منتدى العمق

المغرب – الجزائر.. من السياسة إلى “السلاح”

المغرب الجزائر

قطع العلاقات الدبلوماسية هو التعبير السياسي الواضح والصريح عن تفاقم الخلاف والصراع بين دولتين إلى حد تبادل التهديدات، ويكون في بعض الحالات مؤشرا على قيام صراع مسلح.

فعل القطيعة :

عندما تعلن دولة ما صاحبة قرار قطع العلاقات السياسية بإعلان رسمي وفي نفس اللحظة تعمد على استدعاء سفيرها وكامل بعثتها الدبلوماسية من الدولة الأخرى مع ما يصاحب ذلك من إغلاق المقرات الدبلوماسية ، وتطلب من الدولة إنهاء وجودها الدبلوماسي بل وقد تضطر إلى طرد السفير مع منحه مهلة 48 ساعة للمغادرة حسب الأعراف الدولية المعمول بها مع إمكانية السماح للبعثة الدبلوماسية بالبقاء لمدة أسبوع واحد لترتيب أمورهم.

تنص اتفاقيات فيينا الدبلوماسية على ضرورة الإبقاء على نوع من العلاقات القنصلية كحد أدنى من العلاقات .كما تنص على حرمة المقرات الدبلوماسية وعدم مهاجمتها أو السماح بمهاجمتها،ويعنى ذلك عمل الدولة المقاطعة على حماية المقرات الدبلوماسية.

وتسمح اتفاقية فيينا بوجود أطراف معتمدة لرعاية مصالح البلدان المتخاصمة كمثال على ذلك رعاية المصالح الأمريكية في إيران من طرف سويسرا.

وفي مرات عدة تنشب الحرب قبل إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية وان كان السياق الدولي عرف مؤخرا وجود قطيعة دبلوماسية بين عدد من الدول دون حدوث مواجهة مسلحة او إعلان للحرب .

القطع نهاية الود :

يمكن القول بأن قطع العلاقات السياسية يفصح عن أعلى درجات التوتر تقفز على كل محاولات التسوية كما تدل القطيعة عن فشل كبير في التواصل وإمكانية حل المشاكل العالقة بغض النظر عن من يتحمل مسؤولية تأجيج الخلاف .

المغرب – الجزائر : العداء المستحكم

عندما تتخذ الجزائر قرارا صلبا قاطعا لا رجعة فيه .فهي بذلك تقفل كل السبل لإعادة العلاقات او السماح بوجود وساطات دبلوماسية تقوم بها دول لها علاقات ود مع الرباط وكذلك الجزائر .

القطيعة الدبلوماسية قد تخرج عن المألوف في الاعراف السياسية .فقد اتخذت الجزائر خطوات عملية كتوقيف توريد الغاز الى إسبانيا عبر خط المغرب العربي الذي يمر عبر التراب الوطني .ولم تكتفي فقط بالجانب الاقتصادي فقادتها يهددون ويتوعدون باستخدام القوة العسكرية .

تواجه الإجراءات الجزائرية بصمت دبلوماسي رهيب .لكن بالمقابل تساير الرباط التهديدات يتوجه واضح نحو تقوية قدراتها العسكرية وتنويع مصادر تسلحها ،وهي بذلك تعلن استعدادها لاية مواجهة عسكرية .

دبلوماسية وسلاح :

يواصل المغرب تطوير قدراته العسكرية وتنويع مصادر تسلحه ،فقد حصل مؤخرا على دبابات أمريكية متطورة من نوع ابرامز ام 1 ومجموعة من الصواريخ ارض – جو .ناهيك عن تحديث واقتناء المزيد من طائرات اف 16 والاباتشي. كما وقع مؤخرا صفقة مع تركيا لاقتناء 13 طائرة درون من نوع بيرقدار تي بي 2، وهي مقدمة للانفتاح على الصناعة العسكرية التركية بشكل كبير مستقبلا.

وقبل ذلك، كان المغرب قد حصل على راجمات صينية سلمت له ابتداء من سنة 2018 وهي PHL 03 التي تصنعها الشركة الصينية لعلوم الفضاء والتكنولوجيا، وهي موجهة بنظام جي بي إس وذات قوة نارية هائلة علاوة على المسافات التي يمكن ضربها بين 10 كلم إلى قرابة 300 كلم.

وفي صفقة أخرى، تمكن المغرب من الحصول على المضادات الجوية

الصينية المعروفة ب” الدرع الدفاعي – 2000 ” الذي يشكل تهديدا حقيقيا للطائرات الإسبانية وبامكانه شل حركة سلاح الميغ 29 والسخوي التي تملكها الجزائر .
كما أن هذه الاخيرة عملت على توسيع دائرة تسلحها من روسيا خصوصا والمانية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *