سياسة

حرب البيانات تشتعل بين حزبي الاستقلال والاتحاد الموريتاني

اشتعلت حرب إصدار البيانات بين كل من حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الموريتاني، وذلك عقب إصدار هذا الأخير بيانا يهاجم فيه الأمين العام لحزب الميزان حميد شباط الذي كان قد صرح أن تراب موريتانيا كان يدخل ضمن الأراضي المغربية، مطالبا فيه الدولة المغربية وقواها الحية بالبراءة من موقف شباط، ليسارع الاستقلاليون في الرد عليهم ببيان ناري.

وفي هذا الإطار أكد حزب الاستقلال في بيان توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، “أن حديث الأمين العام لحزب الميزان أمام مناضلات ومناضلي المركزية النقابية الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، جاء في سياق استحضار مرحلة من تاريخ المغرب المعاصر، و في إطار استعراض أهم المحطات في التاريخ السياسي للمغرب، و ما طبعها من اختلافات بين مختلف الأطراف، وفي هذا السياق جاء الحديث عن كون موريتانيا جزء من المغرب، وهو موضوع كان محل نقاش وانقسام في المغرب وموريتانيا بما لا يمكن لأية جهة أن تزيله كحقيقة تاريخية”.

وقال الحزب، إنه “عندما طرح موضوع موريتانيا، فإنه قام بذلك مطوقا بمسؤولياته في التحرير والانعتاق، ولم يكن بهدف الهيمنة والتوسع، بل كان توظيفا لحقائق التاريخ والجغرافية، وتنفيذا لمهام التحرر الوطني، وعندما اختار الشعب الموريتاني الشقيق بناء دولة مستقلة، فإن حزب الاستقلال قبل بذلك دون تردد”.

وأوضح البيان ذاته، أن “عزل حديث الأمين العام عن سياقه، يوضح أن قيادة الاتحاد من أجل الجمهورية واقعة تحت تأثير جهة تتوهم أنها تستطيع تنفيس أزمتها الداخلية باستدعاء الشعور الوطني وتهييجه ضد حزب الاستقلال والمغرب، وذلك لكسب المعارك المقبلة من قبيل التعديل الدستوري والانتخابات النيابية والبلدية السابقة لأوانها والتهييئ المبكر للانتخابات الرئاسية”.

وأشار الحزب، أنه تربطه بالاتحاد من أجل الجمهورية الموريتاني اتفاقية تعاون، عمل منذ سنوات بنية صادقة على جعل جسر العلاقات الحزبية معبرا لجعل العلاقات بين البلدين طبيعية ومثمرة بما يحقق المصالح المشتركة، ويعزز الروابط التاريخية بين البلدين، وعندما يعبر عن اعتزازه بموريتانيا فإنه يفعل ذلك عن قناعة يتمنى أن يتم الحفاظ على ما يعززها في الواقع الموريتاني حاضرا ومستقبلا.

وأضاف البيان، أن حزب الاستقلال، تبنى “ملف انخراط حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في عدد من المنظمات الحزبية الدولية، نظير الاتحاد الديمقراطي الدولي، كما قام الحزبان بتبادل الوفود، خاصة للتعرف على تجربة حزب الاستقلال وطريقة عمل تنظيماته وهيئاته، كل ذلك بهدف المساهمة في تطوير الحياة الحزبية في الجارة الشقيقة”.

وشدد الحزب، أن بلاغ الحزب الحاكم في موريتانيا، كشف “أنه يسير بالعلاقات المغربية الموريتانية إلى مرحلة توتر شديدة، وقد سبق وعبر حزب الاستقلال عبر القنوات الخاصة، عن تذمره لرد الفعل المبالغ فيه والمستفز للمغرب بمناسبة وفاة زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، وقد قدرت قيادة حزب الاستقلال في تلك الفترة تنبيه حزب الاتحاد من أجل الجمهورية إلى مخاطر تلك السلوكات على العلاقات الثنائية. وقد تأكد اليوم وما عرفته الشهور الأخيرة، أن الموقف الرسمي الموريتاني لا يعد أن يكون رجع صدى، لسياسة الجزائر في المنطقة، وأن موريتانيا الرسمية تخلت عن حيادها فيما يتعلق بالوضع في الصحراء المغربية، وقبلت أن تلعب دور المناولة للجزائر”.

واعتبر حزب الميزان، أن “حديث البلاغ عن علاقة المغرب مع جيرانه يعبر عن جهل بالوقائع وحقائق التاريخ، إذ أن المغرب كان أكبر ضحية للأطماع الاستعمارية، وأن حزب الاستقلال لن يتخلى عن خطابه الوطني وعن الحقوق الشرعية للمغرب في الصحراء الشرقية أو عن سبتة ومليلية والجزر الجعفرية، وهي أجزاء من التراب الوطني لا يمكن التفريط فيها”.

وتابع البيان، بأن “حزب الاستقلال يقدر عاليا الشعب الموريتاني الشقيق، ونخبه الحكيمة التي تريد أن تحافظ على استقلالية القرار الموريتاني ضد التوجهات التي تريد أن تجعل من موريتانيا رأس حربة في يد أطراف إقليمية لمواجهة المغرب”.

وأكد الحزب، أنه “سيظل مؤمنا بوحدة الشعبين المغربي والموريتاني، وبالمصير المشترك، وبأهمية التكتل والوحدة في مواجهة التحديات المشتركة، وأن هذه الروح لا يمكن أن تمسها بلاغات مرتجلة كتبت على عجل، لا تراعي حاضرا ولا مستقبلا”.

وكان حزب الاتحاد الموريتاني قد أصدر بيانا، هاجم من خلاله الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، مؤكدا “أن المساس بالثوابت والمنطلقات ومن أهمها الوطن واستقلاله وحرمته خط أحمر ولا تهاون ولا مساومة ولا ديبلوماسية فيه مع أحد”.

وأدان بيان الاتحاد، تصريحات شباط، معتبرا أنها “خطيرة ومسيئة لعلاقات نسجها الدين والتاريخ وعززتها المصالح المشتركة”، مطالبا “الدولة المغربية وقواها الحية بالبراءة من موقف شباط والرد عليه”.

يذكر أن الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، كان قد صرح خلال كلمة له في المجلس العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، صباح أول السبت، أن “التفريط في الحدود التاريخية للمغرب، والتي تمتد من سبتة حتى نهر السينغال، هو ما أدى إلى أن تسعى موريتانيا والجزائر إلى عزل المغرب عن إفريقيا، فأراضينا لا تزال محتلة، وسنستمر في المقاومة حتى نحرر كافة أراضينا.. حدودنا معروفة من سبتة إلى واد السينغال، وقد أصبحت موريتانيا دولة وهي أراض مغربية”.

وأكد شباط في اللقاء ذاته، أن “ما يحدث في منطقة الكركرات خطير جدا”، وأن “البوليساريو أصبح في المحيط الأطلسي، وهناك اتفاق بين الجزائر وموريتانيا والبوليساريو على وضع حد فاصل بين المغرب وإفريقيا”