وجهة نظر

إسرائيل – الاتحاد الأفريقي: عدم الاتحاد وسط “الاتحاد”

في مواجهة رفض بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، لم يتم بعد تأكيد عودة إسرائيل إلى المنظمة الإفريقية بصفة مراقب. فهل هو مؤشر عن انقسامات جدية؟

في فبراير 2022، تستعد إسرائيل لفتح فصل جديد في علاقتها الطويلة مع القارة، من خلال الحصول على صفة مراقب لدى الاتحاد الأفريقي. وقد مُنح هذا الاعتماد بداية في يوليو الماضي، ونُقِض في سبتمبر من قبل أكثر من عشرين دولة عضو، مستاءة من وضعها، حسب قولهم، أمام الأمر الواقع الذي وضعهم فيه موسى فقي محمد.

ولم يكن أمام رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي من خيار سوى إعادة النظر في موقفه. وسيتم طرح المسألة على جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 55 دولة في قمة رؤساء الدول المقبلة، المقرر عقدها في أديس أبابا في فبراير 2022.

مسألة شكلية؟

يتعلق الأمر بـ”إجراء شكلي” بالنسبة للعديد من المراقبين الإسرائيليين، الذين كانوا واثقين إلى حد ما عند عدِّ داعمي بلادهم في المنظمة الافريقية. ومن الناحية الرسمية، لم يكن لإسرائيل بالفعل هذا العدد الكبير من الأصدقاء الأفارقة لعقود عديدة.

يقول الباحث “إيمانويل نافون”: “علينا العودة إلى الخمسينيات من القرن الماضي، عندما كان لإسرائيل أكثر من ثلاثين سفارة في جميع أنحاء القارة”. وأصبح للبلد مقعد في منظمة الوحدة الأفريقية (OAU) مع وضع المراقب الذي يسعى الآن لاستعادته. لقد جُردت إسرائيل من تلك الصفة في عام 2002 عندما اختارت القارة طريق الاتحاد الأفريقي.

منذ الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973 أظهرت القارة الافريقية وحدة كبيرة بشأن المسألة الإسرائيلية. وغداة الصراع، قطعت جميع الدول الأفريقية رسميًا علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب، بتشجيع من منظمة الوحدة الأفريقية الواقعة إلى حد كبير تحت تأثير الدول العربية في القارة.

بعد عشرين عاما من رحيل إسرائيل القسري عن المنظمة، لا يزال أشد المعارضين لعودتها على حالهم. إنهم أقل بقليل مما كانوا عليه في الماضي، حيث تقلصت أعدادهم مع تطبيع تل أبيب لعلاقاتها مع القارة في أعقاب اتفاقات أوسلو عام 1993.

القضية الفلسطينية

إذا كان من الواضح أن ليبيا التي تعيش في حالة تدهور لم تعد تمارس نفس التأثير في الاتحاد الأفريقي كما كان الحال في عهد معمر القذافي، فقد احتجت الجزائر بسرعة على “وضوح” القرار الذي اتخذته اللجنة، وبسرعة جمعت حولها الغالبية العظمى من البلدان الإسلامية في القارة، من موريتانيا إلى جيبوتي.

لم يستجب المغرب والسودان ، الداخلان في عملية التقارب مع إسرائيل، للنداء. وكذلك لم تستجب تشاد، التي أعادت العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في عام 2018 ، بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس إدريس “ديبي إيتنو”.

ويوجد باقي المعارضين الشرسين الآخرين لعودة إسرائيل إلى الاتحاد الأفريقي في أقصى جنوب القارة، في زيمبابوي أو ناميبيا أو بوتسوانا. وقد سارت هذه الدول على خطى جنوب إفريقيا، التي أصبحت، منذ 1994 ووصول حزب المؤتمر الوطني الأفريقي إلى السلطة، المدافع الأكبر عن القضية الفلسطينية في القارة. و”بما أن الوضع في فلسطين لم يتغير، فلا داعي لتغيير مكانة إسرائيل”، حسب ما يشهره معسكر الرفض، كما فعل بالفعل، بنجاح، خلال الطلبات السابقة لعامي 2013 و2016.

لكل ذلك اندلعت معركة ثقيلة حول الإجراءات في أديس أبابا، ومن المقرر أن تنتهي باعتماد تصويت بأغلبية بسيطة، والذي يتوقع أن يُحدث مفاجآت إذا كان سريا. وفي الحالة المعاكسة، قد تضع إسرائيل حدا لغيابها عشرين عاماً بالضبط، لتستأنف مكانتها بين 90 شريكاً خارجياً معتمدين اليوم لدى الاتحاد الأفريقي.

“العمق المغربي” مترجم عن (Jeune Afrique )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *