منتدى العمق

إيمازيغن وسؤال ما العمل؟ كأنهم لا يعرفون ..

لماذا يعود ايمازيغن إلى الماضي ويرتمون في أحضانه: لنا حضارة عريقة.. وكان الملك الامازيغي فلان قد انتصر… وكانت ديهيا ملكة لا تقهر….وكل ذلك بكاء على أمجاد مضت عبر استرجاع خيالي لواقع مضى وكان فعلا مرحلة قوة في وقته.

وطبعا يكاد استرجاع ذلك الماضي واقعيًا مستحيلا كما يستحيل الرجوع للعيش فيه، إلا أن المخيلة والخيال يغوصان في الماضي وينتج عن ذلك: استرجاع كما قلت لماض كان المجد عنوانا له، ويتم مقارنته مع واقع مزري ومشوه: ويؤدي ذلك لإحباط نفسي وأسف ذاتي وتشنج للشخصية ….

كما أن هناك بعض آخر من ايمازيغن يحن إلى مستقبل عادل وحرية امازيغية وتمازغا وووو وكلها طبعًا أحلام وإسقاطات خيالية وتوقعات ذهنية قد تقع ولا تقع وليست واقعا مضمونا، وينتج عن ذلك تربية أ وهام في المخيلة من شأنها الإحساس بالغرور الزائد المشوه…

ففي تلك الحالتين السابقتين: يسعى الامازيغي جاهدا للافتخار بالماضي المجيد والآمال المستقبلية المجيدة : معتقدا أن هذا السلوك يدخل السعادة في كيانه ويجلب له نشوة الاعتزاز المفقود واقعيا، ولكن للأسف لا يدوم ذلك سوئ دقائق معدودة خلال إلقاء الكلمة أو ساعتين خلال إلقاء محاضرة ؟

وتنهار تلك الأحاسيس ويذوب ذلك الاعتزاز بمجرد انتهاء إعطاء الكلمة أو إلقاء المحاضرة في مناسبة ما وليرخي الواقع بضلاله على الذات من جديد ..وهكذا تدوم الحلقة ويتم إعادة إنتاجها بأساليب مختلفة….

لا تسألني عن ما العمل ؟؟ لأنكم تعرفون ما العمل وربما تجتهدون لإقباره كل حسب موقعه…وقليلون طبعا من يسعون جاهدين لإرساء أساليب العمل والعمل .

إن الأهم طبعًا هو الحاضر، ولا أقول بتاتا بالقطع مع الماضي، نعم الماضي كمرجعية لاستنباط أسباب القوة وأسباب الشهامة، وليس الماضي بالتغني العاطفي…., الآن لنتساءل: ما الوضعية الامازيغية وما الواقع الامازيغي؟ نعم حركات وجمعيات ومناضلون : في شتات وتناطحات لا تنتهي! عموما لا أرضيات بملامح واضحة ولا تصورات مدروسة واقعية ؟؟ وطبعا الماضي دروس وعبر للاستفادة ومرجع ثمين، أما المستقبل فسيبنيه الحاضر ويبنيه العمل ليصير ذا واقعية ولكي لا يكون مجرد اسقاطات خيالية ومتمنيات لا متناهية…،

إنه لا فائدة من ترك الحاضر للعبث وبناء الأوهام الذهنية ومقولات موسمية من قبيل نطالب، نحتج ، نندد ….ثم نعرب عن خيبة أملنا مستقبلًا ويصير حاضرنا جزاء من ماضي وفي هذه الحالة سيكون ماض هزيل ومتدني لن يشعر أحد بالنشوة والافتخار به ولن يشرف احد بالحديث عنه وهنا نسقط في إشكالية الهروب من الذات بسرعة قاتلة كما بدأ يحصل الان …. ويستحيل العودة إلى الماضي/الذات المشوهين لتقويتهما وتقويم اعوجاجهما وبنائهما… !!

إن قوة الآن وقوة الحاضر لكنز ثمين إن أراد ايمازيغن أن يكون لهم حاضر متماسك مستقبل واضح الملامح . …

كريم باقشيش / واشنطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *