أخبار الساعة، مجتمع

“كورونا” تكشف اختلالات بقطاع الصحة بأزيلال وتعمق معاناة المرضى

تعاني ساكنة دمنات ونواحيها منذ سنوات من ضعف الخدمات الصحية، إذ يضطر المرضى للتنقل إلى مستشفيات تبعد عنهم بعشرات الكيلومترات للاستفادة من حقهم في العلاج.

مستشفى القرب بدمنات مغلق إلى إشعار آخر بسبب ما يروجه المسؤولون من إمكانية ظهور حالات كورونا في أي وقت، وفي المقابل ممرضون وأطباء في شبه عطلة بعد هذا العذر الذي أصبح شماعة تعلق عليها مآسي المواطنين.

مصادر جريدة “العمق” قالت إن عددا لا بأس به من الأطر بمستشفى القرب الذي كلف الدولة ملايين الدراهم استفادوا من عطل غير رسمية وغير معلنة منذ قرار إغلاق المستشفى تاركين المرضى للمجهول.

أطر أخرى تعمل أياما دون أخرى، إذ يجب على المرضى اختيار أيام مرضهم بعناية حتى يتوافق مع أيام حضور هذه الأطر، وإلا فإن سيارات الإسعاف الخاصة بالمستشفى تنتظرهم مقابل أكثر من 300 درهم، أو سيارات الخواص مقابل أزيد من 500 درهم، وفق تعبير مصادر جريدة “العمق”.

المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، قالت إن عبقرية المسؤولين بمندوبية أزيلال ومستشفى القرب بدمنات تفتقت عن تخصيص “مستوصف متهالك” لا يصلح حتى لعلاج الحيوانات، لاستقبال مرضى دمنات ومرضى أكثر من 10 جماعات مجاورة، وذلك بعد قرار إعادة فتح مستشفى القرب أمام حالات كورونا.

وأضافت المصادر نفسها أن المستوصف “القديم الجديد” لا يتوفر على أدنى الشروط لتقديم العلاجات في حدها الأدنى لمواطنين اختاروا العيش في هذه البقعة من المغرب العميق، مؤكدة على أن “مستعجلات” منذ شهر تقريبا وهي محرومة من مولد للأوكسجين اختفى في ظروف غامضة، فضلا عن غياب أدوية ضرورية لعمل هذه المصلحة، والاكتفاء بأطر صحية قليلة لا تستجيب لحاجيات المواطنين.

وأشارت إلى أن أغلب النساء الحوامل بدمنات ونواحيها يجبرهن غياب طبيب متخصص عملت الإدارة على تنقيله إلى ازيلال منذ أكثر من 3 أشهر، (يجبرهن) على شراء خدمة سيارة إسعاف المستشفى لوضع مولودهن في إحدى مستشفيات بني ملال او مراكش او قلعة السراغنة، رغم التزام المندوب الإقليمي اكثر من مرة على توفير هذه الخدمة بالمجان للنساء الحوامل.

اما من يسعفهن الحظ ويضعن مواليدهن بالمستوصف، فإن معاناة أخرى في انتظارهن، من قبيل غياب الأكل وغياب الأغطية، مما يعرض صحتهن وصحة مواليدهن للخطر.

الوضع المتردي لقطاع الصحة بأزيلال وصل إلى قبة البرلمان، إذ وجهه البرلماني، رشيد المنصوري، سؤالا كتابيا لوزير الصحة والحماية الاجتماعية حول القطاع الصحي بالإقليم.

وقال المنصوري المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار إن مستشفى القرب بدمنات يفتقد لأطباء الجراحة والإنعاش والنساء والتوليد بعد انتقالهم إلى مدن أخرى دون ان يتم تعويضهم، علما ان وجودهم في السابق كان غير كاف لتلبية حاجيات المنطقة، وفق تعبير البرلماني.

وأوضح البرلماني ذاته أن مستشفى القرب بدمنات يستقبل النساء الحوامل من جماعة دمنات وجماعات تابعة لدائرتي فطواكة وولتانة وبعض جماعات قلعة السراغنة، متسائلا عن الإجراءات التي تعتزم وزارة الصحة القيام بها لتصحيح “الوضعية المزرية” التي تعاني منها ساكنة المطقة.

وأشار المنصوري في سؤاله إلى أن مستشفي أزيلال ودمنات أصبحا مجرد محطة للعبور إلى المدن المجاورة على غرار قلعة السراغنة ومراكش وبني ملال والدار البيضاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *