سياسة

بنعلي تحذر: موقع “سيدي بوبكر” بجرادة ممر خطير للهجرة السرية من وإلى الجزائر

قالت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، إن موقع “سيدي بوبكر”، بإقليم جرادة، أصبح ممرا مواتيا للهجرة غير الشرعية من وإلى الجزائر وذلك عبر الأنفاق المنجمية، الشيء الذي أصبح يشكل خطرا على الأمن العام.

جاء ذلك ضمن جواب لوزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي على سؤال كتابي للمجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، حول التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لإغلاق منجم سيدي بوبكر، بإقليم جرادة، تتوفر جريدة “العمق” على نسخة منه.

وأوضحت، بنعلي، أن منجم سيدي بوبكر، الذي يقع على بعد 32 كلم جنوب شرق مدينة وجدة بإقليم جرادة، يوجد داخل رخصة الامتياز رقم 5 الممنوحة لفائدة شركة “زليجة” للمعادن والتي توقفت رسميا عن الاستغلال المنجمي في نهاية السبعينات نتيجة نفاذ الاحتياطات الباطنية من المواد المعدنية.

وأضافت المسؤولة الحكومية، أنه في غياب تطوير اقتصاد بدیل يمكن ساكنة سيدي بوبكر من الاستفادة من مؤهلات المنطقة، وخاصة في مجالي الفلاحة والسياحة، يلجأ السكان المحليون للتنقيب والاستغلال العشوائي لما تبقى في المناجم القديمة المغلقة بالإقليم (منجم سيدي بوبكر للرصاص والزنك، ومنجم “تويسيت” للرصاص ومنجم الفحم الحجري بجرادة) كمصدر رزق.

وأشارت إلى أن هذا النشاط المنجمي غير مشروع ويزاول بأساليب محفوفة بالمخاطر وغير مؤطرة، حيث أصبح العامل بهذه المناجم معرضا للمخاطر والحوادث المميتة التي تقع بين الفينة والأخرى، مضيفة أن “المدخل الرئيسي لمنجم سيدي بوبكر والمسمى بـ”غار لهبوب” استغلالا عشوائيا بدون سند قانوني لعدة سنوات، الشيء الذي تسبب في العديد من الانهيارات الأرضية والحوادث والتي كانت بعضها مميتة”.

وأكدت بنعلي، أن “موقع سيدي بوبكر يعاني من عدم الاستقرار حيث أصبح يؤثر على جميع الأراضي المتواجدة فوق موقع المنجم من ضمنها “حي لاجيكو السكني” وكذلك بعض الأراضي الفلاحية، علما أن هذا الموقع أصبح ممرا مواتيا للهجرة الغير شرعية من وإلى الجزائر وذلك عبر الأنفاق المنجمية، الشيء الذي أصبح يشكل خطرا على الأمن العام”.

إلى ذلك، أوضحت الوزيرة، أنه تم إغلاق هذا المنجم تبعا لتوصيات الدراسة التي أنجزت لحل المشاكل التي يسيرها والتي حظيت بموافقة اللجان الإقليمية والجهوية لتتبع البرنامج التنموي الممتد ما بين 2018 و2020 لتأهيل إقليم جرادة. وتدخل هذه الدراسة، بحسب المسؤولة الحكومية، في إطار الاتفاقية الخصوصية المتعلقة بإعادة تهيئة فضاءات طرح النفايات المعدنية وتأمين المواقع المنجمية المغلقة بإقليم جرادة.

وزادت، أن تمويل هذه الدراسة قد تم في إطار البرنامج التنموي التأهيل إقليم جرادة من طرف قطاع التنمية المستدامة بمبلغ 12.5 مليون درهم والتي ستمكن، المستقبل القريب، من معرفة الحلول النهائية المتعلقة بهذا الغار (الاستغلال من جديد بطرق قانونية أو الإغلاق النهائي مع تحديد طريقة الإغلاق).

وأشارت بنعلي إلى أن وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة عملت على تنفيذ التزاماتها المدرجة في البرنامج التنموي الذي تم إعداده في سياق التفاعل الإيجابي للقطاعات الحكومية والسلطات العمومية بشأن المطالب التي رفعها سكان مدينة جرادة، لافتة إلى أنها اتخذت عدة تدابير لبلورة النموذج التنموي الجديد للإقليم.

وفي هذا الصدد، أكدت المسؤولة الحكومية، أنه تم خلق اقتصاد تعاوني في مجال العمل المنجمي بجرادة يهدف إلى إعادة النشاط المنجمي في إطار مهيكل وخلق فرص للشغل، مشيرة في هذا الإطار، إلى أن الوزارة قامت بمنح 06 رخص استثنائية لاستغلال معدن الرصاص والزنك بسيدي بوبكر وتويسيت وذلك قصد دمج العمال العشوائيين الذين كانوا يشتغلون في منجم سيدي بوبكر في إطار تعاونيات مهيكلة ومرخصة لاستغلال الرصاص والزنك بالمنطقة كما هو الشأن بالنسبة لتعاونيات الفحم الحجري بجرادة، حيث مكنت هذه العملية من استفادة العاملين بهذه التعاونيات من الانخراط في الضمان الاجتماعي والتأمين عن حوادث الشغل والذين بلغ عددهم 230 عاملا.

في السياق ذاته، أوضحت أن وزارتها قامت في إطار لجن عاملية، بتنظيم مجموعة من الدورات التحسيسية بمخاطر العمل بالمناجم وسبل الوقاية منها استفاد من خلالها عدد من تعاونيات الفحم الحجري والرصاص والزنك وذلك أساتذة معهد المعادن بتويسيت.

كما قامت لجنة مكونة من أطر ذات التخصص الجيولوجي، بالمصالح المركزية بالرباط، تضيف الوزيرة، بزيارة ميدانية خلال الفترة الممتدة من 29 يناير إلى 4 فبراير 2020 لمناطق تويسيت، وسيدي بوبكر، وراس عصفور، حيث خلصت أشغال هذه الزيارة إلى تحديد 14 موقعا يمكن الترخيص الاستغلال الرصاص والزنك بها.

ولفتت بنعلي في ردها على المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، أن وزارة الداخلية قامت بإنشاء صندوق خاص بدعم المشاريع والذي يسمح للراغبين في تغيير نشاطهم المعدني بإنشاء مقاولات يتم تمويلها وتأطيرها من طرف هذا الصندوق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *