منوعات

تشريعات قيد الدراسة .. هل تكون 2022 بداية الهبوط من القمة لشركات التكنولوجيا الكبرى؟

تعرضت شركات التكنولوجيا الكبرى لعدد من الغرامات والأوامر التشريعية خلال الفترة الماضية، ولكنها لم تكن ذات تأثير كبير على وضع الشركات التنظيمي أو المالي. إلا أن الحديث الآن لأول مرة عن قوانين صارمة قادمة في الطريق يمكن أن يكون لها تأثير جوهري.

ووفق مقال نشره موقع “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal) يمكن للقوانين الجديدة قيد الدراسة في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة أن تضع قيودا صارمة على كيفية تعامل شركات التكنولوجيا الكبرى مع المنافسين الصغار وتقييد استخدامهم للذكاء الاصطناعي مثل التعرف على الوجه.

ويقول مسؤولون تنفيذيون ومحللون إن بعض المقترحات قد تحظر الممارسات الشائعة مثل إعطاء الشركات لمنتجاتها أفضلية خاصة، وهو أمر قد يكون له تأثير كبير على المنافسين، على سبيل المثال منع غوغل من إظهار منتجاتها في المراكز الأولى عند البحث.

في الوقت نفسه، تقوم الهيئات التنظيمية على مستوى العالم بعشرات التحقيقات المتعلقة بالمنافسة والخصوصية التي يمكن أن تؤدي إلى أكثر من مجرد مخالفات سريعة لعمالقة التكنولوجيا.

فوفقا للهيئات التنظيمية والمديرين التنفيذيين، هناك أوامر أو تسويات يمكن أن تقطع تدفقات البيانات عبر المحيط الأطلسي، أو تعرقل بعض أنواع الإعلانات الرقمية، أو تؤخر تغييرات رئيسية في المنتج، أو تفرض رقابة مستمرة على الأنشطة.

وقال موقع “فيسبوك” (Facebook) التابع لشركة “ميتا بلاتفورمز” (Meta Platforms) في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي إنه سيغلق نظام التعرف على الوجه جزئيا بسبب اللوائح المحتملة.

صعوبة في كسب المال

من المؤكد أن التنظيم لم يكن له حتى الآن تأثير يذكر على منزلة شركات التقنية الكبرى بوادي السيليكون، حيث تبلغ القيمة السوقية لـ5 من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم 9.31 تريليونات دولار، أي ما يقرب من 4 أضعاف قيمتها السوقية قبل 5 سنوات.

لكن هذا يمكن أن يتغير، حيث جعلت موجة التدقيق الجديدة من الصعب بالفعل على هذه الشركات جني الأموال من عمليات الاستحواذ، كما يقول “مارك ماهاني” رئيس أبحاث الإنترنت في الذراع البحثية لشركة “إيفريكور آي إن سي” (Evercore Inc).

وقد طلبت هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة من شركة فيسبوك وقف عملية شراء شركة “غيفي” (Giphy) للصور المتحركة، قائلة إن الاستحواذ سيحد من المنافسة بين المنصات والمعلنين في المملكة المتحدة. وتقول فيسبوك إن الصفقة تفيد المستهلكين، وقد استأنفت الحكم.

ويقول سينيد مكسويني نائب الرئيس العالمي للسياسة العامة في شركة “تويتر” (Twitter) “هناك بالتأكيد شعور بوجود زخم جديد” للتنظيم، مشيرا إلى أنه في الأسابيع الأخيرة كان على الشركة تنفيذ متطلبات تشريعية جديدة في 6 بلدان على الأقل.

ووافقت شركة “غوغل” (Google) التابعة لشركة “ألفابت” (Alphabet) على العمل بشكل وثيق مع هيئة المنافسة والأسواق بشأن خطتها لإزالة ملفات تعريف الارتباط التي تتعقب النشاط عبر الإنترنت من متصفح “كروم” (Chrome).

ويبحث المسؤولون التنفيذيون في غوغل الآن في كيفية رفع قضايا استئناف جديدة لقرار إزالة المحتوى على خدمة فيديو “يوتيوب” (YouTube)، وإعادة صياغة كيفية تعاملها مع معلومات المستخدم والشريك داخليا، كما يقول كينت ووكر نائب الرئيس الأول للشؤون العالمية.

ويقول ووكر “هناك الكثير على الطاولة الآن.. إنه تمرين صعب لأنه -في كثير من الحالات- تكون طلبات الامتثال قصيرة، وعلينا بالفعل أن نبدأ في الاستعداد الآن للقواعد قبل أن يجف الحبر”.

وتقول شركات التكنولوجيا إنها تتفق على أن صناعتها بحاجة إلى تنظيم جديد، إلا أنها تقاوم بعض المقترحات المحددة، ويرجع ذلك جزئيا إلى التأثير الذي قد تسببه.

ويقول بعض المديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا -مثل السيدة ماك سويني من تويتر- إنهم قلقون من أن المتطلبات في قواعد المحتوى عبر الإنترنت المقترحة قد تشجع الشركات على إزالة المحتوى الذي لا يوافقون عليه فقط، مما يقيد حرية التعبير.

ما تأثير ذلك؟

ويشعر المدافعون عن المزيد من التنظيم بالقلق من أن شركات التكنولوجيا الكبرى قد تخرج سالمة من أحدث موجة من القوانين والتشريعات الجديدة.

يقول “غابرييل وينبيرغ”، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “دك دك غو” (DuckDuckGo) -وهو محرك بحث يركز على الخصوصية- إن 3 قرارات لمكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي ضد غوغل، وغرامات تزيد على 9 مليارات دولار، لم تفعل شيئا يذكر لتغيير موقع البحث الأول في السوق.

والآن يشعر “وينبيرغ” بالقلق من أن صانعي السياسات يركزون بشكل أكبر على تمرير القوانين بدلا من التأكد من أن المنظمين لديهم الدراية والأدوات اللازمة لتنفيذ المتطلبات الجديدة بشكل صحيح.

يقول السيد وينبيرغ “أنا متفائل جدا.. لكن يبدو أن الشيطان يكمن في تفاصيل إدارة السوق فعليا”.

وفي المقابل، يؤكد صانعو السياسات أنهم واثقون من قدرتهم على إنجاحها. يقول “سيدريك أو” الوزير الأصغر للشؤون الرقمية في فرنسا -التي تتولى رئاسة مجلس الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للنصف الأول من هذا العام- إنه واثق من قدرة الاتحاد الأوروبي على تمرير قوانين فعالة ويجب عليهم اغتنام الزخم.

المصدر: الجزيرة نت

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *