وجهة نظر

فوضى المواقف أو الديبلوماسية السائلة بتعبير باومن

دعنا نعد إلى جذور مشكل الموقف المغربي من القضية السورية..

في سنة 2011 وبعد انطلاق شرارة الثورة السورية، وبعد احتدام العنف في كل مدن الشهباء، قرر المغرب بعد شهور من الازمة -على غرار العديد من الدولة- طرد السفير السوري، ودعم الثورة السورية بشكل غير مباشر، بل ونسجل في هذا الباب أنه كان من بين أوائل من قاموا بمباددرة طرد السفير السوري، خصوصا في السياق العربي، حيث كان توجهه هذا استباقي حتى قبل دول الخليج وعلى رأسهم قطر والسعودية.

كما أن مبعوث المغرب لدى الأمم المتحدة، كان طوال هذه السنين مع كل القرارات الأممية التي أدانت بشار ونظامه الدموي وحلفاءه الثلاث (ايران- حزب الله- روسيا)..

وفي نفس السياق تغاضى المغرب طوال السنوات الأولى عن الهجرة المنظمة للجهاديين من المغرب في اتجاه سوريا، حتى أن كثيرا من رموز السلفية في المغرب شاركوا في المؤتمر أصدقاء سوريا الذي نظم في مصر وتحت اشراف رئيس الجمهورية انذاك “مرسي”، وأفتوا من هناك بضرورة الجهاد والدعوة إلى الهجرة إلى سوريا، وكان من جملة المشاركين الشيخ الفيزازي الذي أطلق صراحه بعفو ملكي في تلك الفترة. وهو نفسه الشيخ الذي عينته الاوقاف إماما وخطيبا باحدى اكبر مساجد مدينة طنجة، كما أن الملك صلى خلفه في إحدى الجمعات..

إلى حدود الآن كل شيء مفهوم وكل شيء طبيعي، إلى حدود تصريح بنكيران حول الوضع في سوريا وأعلن عن موقفه الانسان ضد ما اسماه بالدموية التي تتصرف بها روسيا اتجاه المدنيين، في هذه اللحظة سينقلب موقف المغرب إلى اللاموقف، لا هو مع الديمقراطية ولا هو يعلنها مباشرة “يحيا النظام البعثي في روسيا”.. بعدها ستتوالى المواقف السائلة، كان أولها البيان الذي أصدره وزير الخارجية في حق رئيسه (رئيس الحكومة) ينكر عليه ما صرفه من مواقف، ومذكرا بأن الديمبلوماسية من اختصاصه، ناسيا هذا الوزير المحترم أن صلاحياته جميعها هي تحت وصاية رئيس الحكومة وأنه تابع لرئيس الحكومة وقطاعه ليس قطاعا مستقلا عن الحكومة .
بعدها يتم استدعاء سفير روسيا لطلب السماحة منه، ليحق على هذا المشهد التراجيدي المثل القائل (الكَيّ في البقر والحمير كَتْزَعْرَط).

في نفس السياق والتداعيات قتل سفير روسيا في تركيا قبل أيام، ما اثار موجات من ردود الفعل المختلفة، منها من تشجع المبادرة ومنها من رفض هذا السلوك واصفا إياه بالارهابي، وكان من بين المعلقين شباب ينتمي إلى العدالة والتنمية، كثيرمنهم رفض القتل، وبعضهم دفعه الحماس والاحتشاد للانسانية التي تباد في سوريا على يد الطائرات الروسية أن يعبر عن فرحه بمقتل هذا السفير.

هنا احتشد اللاعبون في الرمال المتحركة، والعابثون بالمياه، من أجل الركوب على الموجة.. فلا أجمل من هذه الفرصة التي لو اشتغلوا عليها سنين لما استطاعوا أن يحسنوا تخريجها، فقاموا باخراج بلاغ حول الموضوع – #البلاغ_المشترك – ليتم ضرب بنكيران تحت الحزام.

ليس هذا فقط ولكن أيضا من أجل قتل حرية الرأي والنقاش السياسي، بتخويف الشباب من هذا النقاش بدعوى المتابعة القانونية في حالة التصريحات الجزافية..

هنا اتساءل معكم ومع هؤلاء الذي أنتظر أن يتفاعلوا معي.. من كان وراء تجيش الشباب عاطفية اتجاه القضية السورية ؟ وكيف نكون ضد بشار ومع بشار في الان ذاته؟ بل كيف نقوم بتصريف مواقف دولة ضد دولة وبعدها نأتي إلى هؤلاء الشباب الذي تفاعلوا معها في البداية بالاشادة لنقول لهم اسمحوا لنا لقد غيرنا مواقفنا الان، نحن ضد الثورة نحن من النظام نحن مع القوة؟ كيف تعطي لجهات فرصة للدعوة إلى الاحتشاد من اجل اطاحة نظام بشار ويصلي رئيس الدولة من خلفه وفي التلفاز، ثم بعدها نقول أننا ضد الاشادة بالارهاب! ألم يكن الاولى بالدولة وفرقة الخيام أن تلقي القبض على الكتاني والفزازي وابو حفص وغيرهم من الرموز الذين كان يدعمون الدعوة إلى الجهاد؟ خصوصا وأن منهم من هو مؤثر على الشباب بشكل كبير، خصوصا في مواقع التواصل الاجتماعي؟

أنا ضد داعش ضد النصرة ضد الارهاب ضد الجهاد! فكريا وسلوكيا، ولكن ضد الديكتاتورية ضد مصادرة الرأي ضد السلطوية ضد الميوعة السياسية.. وضد الفساد والاستبداد

مع الثورة السورية السلمية، مع قول الحق مع جهاد الكلمة الملتزمة المتسامحة والرافضة للاستحمار!

ضد النزعات العرقية الشوفينية او المذهبية الطائفية.. مع الانسانية اولا واخرا .. مع المشترك الانساني

ضد قتل السفير، لأنه في مهمة ديبلوماسية وليس في ساحة حرب..

ضد موقف روسيا وتحركاتها في سوريا الجريحة..

ضد ميوعة الموقف المغربي من القضية السورية وغيرها من القضايا

هذا كلامي أنا حمزة الوهابي، وأنا مسؤول عنه وهو يمثلني وإن كان يخالف القانون فأنا مستعد لأمثل أمام العدالة، وكل ما ستحكم به سأدعن له!

وبعد هذا الكلام الاول، بما أنكم عرفتم من دون وأشاد بالقتل، نريد أن نعرف من قتل #محسن_فكري#طحن_مو

وشكرا!