خارج الحدود

لهذه الأسباب جمدت الجامعة البريطانية أعمال ناشطة فلسطينية

تواجه الناشطة الفلسطينية المقيمة في بريطانيا شهد أبو سلامة موجة تحريض من الإعلام التابع للوبي الصهيوني، وهو ما كلّفها تجميد نشاطها في جامعة “شيفيلد هالام”.

وجاء قرار الجامعة البريطانية بعد تلقيها ما قالت إنه شكاوى ضد الناشطة ومواقفها من القضية الفلسطينية، وعليه قررت إدارة الجامعة إيقاف التعاون مع الباحثة الفلسطينية إلى حين الانتهاء من التحقيق.

وبكثير من التأثر تحدثت أبو سلامة، للجزيرة نت، عن حرمانها من حق الرد على هذه الشكاوى، وعدم استماع الجامعة لموقفها، ومعاناتها مع تحريض الإعلام الإسرائيلي عليها منذ سنوات.

من هي أبو سلامة؟

ولدت شهد إسماعيل أبو سلامة في مخيم جباليا في قطاع غزة، لأسرة فلسطينية مناضلة. فوالدها، تم اعتقاله وهو ابن 19 عاما بسبب نشاطه ضد الاحتلال، وحُكم عليه بالسجن المؤبد 7 مرات، قبل أن يغادر الأسر بعد 15 عاما من الاعتقال.

وتحكي أبو سلامة كيف ولدت في أجواء الانتفاضة الأولى (1987) وعاشت الانتفاضة الثانية (2000-2004) بكل تفاصيلها، وتضيف “عشت الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على غزة والحصار بكل ما يحمله من معاناة ومآس للفلسطينيين”.

ووصلت إلى بريطانيا بعد نجاحها في الحصول على منحة لدراسة الماجستير سنة 2014 في جامعة الدراسات الشرقية والأفريقية، ثم وُفّقت سنة 2017 في الحصول على منحة للدكتوراه من جامعة “شيفيلد” وتتخصص أطروحتها في موضوع “التمثل التاريخي للفلسطينيين اللاجئين في غزة بالأفلام الوثائقية خلال المرحلة الكولونيالية، والمنتجة في بريطانيا”.

وحسب شروط المنحة كان على أبو سلامة أن تُلقي محاضرات للطلبة في تخصصها. ومع بداية هذا العام، قررت الجامعة تحويلها إلى أستاذة مشاركة تلقي المحاضرات والدروس مقابل الدفع لها، وهو القرار الذي أثار غضب اللوبي الإسرائيلي.الفيديو 01 minutes 32 seconds01:32

تجميد محاضراتها

تقول أبو سلامة إنها، وبعد أول محاضرة لها في الجامعة مباشرة، تعرضت لهجوم من إعلام اللوبي الإسرائيلي في بريطانيا، ثم فوجئت برسالة بريدية من إدارة الجامعة “مضمونها غامض وغير واضح” ومفادها أن “الجامعة تلقت شكوى حول أفكاري التي أحملها وستفتح تحقيقات في الموضوع، وإلى حين انتهاء التحقيق يتم تجميد محاضراتي”.

أما لماذا تم تجميد محاضراتها؟ فتجيب “ببساطة لأنني فلسطينية” قبل أن تضيف أن نضالها من أجل حقوق الشعب الفلسطيني لم ينطلق مع وصولها إلى بريطانيا، بل منذ نشأتها في قطاع غزة.

وتضيف أنها هدف للوبي الإسرائيلي منذ فترة طويلة، ذلك أنها تعرضت لحملة مشابهة عندما شاركت في حملة لمنع تنظيم مسابقة “يورو فيزين” (Euro Vision) بإسرائيل “حينها قمنا بإنتاج عدد من مقاطع الفيديو وكنت الوجه البارز لهذه الحملة التي انتشرت بشكل كبير في كل العالم”.

كما أنها كانت من الناشطين البارزين في حملة إغلاق مصنع أسلحة إسرائيلي في بريطانيا، وتقول “كل هذه الأنشطة جعلتني هدفا للتحريض والتشهير من الإعلام المؤيد للوبي الإسرائيلي في بريطانيا، والذي لا يراعي المعايير المهنية بل يقوم بحملة تحريض مستمرة لأنني هدف سهل، فأنا فلسطينية ولاجئة”.

مضايقات متواصلة

تقول أبو سلامة إن صحيفة “التأريخ اليهودي” (ذا جويش كرونيكل) تواصلت معها قبل صدور قرار الجامعة “وتضمن خطابها اتهامات وليس بغرض منح حق الرد، ولهذا فقد تجاهلتهم ولم أرد عليهم” مضيفة أنه تم استخراج تغريدات لها منذ سنة 2012 “حينها كنت في غزة تحت القصف والحصار، وكنت أكتب وأعبر عن معاناتي ومعاناة شعبي الذي كان تحت القصف المستمر”.

وتؤكد أن الهدف من هذه الحملة هو “إسكات كل الأصوات الفلسطينية، ولست الوحيدة التي تتعرض للتشهير من طرف وسائل إعلام تابعة للوبي الإسرائيلي، فهناك الكثير من الناشطين الذين كانوا ضحية لنفس الأمر”.

وبنبرة لا تخلو من الفخر، تقول إن حجم الدعم الذي تلقته منذ قرار الجامعة “لم أكن أتخيله أبدا” حيث تتلقى رسائل دعم من مختلف دول العالم، وتم تفعيل وسم على تويتر “لدعم شهد” “وهذا يدل على العطش الجماعي لتحقيق العدالة” على حد تعبيرها.

ومن بين الأسماء التي تدعم أبو سلامة، المؤرخان الإسرائيليان “آفي شليم” و”إيلان بابيه” وعدد من المناضلين ضد نظام الفصل العنصري بجنوب أفريقيا الذين اشتغلوا مع نيلسون مانديلا، ومنهم “أندوا فينشتاين” وهو ابن أحد الناجين من المحرقة، وعضو البرلمان الجنوب الأفريقي في عهد مانديلا.

المصدر الجزيرة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *