خارج الحدود

معالجة 3.5 ملايين مدمن مخدرات في أفغانستان 40% منهم من النساء

أكد عبد الباري عمر نائب وزير الصحة الأفغاني أن عدد مدمني المخدرات في أفغانستان بلغ 3.5 ملايين شخص، بينهم 40% من النساء، بواقع 9% من مجموع سكان البلاد البالغ 39 مليون شخص.

ويقول عمر -للجزيرة نت- إن “3.5 ملايين شخص في البلاد مدمنون على المخدرات.. وكل واحد منهم يتعاطى يوميا مخدرات بنحو 3 دولارات”.

ووفقا لإحصائيات الأمم المتحدة، اتسعت عام 2020 مساحة الأراضي المستخدمة للزراعة غير المشروعة لخشخاش الأفيون في أفغانستان بنسبة 37% مقارنة بالعام السابق، وهو ثالث أكبر مؤشر يتم تسجيله على الإطلاق في البلاد، حيث تنتج أفغانستان 85% من الأفيون في العالم، بما يشكل 6 إلى 11% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

المحطة الأخيرة

واشتهر وكر مدمني المخدرات تحت جسر غربي العاصمة الأفغانية كابل بين المدمنين أنفسهم بـ”المحطة الأخيرة” و”جسر الموت”، فعندما تمر من هذا المكان لا تجد بالكاد موضع قدم يخلو من مدمن، وتشاهد تحت الجسر جميع الفئات العمرية وحتى النساء المدمنات؛ وتقدر عدد الوفيات في هذا المكان نتيجة الجرعات الزائدة من المخدرات والبرد بنحو 150 في كل شهر، أي بمعدل 5 وفيات يوميا.

تمكنت وزارة الداخلية الأفغانية من جمع 2718 مدمنا من مناطق متفرقة من العاصمة كابل وأرسلتهم إلى مراكز صحية خاصة بمعالجة المدمنين.
ويقول المتحدث باسم الداخلية الأفغانية سعيد خوستي -للجزيرة نت- “وضعنا خطة لجمع ضحايا الإدمان من العاصمة كابل وبقية الولايات وإرسالهم للمراكز الصحية الخاصة بمعالجة الإدمان، ولقد خصصنا 14 مركزا صحيا في العاصمة كابل”.

جسر الموت

عبد الكريم خان شاب لجأ إلى جسر الموت بعد تعاطيه المخدرات لمدة استمرت 8 أعوام، يقول -للجزيرة نت- “لقد أدمنت المخدرات في ولاية بروان (شمال العاصمة كابل) بسبب عمي الذي أدمنها خلال فترة عمله في إيران، وعندما رجع إلى مسقط رأسه كان يقدم المخدرات لي من حين لآخر، وبعد عدة جرعات أدركت أنني أصبحت مدمنا للمخدرات، رغم خضوعي للعلاج أكثر من مرة، فلم أتمكن من التخلص من هذا العذاب.. أكره حياتي، الكل يكرهني بعد قطع هذا الشوط الطويل من حياتي تحت الجسر كنت أقول في قرارة نفسي مكانك ليس هنا، ولكن عمي ورطني بحيث وصلت لحال لا عودة منها والآن أنتظر حتفي بفارغ الصبر”.

قصة الصحفي نستوه نادري

وتعدّ قصة نستوه نادري، أشهر صحفي ومقدم برامج في القنوات المحلية، من أغرب القصص في عالم المخدرات في أفغانستان.
لقد عانى نستوه لمدة 7 سنوات من الإدمان، ويقول -للجزيرة نت- “كنت من أشهر الصحفيين الأفغان، ولكن وقعت في شراك مهربي المخدرات، حتى وصل أمري إلى أنني عشت 7 سنوات تحت الجسر، وقررت أن أخرج من هذا العالم المظلم؛ فراجعت المستشفى الخاص بمعالجة المدمنين، وبقيت هناك 3 أشهر”.

ويضيف نستوه “لن أنسى تجربة الإدمان في حياتي، ولقد تعلمت دروسا عظيمة وسجلتها في كتاب، تطرقت فيه إلى حياة وتجربة المدمن، وكيف السبيل إلى الخلاص”.

العدد أكبر مما هو معلن

وعلى عكس تصريحات المسؤولين في الحكومة الأفغانية، يقول طبيب سابق إن “غالبية الإحصاءات الرسمية تتعمد التقليل من حجم مشكلة الإدمان، وإن هناك إحساسا عميقا بالحرج بشأن كيفية تفاقم نسبة الإدمان رغم كثرة المساعدات الدولية. أما الأرقام التي تقول إن 3.5 ملايين أفغاني يتعاطى المخدرات، فإنها تستند إلى مسح أجري عام 2016، في حين أن العدد تجاوز بكثير ما تذكره الحكومة الأفغانية”.

يقول مصدر أمني سابق -فضل عدم ذكر اسمه- للجزيرة نت “إن الحكومة الأفغانية السابقة والمجتمع الدولي أخفقوا في وضع حد لتعاطي المخدرات في أفغانستان، وإن عددا من المسؤولين المخولين بمكافحة المخدرات كانوا متورطين في تجارة المخدرات وبيعها للمدمنين في كابل؛ وهذا تحد كبير للحكومة الجديدة التي تتزعمها حركة طالبان، وإن معدل الإدمان في أفغانستان أعلى من أي دولة أخرى”.

المخدرات في متناول الجميع!

وشراء المخدرات بأنواعها المختلفة في العاصمة كابل أسهل من شراء طعام والغذاء، حسبما يقول المدمنون؛ فالجرعة الواحدة تكلف دولار على الأقل، وهو في متناول اليد في أماكن مشهورة من المدينة.

ويقول مصدر في الداخلية الأفغانية للجزيرة نت إن “الحكومة ليست جادة في مكافحة المخدرات؛ وإلا فكيف يعتقل المدمن ويترك التاجر؟ ومن الناحية الأخرى، لو قبلنا أن عدد المدمنين في أفغانستان هو 3.5 ملايين مدمن وأن كل واحد منهم يحتاج إلى 3 جرعات في اليوم، فمعناه أنهم يحرقون أكثر من 9 ملايين دولار يوميا، وهذا مبلغ خرافي في ظل الوضع الراهن”.

الحرب على المخدرات

وتدير وزارة الصحة 95 مركزا لمكافحة الإدمان في أفغانستان التي تواجه كثيرا من المشكلات على جبهات عديدة، كما أن فرص انتصارها في الحرب على المخدرات تبدو غير واضحة المعالم، ويقول الكاتب السياسي عبد الجليل كريم -للجزيرة نت- “العوامل الرئيسية التي تدفع الشباب في أفغانستان إلى تعاطي المخدرات هي الفقر والبطالة”.

ويضيف “لدينا أكثر من 4 ملايين مواطن لا يجدون عملا، ويسعون للهجرة إلى دول الجوار وخاصة إيران، إضافة إلى سهولة الحصول على المخدرات، لهذا على الحكومة الجديدة في البلاد أن تقف بقوة أمام تجار المخدرات واستيراد المواد التي تستخدم في المخدرات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *