مجتمع

دراسات علمية تؤكد صواب إلحاح السلطات وتأكيدها على تلقي الجرعة الثالثة

يتوفر المغرب على مخزون مهم وكاف من اللقاحات ضد كوفيد 19. إلا أن حوالي 5 ملايين مغربي فقط هم الذين تلقوا حتى اليوم جرعتهم الثالثة. وهي وضعية تسبب فيها انتشار الأخبار الكاذبة والإشاعات التي تروج حول عدم أهمية الجرعة الثالثة من الناحية الصحية. وقد أكدت دراسات علمية جديدة خلال هذا الأسبوع عدم صحة هذا الإشاعات، وصواب إلحاح السلطات وتأكيدها على تلقي هذه الجرعة.

تشير الإحصائيات إلى أن أزيد من 24.7 مليون مغربي تلقى الجرعة الأولى مقابل 23.1 مليون بالنسبة للجرعة الثانية. ويبقى نجاح حملة التلقيح اليوم رهينا ومشروطا بالجرعة الثالثة رغم أن متحور أوميكرون يتسبب في مضاعفات صحية أقل حدة وفي نسبة علاج بالمستشفى أقل عددا بالمقارنة مع المتحورات الأخرى لهذا الفيروس.

في 8 فبراير الماضي، كشف مثلا المركز الأوربي للوقاية من الأمراض أن اللقاح الثالث يعزز الحماية من المرض لأن المناعة تتضائل بعد مرور مدة 5 إلى 6 أشهر على تلقي اللقاح الأول. وفي 11 فبراير، أظهرت دراستان لمركز المراقبة والوقاية من الأمراض (CDC) أن تلقي الجرعة الثالثة لا يشكل خطرا، ويسمح بالحصول على وقاية عالية من الأشكال الخطيرة لكوفيد 19.

الدراسة الأولى شملت حوالي 340 ألف مريض وأظهرت أن الجرعة الثالثة تسمح بتقليص حالات العلاج بالمستشفى بنسبة 91 بالمائة، مقابل 71 بالمائة فقط بالنسبة للجرعة الثانية.

أما الدراسة الثانية، التي ركزت على انعكاسات الجرعة الثالثة، فأظهرت أن هذه الأخيرة ليست مضرة بل إنها تضمن حماية أطول من هذا الفيروس. كما أن احتمال ظهور انعكاسات جانبية تكون قليلة مقارنة مع الجرعة الثانية خاصة إذا ما تم تلقي لقاح من نفس النوع. وللإشارة فإن المغرب يتوفر على نوعين من اللقاح هما “سينوفارم” و”فايزر” ولا يتم تقديم سوى هذين النوعين خلال الجرعة الثالثة.

كخلاصة، ينصح الباحثون “بضرورة قيام من يقدمون اللقاح للمواطنين بجهود ليفسروا لهم بأن هذا الأخير يؤدي إلى ردود فعل محلية في الجسد بعد تلقي الجرعة الثالثة من نفس اللقاح، لكنها ردود فعل أقل مقارنة مع الجرعة الثانية”.

هاتان الدراستان تؤكدان إذن ما سبق أن أثبتته دراسات سابقة أمريكية وانجليزية، من أن الجرعة الثالثة تضاعف الأجسام المضادة بنسبة 10 مرات كما تزيد من قوة تفاعل هذه الأجسام مع الفيروس.

لأجل ذلك، تقوم وزارة الصحة بتذكير المواطنين، باستمرار، عبر رسائل هاتفية قصيرة بأهمية تلقي الجرعة الثالثة بغرض تقوية مناعتهم. ويشير الدكتور طيب حمضي الباحث في السياسات العمومية الصحية إلى أن “تقليص المدة بين الجرعتين الثانية والثالثة إلى شهرين يعطي مناعة أفضل، ويسمح بمواجهة أوميكرون”. ويضيف بأنه إلى جانب الإجراءات الوقائية، فإن الأشخاص الذين تلقوا 3 جرعات يكونون محميين بنسبة 75 بالمائة من الإصابة بالفيروس، وبنسبة 90 بالمائة من الأشكال الخطيرة للمرض وبالتالي من الموت.

على المستوى الميداني والعملي، ومنذ أن قرر المغرب إعادة فتح حدوده الدولية، أعلن المكتب المغربي للمطارات أن السفر إلى الخارج يبقى مشروطا بتلقي الجرعة الثالثة إذا كانت المدة الفاصلة عن تلقي الجرعة الثانية (أو الجرعة الأولى من لقاح جونسون و جونسون) تتجاوز 4 أشهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • omar
    منذ سنتين

    لماذا ما تنشروا هذه الدراسات في المجلات الدولية المتخصصة ليسفيد العالم من هذه الدراسات و لماذا تنشرونها في المواقع الشعبية. الجرعة الثالثة صنعت لمتحور ديلتا الذي فتك بالمصابين بشكل يناسب شراسته. هل دراساتكم برهنت بأن التلقيح الذي صنع لفيروس سابق يصلح لفيروس سيظهر لا ندري متى

  • said
    منذ سنتين

    واللجنة متخوفة من محاسبتهم قضائيا لهذا لا يريدون انتهاء حالة الطوارئ ولكن مافعله الأجانب ضغط على المغرب للإستجابة لقرار فرنسا كل ماتسمعونه ماهي الا تسخينا لإعلان الرجوع للحياة الطبيعية ولكن مقدروش قولوها. تلك اللجنة ومن يسيرها من وراء الستار يريدون ضرب الشعب بالشعب. الملقح بغير الملقح. وعندما سيفشلون في النهوض بالاقتصاد ومواجهة الجفاف. سيقولون الغير ملقحين كانوا هم السبب أعرف شخصا مقربا توفيت إبنته الرضيعة يوم السبت. يقول أن زوجته تلقت الجرعة الثالثة و رضعت منها الرضيعة و من ذاك اليوم و البنت تتدهور صحتها إلى أن توفيت يوم السبت الماضي. المرجوا التوضيح ؟ لماذا لا تتدخل الدولة في مثل هذه الحالات و تخرج لنا بتقرير نزيه و موضوعي