وجهة نظر

قرار اشتراط الانتقاء وعدم تجاوز 30 سنة في اجتياز مباراة التعليم ظالم ولاسند يدعمه

إلى السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأوي والرياضة

سلام تام وبعد

السيد الوزير المحترم

يؤسفني أن أعبر لكم عن مدى الحزن الذي انتابني وأنا أقرأ فحوى مذكرتكم المرتبطة بمباراة التعليم،والتي خلفت ردود فعل غاضبة مما تضمنته من معايير إقصائية ظالمة،وأحدثت صدمة لعشرات الآلاف من شبابنا وشاباتنا.

السيد الوزير  المحترم
اسمحولي أن أقول لكم أنكم خيبتم ظننا فيكم،وأبنتم عن جهل بواقع بلدكم،إذ لم تأخذوا بعين الاعتبار الظروف  الاجتماعية الصعبة التي يعيشها عشرات الآلاف من الطلبة حاملي الشواهد العليا،ولم تراعوا السياقات السياسية الإقليمية الملتهبة،مما يسمح لي بالقول أن قراركم ارتجالي وعبثي ،ولا مصداقية له،لأنه يفتقد لكل سند قانوني أو تربوي أو اجتماعي،فهو خارج عن روح الدستور الذي ينص على مبدأ تكافؤ الفرص،ولا يحقق الهدف الاجتماعي،بحرمانه لفئة عريضة من الطلبة حاملي الشهادات من العمل،إذ لا بديل لهم عن التوظيف في قطاع التعليم،كما أنه إجراء لا يحقق بالضرورة الهدف التربوي وجودة التعليم،كما شاء لكم أن تبررون.

السيد الوزير المحترم
لقد كان الأمل يحذونا أن تعملوا على تجويد ،أو لنقل تصحيح،بعض القرارات التي اتخذها سلفكم،والمرتبطة بالطي النهائي لملف السادة الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد،لكنكم،وبعقلية تكنوقراطية متعالية،أبيتم إلا أن تعمقوا مآسي هذا الشعب الجريح،واتخذتم إجراءات نكوصية تراجعية  بعيدة كل البعد عن الحكمة والمنطق،فأخلفتم بذلك الموعد مع التاريخ،في جعل المؤسسة المنتخبة معبرة عن آمال وآلام الشعب،لا أداة لتمرير قرارات ما أنزل الله بها من سلطان.

السيد الوزير
لا أجد تفسيرا لتحديد سن المتبارين في 30 سنة ومادون إلا في كونكم تظنون أن الاستاذ هو المشكل في ما تعرفه منظومتنا التعليمية من أعطاب،وهو أمر مخالف للصواب،لأن المشكل التعليمي ببلادنا أعمق من ذلك بكثير،فهو ذو أبعاد اقتصادية وبيداغوحية واجتماعية عميقة جدا،لا يتسع المجال لبسط تفاصيلها،ولا علاقة للموضوع بسن الأستاذ.

أما الانتقاء الأولي،فهو أمر أيضا لا أجد له مبررا علميا أو تربويا،اللهم إن كان من باب الرغبة في وضع بصمتكم التدبيرية في القطاع،وإلا لماذا لم تأخذ به الحكومة السابقة التي كان لها الفضل في تمكين عشرات الآلاف من التوظيف رغم تجاوزهم سن 50،وهم الآن،حسب تقارير تربوية،يقومون بعمل تربوي متميز،وأبانوا عن علو كعبهم في تنزيل الإصلاحات التربوية.

إن جعل النقطة معيارا لانتقاء الأستاذ الكفء والناجح في مهمته التعليميةلا يستقيم في جوانب كثيرة مع الفعل التربوي،الذي يحتاج إلى صفات شخصية يتصف بها الأستاذ نفسه،من امتلاكه لقدرات تواصلية،و سمت تربوي معين،وأخيرا قناعة شخصية لامتهان التدريس،كما أن النقطة ،أخذا بعين الاعتبار لطبيعة التقويم والامتحانات ببلادنا،لا تعبر بالضرورة عن كفاءة الطالب،مما يجعل هذا المعيار ساقطا ولا مبرر للأخذ به.

بناء عليه السيد الوزير المحترم ،أدعوكم،ونيابة عن شريحة واسعة من المغاربة،وخاصة فئة الطلبة حاملي الشهادات والذين تجاوزوا سن 30 سنة،ومن منطلق الوطنية الصادقة،والتجربة التربوية،أن تتراجعوا عن قراركم،وتفتحوا المجال للتباري على المناصب المحددة لولوج مهنة التعليم في وجه جميع أبنائنا وبناتنا الطلبة،دون تحديد للسن أو لنقطة الامتياز.

وفقكم الله لما فيه خير بلدنا،والسلام عليكم ورحمة الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *