منتدى العمق

شعبة علوم الاقتصاد في الكلية المتعدد التخصصات بالناظور بدون ماسترات

في كل سنة مع بداية الموسم الدراسي الجامعي والإعلان عن امتحانات الولوج إلى المدارس العليا عامة وسلك الماستر خاصة، تعرف كافة جامعات المملكة المغربية فتح التسجيل في مختلف التخصصات بالماستر واستقبال الطلبة وإجراء المباريات من أجل القبول في سلك الماستر، كما هو الحال في الكلية المتعدد التخصصات بالناظور.

غير أننا في هذه الكلية نفتقد فيها إلى أحد أهم مسالك الماستر في وقتنا الحاضر، ونتساءل ما سبب غياب ماسترات تخُص شعبة العلوم الاقتصادية في كلية متعدد التخصصات بالناظور؟ هل الكلية غير متوفرة على الأساتذة ذوي الكفاءات الكافية في تخصص العلوم الاقتصادية أم الأمر يرجع إلى الصعوبة التي تواجه الأساتذة في الحصول على الاعتماد من طرف الجهة المعنية؟

فمنذ أن تَمَّ تأسيسها سنة 2005 بإقليم الناظور سلوان إلى يومنا هذا، عرفت تزايدًا ملموسًا في عدد خرجيها من سلك الإجازة سنة بعد أخرى وتطور في بنياتها التحتية، وإضافة لذلك فجل شعب الإجازة موجودة في الكلية وبعض منها تفتقدها الجامعات الأخرى، مما يجعلها تستقبل الطلبة من مختلف ربوع المملكة المغربية لمواصلة دراستهم في الكلية المتعدد التخصصات بالناظور. وفتح الماسترات في تخصصات عديدة أصبحت تتردد على مسامعنا بعضها ما كان قديم وبعضها الآخر حديث، ومن أهمها الماسترات في القانون والعلوم والدراسات الإسلامية واللغات …إلخ. وأكثر من هذا فالكلية تتوفر على الدكتوراه في بعض التخصصات العلمية وأهمها تخصص علوم الاقتصادية.

إن الكلية المتعدد التخصصات بإقليم الناظور والتي تضمُّ خلال الموسم الجامعي الجاري أزيد من 21 ألف طالب، موزّعين على ثلاثة وثلاثين مسلكا، علما أن شعبة العلوم الاقتصادية تمثل ثاني أكبر نسبة من حيث المسجلين والخريجين منها من سلك الإجازة بعد شعبة القانون.

واستغرب الطلبة المجازون في العلوم الاقتصادية كل سنة عن غياب ماسترات تخصص شعبة العلوم الاقتصادية عن الكلية المتعدد التخصصات بالناظور؛ فكان من الأجدر أن تفتح الكلية ماسترات تخص شعبة العلوم الاقتصادية، حتى يتمكن الطلبة من مواصلة بحثهم الأكاديمي، بينما يجدون أنفسهم أمام خيار يتيم وشاق؛ وهو البحث عن إكمال مسارهم الدراسي في الجامعات الأخرى التي تتوفر على مسالك الماسترات في العلوم الاقتصادية بعيدا عن إقليم الناظور. وقليل من الطلبة الذين تسمح لهم الظروف المادية والعائلية واللوجستيكية عامةً، من أجل إجراء مباريات الولوج إلى أسلاك الماستر.

ورغم هذا الخيار الشاق فإن هذه الجامعات تعطي حق الأسبقية والاستفادة لطلابها بنسبة تفوق 80٪ وهذا جاري به العمل في جل الإدارات والجامعات المغربية، وبذلك تكاد تنعدم حظوظ الطلبة المجازين الاقتصاديين بإقليم الناظور من تمكينهم من الولوج إلى مسالك ماسترات العلوم الاقتصادية.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الكلية المتعدد التخصصات بالناظور، تتوفر على أساتذة ودكاترة مشهود لهم بالكفاءات والتميز والأخلاق والسمعة الطيبة مع الطلبة، وكذلك موظفين الإدارة في جميع الشعب وخاصة شعبة العلوم الاقتصادية المتوفرة في الكلية، ولديهم جميع الإمكانيات العلمية والرغبة الجمة من أجل فتح وتدريس مسالك الماسترات علوم الاقتصادية. إذا أين الخلل؟
ومن هؤلاء الأساتذة الأكفاء منهم من غادر الكلية إلى الجامعات الأخرى من أجل تدريس وتكوين الطلبة وهذا خسارة كبيرة لكلية الناظور.

وفي هذا الصدد فإن الطلبة المجازين في شعبة الاقتصاد بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور، اليوم في حاجة ملحة وعاجلة إلى فتح ماسترات تخصص شعبة العلوم الاقتصادية في هذه الكلية، نظرًا لأهمية هذه الشعبة في سوق الشغل بكلا القطاعين العام والخاص.

في حين تحقيق ذلك، سيساهم في تطوير الإقليم اقتصاديًا والدفع بها إلى الأمام كباقي الأقاليم الكبرى للمملكة المغربية، كما سيساهم أيضا في تطوير البحث العلمي في مجال الاقتصاد.

* عــــــادل احــــكــــيــــــم / مجاز في الاقتصاد وفاعل جمعوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • أستاذ جامعي منذ 32 عاما
    منذ 3 سنوات

    قال الخبر: [ ومن جهة أخرى فإن الكلية المتعدد التخصصات بالناظور، تتوفر على أساتذة ودكاترة مشهود لهم بالكفاءات والتميز والأخلاق والسمعة الطيبة مع الطلبة].... قلت:ما معنى [مشهود لهم بالكفاءات والتميز....]؟؟؟ هل يحتاج الاستاذ الجامعي لمثل هذه التزكية؟؟؟ اذا كان للأستاذ الجامعي كفاءة وتميز فميدان بروز ذلك هو البحث المتميز على الساحة الدولية... أما من يدخل ويخرج من بوابة الكلية طيلة السنة ولا أحد يعرفه داخل وخارج المغرب سوى طلبته...فهذا ليس بأستاذ ولا بكفء... دعونا من هذه التزكيات التي ربما تصلح في قطاعات أخرى وليس في التعليم العالي.... أما لجنة الاعتماد... فوالله لو عرضت ملفات تكوينات الماستر بالمغرب على لجنة للاعتماد في اسبانيا أو فرنسا لأسقطت أكثرها... هذا كلام من يعيش وسط الجامعة منذ 32 سنة