منوعات

هل تعرف تاريخ المنظمات الأكثر دموية بالتاريخ؟

تستحضر فكرة منفذ عملية الاغتيال غالباً صورة شخص مسلح منعزل يعمل بمفرده للقضاء على كل من يراه يشكل تهديداً، إلا أن حفنة من الجماعات جنَّدت ما يكفي من هؤلاء الأفراد ليجتمعوا في منظمة كاملة تتكون من هؤلاء الأشخاص المستعدين للقتل في سبيل ما يؤمنون به.

10- الفيشكينياز The Vishkanyas

ظهرت قتلة الفيشكينياز، الجميلات الدمويات، في الهند القديمة لإنهاء الصراع بين الملوك بدون عنف واسع.

وفقاً للأدب القديم، كانت تلك المجموعة تقتل بطريقة واحدة، عبر استمالة فتاة تُعطى جرعة من السم بكمية قليلة في كل مرة، حتى تتكون لديها مناعة ضده.

عندئذ تُرسل إلى معسكر العدو، أو تُكلَّف بالتقرُّب من الملك المنافس، وتدس السم له، بينما تكون قادرة على الأكل والشرب من نفس الآنية لتبدد الشكوك.

في حالات أخرى، ربما تصيب الفتاة نفسها عمداً بسمّ (ينتشر عبر الدم أو الاتصال الجنسي)، أو تكون مصابة بمرضٍ معدٍ، قبل أن تُرسل إلى العاصمة المنافسة أو المعسكر المنافس.

9- المستذئبون Werwolf

 

كان المستذئبون مجموعة مكونة من حوالي 5000 متطوع، تم انتقاؤهم من خيرة كتائب شباب هتلر ووحدات النخبة النازية “فافن إس إس”، تدربت تلك المجموعة على الأعمال التخريبية والقتل الصامت، ثم تُركوا في الأراضي التي خرجت من قبضة النازيين ووقعت في أيدي الحلفاء.

رغم قلة عددهم، تشير تقارير متفرقة عن خلايا المستذئبين إلى أنهم كانوا فاعلين وأنهم كانوا، في الغالب، مقيدين بسبب الكثير من المشاكل المتشابهة التي أزعجت الجيوش النازية الرئيسية في نهاية الحرب.

في ربيع العام 1945، وقعت سلسلة متلاحقة من الاغتيالات طالت مسؤولين مدنيين ورؤساء بلديات عُينوا من قبل الحلفاء في البلدات التي كانت تحتلها القوات الألمانية في السابق، أشهرها كان اغتيال فرانس أوبينهوف رئيس مدينة “آخن” المُعيّن.

سميت تلك العملية رسمياً بـ”عملية الكرنفال”، إذ تنكر منفذوها في هيئة طيارين ألمان منهزمين، ليتقربوا بشكل كافٍ من عمدة آخن ويردوه قتيلاً.

8- مرتزقة كاليبوس طاغية سرقوسة

كان كل من كاليبوس وديون طالبَيْن لدى أفلاطون، وقد صارا رفيقين قبل أن يعودا إلى سرقوسة.

كاليبوس كانت لديه نوايا دنيئة، لذا بعد فترة قليلة من عودتهما، بدآ في التخطيط لقتل ديون.

انتشرت الشائعات عن مؤامرة، ولكن تم تجاهلها، خلال عيد ديميتر وكور دخل قتلة مأجورون من مجموعة كاليبوس لحجرة ديون وقتلوه، بينما كان حراسه يحرسون الجانب الآخر.

استولى كاليبوس على الحكم، لكن حكمه لسرقوسة لم يدم إلا 13 شهراً قبل أن يُطرد هو ومرتزقته من المدينة، وجُرِّد من منصبه وحكمه، إلا أن كاليبوس ظل رئيساً لتلك المجموعة، حيث توغلوا عبر إيطاليا وسيطروا على ريدجو كالابريا.

أخطأ كاليبوس خطأً فادحاً عندما أساء معاملة مرتزقته، إذ قاموا بقتله بنفس السيف الذي قتلوا به ديون.

7- مجتمع ساراسوتا للاغتياليين

تأسست في العام 1884 باعتبارها نادياً سياسياً، وبدلت صحيفة نيويورك تايمز اسم “لجنة يقظة ساراسوتا” لتطلق عليها “جماعة ساراسوتا للاغتياليين”.

حينئذ، كان تسعة من أعضائها البالغ عددهم اثنين وعشرين في طريقهم للمحاكمة في جريمتي قتل.

وقد كانت سياستهم تؤيد الانقسام الغاضب بين الشمال والجنوب، لذا عندما اتجه الكثير من الشماليين إلى الجنوب للتمتع بفرص العمل هناك، عانى هؤلاء بشكل واضح.

إذ صار غرض الجمعية الرسمي هو تخليص الولاية ممن لا يقعون تحت طائلة القانون، أو ما وصف بـ”التخلص من كل الأشخاص البغيضين”.

لم يتضح عدد البغيضين الذين تخلصت منهم الجماعة، إلا أن مقتل مدير مكتب بريد، يدعى تشارلز آبي، جعل الجمعية تتصدر الصفحات الأولى في الأخبار عبر البلاد.

أغرقت جثة آبي في خليج المكسيك، ولم يُعثر عليها قط، وكانت عقوبة السجن لأعضاء الجماعة كافية لتنهار تلك المنظمة.

6- اليد السوداء

 

كان الهدف من قيام 10 رجال من سيبريا بتشكيل اليد السوداء العام 1911، صريحاً للغاية، وهو استخدام العنف والنشاطات الإرهابية لخلق دولة سيبرية موحدة.

بدأ الأمر بإرسال قتلة لاغتيال الإمبراطور فرانز جوزيف الأول، ثم حاكم البوسنة والهرسك، الجنرال أوسكار بوتيورك.

فشلت كلتا المحاولتين، إلا أن عدد المنضمين للمجموعة أخذ في الازدياد، وبحلول العام 1914، كانوا بحاجة لقتل رجل على وجه التحديد، إنه الأرشيدوق فرانز فرديناند.

زُرع ثلاثة رجال من اليد السوداء على طول طريق الموكب لضمان نجاح أحدهم، نجح جافريلو برينسيب، بينما فشل كل من تاريفكو غرابيز ونيديليكو كابرينوفيك.

 
وكان ثلاثتهم جُندوا في المجموعة عن طريق بعض الأعضاء الذين يجندون الأفراد من مقاهي بلغراد.

5- السيكاري

كان السيكاري مجموعة من القتلة سُمّوا بهذا الاسم تيمناً بسلاحهم المختار، وهو خنجر مقوس يدعى سيكا.
وقد اقتبسوا الاسم من المؤرخ اليوناني القديم يوسفيوس، الذي كتب عن الأسلوب المفضل في القتل للجماعة المناهضة للرومان.

على الرغم من أنهم كانوا يُعرفون بهجومهم المباغت، اشتهروا أكثر بأساليبهم في القتل، فقد كانوا يخفون أسلحتهم في ملابسهم ببساطة، ويطاردون أهدافهم عبر التجمعات العامة غير الملائمة لتنفيذ ذلك.

عُرفت الجماعة بأن أعضاءها من أتباع يهوذا الجليلي، وقد كان هدفهم واضحاً، وهو التحريض على التمرد ضد روما.

حدثت ثورة في القدس العام 65 قبل الميلاد، إلا أن الثورة الفاشلة شهدت بداية الاندثار النهائي للجماعة، وقد كان ظهورهم الأخير في هجوم على الحصن القديم في منطقة “مسعدة”، وفي النهاية توسَّع مصطلح سيكاري ليشير إلى أي نوع من الإرهاب اليهودي.

4- هرموديوس وآريستوجايتن والترانسايدز

وفقاً لشيشرون خطيب روما المفوه، لدى اغتيال أي زعيم سياسي ما يبرره أحياناً، إذا اتحد هذا الفعل مع معايير معينة.

وإذا ارتكب هذا الزعيم الفظائع ضد شعبه وضد المصلحة العامة، وإذا كان موته سيحقق تقدماً في الصالح العام، وإذا كان هذا الفعل هو الملاذ الأخير، عندئذٍ يمكن تبريره، أما من نفذ ذلك الاغتيال، فهم “الترانسايدز”.

كان هرموديوس وآريستوجايتن هما الترانسايدز الأصليين، وهما زوج من العاشقين قَتلا شقيق هيبياس طاغية أثينا، ورغم أنهما فشلا في قتل هدفهم، مجّد تاريخ أثينا عملهما وارتقت دوافعهما لتصير مُثلاً أثينية.

نذر المواطنون الأثينيون بعد استشهادهما أن يغتالوا أي طاغية في المستقبل، ومنحوا الترانسايدز (ونسلهم) المكافآت مثل الإعفاءات الضريبية والوجبات المجانية ومقاعد الصفوف الأولى في المسارح.

3- شركة القتل

كانت شركة القتل فرعاً من نقابة الجريمة الوطنية بالولايات المتحدة الأميركية، ومسؤولة عن 400-1000 اغتيال بين عامي 1930 و1940م.

اتخذت الشركة متجر ميدنايت روز للحلوى مقراً لها بمنطقة بروكلين، وهو متجر يفتح أبوابه على مدار الساعة، كان للمتجر مقصورة للهاتف، إذ ينتظر القاتل الاتصال الذي يُملي عليه تفاصيل الهدف التالي.

وكانت غالبية الأهداف تقطن على طول الساحل الشرقي، كما أن معظم الاغتيالات كانت تتم بمعول الثلج.

أما بالنسبة للأهداف، فكان معظمهم من أعضاء عصابات يثيرون مشاكل أكثر مما يستحق الأمر، أو مواطنين عاديين شاء حظهم السيئ أن يشهدوا جريمة.

أُديرت شركة القتل على يد لويس “ليبك” بوشتلر، الذي أعدم بالكرسي الكهربائي العام 1944.

وقد حُكم عليه في الأصل بالسجن 14 عاماً بتهم مخدرات، وجاء إعدامه وسط نظريات مؤامرة ترتبط بالأشخاص الذين قتلهم، والأشخاص الذين كانوا على اتصال به بالفعل.

2- النوكميم

 

هؤلاء الاغتياليون اليهود الذين جعلوا من واجبهم التأكد من أن مجرمي الحرب النازيين الذين أفلتوا من العقاب سيدفعون ثمن أفعالهم، البعض يسمي تلك المجموعة بـ”النوكميم”، وهو الاسم العبري لـ”المنتقمين”.

كانت المجموعة سرية، وتروي الشهادات القليلة لأعضاء سابقين قصصاً مختلفة لا تعطي تقديراً حقيقياً لعدد النازيين الذين طوردوا وقُتلوا على يد المنظمة.

كتب أحد مراسلي BBC قصصاً كثيرة عن النوكميم، بدءاً من حوادث ارتكاب الجريمة ثم الهروب، مروراً بضابط الجستابو السابق الذي كان في المشفى لإجراء عملية جراحية بسيطة، الذي أعلنوا وفاته حينئذٍ، والسبب كيروسين حُقن في دمه.

لا يعرف أحد المدة التي بقى فيها النوكميم نشطين، ولكن من المرجح أن عملياتهم جرت العام 1950، وقد وصل انتشارهم إلى جميع أنحاء العالم، ولم يشمل اغتيال الأفراد فقط، بل أيضاً عمليات كبرى تهدف إلى القضاء على عشرات الرجال بمخططات (فاشلة) تطمح إلى تسميم خزانات مياه مدن كاملة.

1- فرقة اغتيال حسن الصباح

عندما مات حسن الصباح العام 1124، في بلاد فارس، خلَّف وراءه طائفة من المؤمنين في قلعة “ألموت”، وهي مقر لطائفة الاغتياليين لقرن ونصف القرن من الزمان بعد هذا التاريخ، إلى أن قضى عليهم المغول العام 1256.

كان الصباح فيلسوفاً وخطيباً وعُرف أيضاً بأنه رجل الجبل العجوز، علم الرجل أن الزعماء الذين يعيشون حياة بذخ بينما شعوبهم جوعى ليسوا شرفاء.

دُرب الأكثر إخلاصاً ليقتلوا قادة الدولة والجيش ممن رأوا أنهم فاسدون وذوو نفوذ قوي، لاسيما من أتباع المذهب السني.

سُجلت أول عملية اغتيال العام 1092، وكان الهدف حينها أي شخص ظالم حسب رأيهم، بما في ذلك قادة الحروب الصليبية.

يرى أعضاء المجموعة أنفسهم أنهم قضاة وليسوا قتلة، وقد تزايدت صفوف مقاتليهم باطراد لينتشروا في النهاية عبر 70 موقعاً، ويتواصلوا فيما بينهم بشفرة خاصة بهم.