خارج الحدود

“العمق” تنقل لحظات دعم محاصري حلب بالحدود التركية السورية

حفصة الأصم / “العمق” من الحدود السورية التركية

في مشاهد إنسانية، قدمت قافلة “افتحوا الطريق إلى حلب” التي نظمتها مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية من اسطنبول، أمس السبت، مساعدات للنازحين السوريين الذين تم إجلاؤهم من مدينة حلب المحاصرة، وذلك بمنطقة الريحانية على المعبر الحدودي “جلوة غوزو” بين تركيا وسوريا.

نحو الحدود رغم التحذيرات

الآلاف من النشطاء الأتراك والأجانب من 81 ولاية تركية، ضمن مغاربة، شاركوا في القافلة التي اختارت التوجه نحو الحدود السورية للضغط على سلطات البلدين من أجل دخول المساعدات إلى ساكنة حلب المحرومة من المساعدات الإنسانية لأزيد من خمسة أشهر.

القافلة التي ضمت 1500 شاحنة إعانة تشمل الغذاء والدواء والخيام، تقدمت نحو النازحين السوريين من حلب رغم تحذير إدارة معبر “باب الهوى” الحدودي من الاقتراب والتظاهر خوفا على من استهدافهم من طرف مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” أو القوات الموالية للنظام السوري.

احتجاجات بالحدود

المتظامنون الأتراك والأجانب نظموا وقفة احتجاجية على الحدود السورية التركية، رافعين شعارات مطالبة بفتح الحدود أمام النشطاء والمساعدات الإنسانية في اتجاه مدينة حلب، منادين بانسحاب الجيشين الروسي والإيراني من سوريا، ومطالبين بمحاسبة إيران وروسيا والنظام السوري على أفعالهم وجرائمهم في حق الشعب السوري وخاصة مدينة حلب.

المشاركون في الوقفة التي شارك فيها مجموعة من الأطفال السوريين النازحين، استطاعوا إدخال شاحنات المساعدات إلى الجانب السوري مصحوبة بمجموعة من متطوعي لجنة الإغاثة التركية، رغبة منهم في التخفيف من معاناة الحلبيين الذين عانوا ويلات الحصار والقصف والتقتيل لأكثر من خمسة أشهر.

النشطاء تقدموا نحو الحدود سيرا على الإقدام لحوالي 8 كيلومترات، رافعين الأعلام التركية والسورية جنبا إلى جنب في أجواء حماسية، قبل أن يصلوا إلى النازحين من حلب بعد اجتياز حاجز تفتيش، ليستقبلهم أطفال سوريون نازحون بعبارات الشكر وحفاوة الترحيب، وهي المبادرة التي خففت جزءً من معاناة محاصري حلب الذين تم إجلاؤهم من المدينة المنكوبة.

طلاب: أنقدوا حلب

طالب مغربي مشارك في القافلة، قال قي تصريح لجريدة “العمق”: “أول مرة كنحس أنه ممكن غواتي يصنع شي فرق”، مشيرا إلى أنه و”منذ سنوات ونحن نحتج ببلداننا العربية ولا فرق يصنع، صحيح أن الشعوب العربية مغلوبة على أمرها، لكن المشكل هو أن الشعب ألف التظاهر فقط دون التفكير ولو لمرة في تأسيس هيئة إغاثة حقيقية، حتى الآن لم نسمع بإرسال إعانات من المغرب باتجاه سوريا”.

بدوره، اعتبر طالب أوكراني في تصريح لـ”العمق”، أنه بالنسبة له كإنسان مهما كانت الظروف والحيثيات السياسية، فالحرب شيء فظيع مهما اختلفنا عرقيا أو دينيا، فالظلم لا وجه له وانا ضده أينما كان، حسب قوله.

وأضاف بالقول: “بالنسبة لمشاركتي في هذه الفعالية فهو نابع من قناعتي التامة أنه وجب علي كإنسان لديه ضمير يحس بأخيه الإنسان أن أكون فاعلا ولو بقدر ضعيف كالضغط والاحتجاج بالحدود لإيصال الإعانات، وأريد أن أوجه رسالة للشعوب الإسلامية: أعلم أن لديكم حديثا يصفكم كالجسد الواحد عند المحن، فأين انتم من هذا القول أو الحديث”.

طالب آخر من جورجيا، قال لـ”العمق”: في مثل هذه الأوضاع المأساوية لا يسعنا إلا التحرك بسرعة لعمل أي شيء قدر المستطاع، إنسانيا أولا ثم ثانيا بصفتي مسلم وجب علي مناصرة إخواني المسلمين بكل بقاع العالم”، فيما شددت طالبة تركية مشاركة في القافلة، على أنها تدعم المسلمين بسوريا كمسلمة وكتركية، “ولن نتوانى كشعب في الدفاع عن ضحايا الحرب السورية كما أن حدودنا مفتوحة لاستقبال اللاجئين”.

مشارك سوري وممثل اللاجئين العرب بمدينة طرابزون التركية، أوضح في تصريحه لجريدة “العمق”، أن الوضع في الآونة الأخيرة مخز للغاية بسبب السكوت الممنهج عما يقع بسوريا، مضيفا بالقول “لكني اليوم جد فرح لرؤيتي طلبة عرب قادمين للمشاركة من المغرب والصومال والسودان وفلسطين واليمن، على الأقل تبعثون فينا الأمل أنه ممكن يوما ما أن نتوحد ونصبح كالجسد الواحد، رسالتي لكل مسلم وإنسان متغافل في العالم، غدا ستسألون عن حلب”.