وأسماء أغلالو، راكمن التجربة كل في مجالها، وقادرات على المسؤولية”.

وتؤكد كجي ” أن المرأة بطبيعتها تقبل التحدي مع نفسها ومع ما كلفت به، والدليل على ذلك أن المرأة في بيتها مدبرة ولها ثقافة العطاء ويمكن أن تعمل بشكل إيجابي، ويمكن أن تضحي بجهدها ووقتها وصحتها من أجل أن تترك بصمتها على أرض الواقع”.

أكيد أن التحديات ستكون كبيرة، تردف المتحدثة، “لكنهن سيبلين البلاء الحسن، وستثبت المرأة المغربية مرة أخرى أنها جديرة بالثقة والعمل، ولا تقل في شيء عن الرجل، ككفاءة وكقدرة على العطاء والتغيير وتدبير الأزمات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • ALBERT المراكشي
    منذ 3 سنوات

    [تحكمها نساء في الواجهة فقط] .... أما الحكام الفعليون فهم متسترون في الخلف... هل تظنون البحراوي في الرباط تراجع الى الوراء مجانا وقد أفنى عمرا في داخلية البصر وربع قرن في تجارة... هل تظنون البيضاء دخلت عصر الأضواء مع هذه المرأة التي جاءت رفقه زوجها نائبا لها؟؟؟ ... وكلنا الله على العدماني الذي خرب العدالة والتنمية وسلمه لخصومه مقابل منصب هو غادره اليوم... الله يفضحه أمام العباد يوم لا ينفع التنوعير على الحزب ولا ينفع الانبطاح للمخزن