مجتمع

“العمق” تعيد تركيب خيوط ملف إجهاض تهريب 11 طنا من المخدرات بطنجة

عرفت مدينة طنجة، الأسبوع الماضي، أحداث مثيرة بعد إحباط تهريب 11 طن من المخدرات، أعقبتها حملة مداهمات واعتقالات، حيث أثيرت شبهة تصفية حسابات بين بارونات مخدرات في هذه العملية.

مداهمة إقامات

بعد ساعات من توقيف سائقا شاحنة وسيارة كانتا محملتان بأطنان المخدرات، كشف الموقوفان لعناصر الدرك الملكي أثناء التحقيق معهم، عن مجموعة من الأملاك التي تخص باروني مخدرات “ر.ج” و”ع.أ”، وادعائهما بأنهم وراء كمية المخدرات التي حجزت والتي قدرت بـ10 طن و878 كيلوغرام.

وفي نفس الإطار داهمت سرية الدرك الملكي بأصيلة بتنسيق مع عناصر الأمن التابعة لولاية أمن طنجة، شقة بإقامة “بريما فيرا” المملوكة لبارون مخدرات “ر.ج”، بمنطقة ابيريا.

وتم خلال المداهمة العثور على ما يفوق 6 ملايير سنتيم بالعملة الأجنبية والوطنية، وأربع سيارات فارهة، فيما أسر مقربين من صاحب الشقة لجريدة “العمق”، أن المبلغ يتجاوز 9 مليار سنتيم، في انتظار بلاغ الدرك الملكي لتأكيد ذلك.

كما تمت مداهمة فيلا بحي السوريين عشية نفس اليوم، حيث تم العثور على مبلغ يناهز 800 مليون سنتيم.

ظهور أسماء جديدة لها علاقة بكمية المخدرات، قادت عناصر الدرك الملكي، لتوقيف مشبته فيه آخر ملقب بـ”الجبلي” بفيلا بمنطقة الجبل الكبير بطنجة.

تصفية حسابات

وكشفت مصادر مقربة من بارونات الشمال لجريدة “العمق”، أن العملية تندرج في إطار تصفية حسابات بين بارونات مخدرات، خاصة بعد ظهور معطيات تفيد بأن أحد السائقين “ع.ح” الذي اعترف بعد ساعات من توقيفه محملا بالحشيش، و بأنه ذو سوابق في الابتزاز مقابل مبالغ مالية، وقد اختار نفوذ الدرك الملكي لتنفيذ خطته بعدما صار وجهه مألوفا لدى مخافر الشرطة في طنجة والرباط وفاس.

وأضاف ذات المصادر، أن السائق بذاته لا يملك رخصة لسياقة السيارة والشاحنة، وبالتالي “هناك شخص آخر قام بركن الشاحنة في المكان المتفق عليه وغادر قبل ضبط هذه الأخيرة”، وفق المصادر.

الفرقة الوطنية للدرك 

بعدما شاب القضية كثير من الغموض، حلت عناصر الفرقة الوطنية للدرك الملكي، يوم الجمعة، مدعمة بفرقة “كوموندو” والفرقة العلمية والتقنية، من أجل العمل على فك لغز هذا الملف.

وقامت هذه الفرقة بمداهمة جديدة لإحدى الفيلات الفخمة بمنطقة بوبانة، المملوكة لـ”ع.أ”، وذلك بعد ورود اسمه في تحقيقات الدرك، وهو قاطن بالديار الأوروبية وتربطه علاقة وطيدة بالبارونين الذين يشتبه تورطهما في تهريب 11 طن من المخدرات.

وفي خطوة ثانية، قامت فرقة الدرك بإجراء خبرة على المخدرات المحجوزة، بعد ورود فرضية تصفية الحسابات بين بارونات المخدرات، حيث ثبت فيما بعد أن الحشيش ذو جودة رديئة ولا يمكن أن يتم تصديره للضفة الأخرى.

هذا وتم تقديم المشتبه فيهم، يوم الخميس الماضي، أمام النيابة العامة لدى المحكمة الإبتدائية بأصيلة قبل إيداعهم السجن، فيما يترقب الشارع الطنجاوي أطوار محاكمة مثيرة في هذا الملف الذي قد يطيح بأسماء وازنة في عالم الاتجار الدولي للمخدرات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *