سياسة

لغروس: الثقافة خدمة عمومية تقع مسؤوليتها على الدولة وحضورها في الإعلام يحتاج قوة ضغط (فيديو)

مدير جريدة العمق المغربي

اعتبر مدير نشر جريدة “العمق” محمد لغروس أن الثقافة تعتبر خدمة عمومية مما يتطلب وجودها في صلب الإرادة السياسية والبرامج الحكومية والقطاعية، مع تمكينها من الدعم المادي والبشري اللازمين، وسجل أن حضورها في المشهد الإعلامي يحتاج قوة ضغط ورهين في الوقت ذاته بمدى حضور الإعلام كثقافة لدى الدولة والمجتمع.

وعدد لغروس مجموعة من المؤشرات المقلقة عن الوضع الثقافي بالمغرب، متسائلا عن علاقة القرار السياسي ببقاء الثقافة في الهامش بالمغرب بالقرار السياسي والوعي المجتمعي.

حديث لغروس عن الوضع الثقافي بالمغرب وعلاقته بالمشهد الإعلامي كان خلال مشاركته، أمس السبت بأكادير، في ندوة “حضور الثقافة في الإعلام” التي نظمتها رابطة نبراس الشباب للإعلام والثقافة بشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر ومركز سوس ماسة للتنمية الثقافية، وذلك في إطار فعاليات الجائزة الوطنية للصحافيين الشباب.

وسجل المتحدث ضعف التمويل العمومي الموجه إلى قطاع الثقافة واقتصار الحكومة على دعم مهرجان أو هنا وكتاب أو أغنية هناك، أو ترميم سور، مضيفا أن الميزانية المخصصة لقطاع الثقافة في المغرب لا تتجاوز 60 مليون درهم وهو ما لا يتعدى حتى نصف الدعم المخصص للأضرحة والزوايا، مشيرا إلى اعتراف وزير الشباب والثقافة والتواصل بأن ميزانية القطاع ضئيلة وإعلانه أنه سيسعى إلى طرق أبواب دعم الاتحاد الأوروبي.

ومن بين المؤشرات المقلقة حول عن الوضع الثقافي بالمغرب، أشار لغروس إلى تراجع عدد القاعات السينمائية من 247 سنة 1985 إلى 31 قاعة سنة 2015، في ظل حديث المتتبعين والفاعلين عن وجود أقل من 10 قاعات فقط تتوفر على عناصر الجودة، كما وقف في السياق ذاته على ما اعتبره “التيه” الذي تعاني منه القناة الرابعة المخصصة للشأن الثقافي من بين قنوات القطب العمومي.

وشدد لغروس على أن “الثقافة كما اللغة، تقوم وتنهض بالحضارة والأمة التي تقف وراءها”، مضيفا “وبعبارة أخرى تقوم الثقافة بالدولة التي تقف وراءها، وهكذا يدخل هرم أو سور ضمن قائمة الدنيا السبع، فيما يتحول سور آخر إلى ملاذ للمتشردين ويتم تزيينه بعبارة يرجى وعدم رمي الأزبال، ثم لا ننجح حتى في إخراج جيل قادر عن هذه العبارات”.

وتابع أن تعريجه على قضية المدرسة وعلى تصريح وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بقدرة التلاميذ على القراءة، يهدف إلى التأكيد على أن هم الثقافة يجب أن يكون أفقيا ويتم تشاركه من قبل الدولة والمجتمع والنخبة، ولا يكفيه أن يخصص بقطاع وزاري، “بدون تحقق الالتقائية في الجهود والسياسات وبدون أن يكون الهم أفقيا، ستبقى الجهود معزولة”، يقول لغروس.

وفتح مدير جريدة “العمق” مجموعة من التساؤلات عن بقاء الوضع الثقافي في الهامش من قبيل “هل هو قرار سياسي؟ ولماذا الثقافة على الهامش؟ وهل هو مجال ينهك الميزانية؟ أم عناية مؤجلة ينتظر أن يشمل ضم؟ وهل الثقافة ترف حتى لا نجعله أولوية؟ وهل أليس الأدب والمعاناة عموما رفيقا للحاجة والبؤس؟”.

وفيما يخص حضور الثقافة في الإعلام، شدد لغروس على أن ذلك يتطلب قوة ضغط وإعلام واع بأهمية الفعل الثقافي، كما ساءل في السياق ذاته الفاعلين المطالبين بحضور الثقافة في الإعلام ومدى قوتهم وتنظيمهم وكذا إنتاجهم الثقافي السنوي وجودته.

وفي الوقت الذي أكد أن التثقيف يعد أحد أدوار الإعلام، وأنه يتحصل من خلال ممارسات متعددة دون وجود نمط واحد لممارسة هذا الدور، فقد أشار إلى أن تعامل الدولة مع الإعلام يعتمد على مبدأ “حيدت اللوم علي”، مشددا على أنه “يوم يحضر الإعلام كثقافة ستحضر الثقافة في الإعلام”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *