خارج الحدود

قتلى جدد بحلب بعد فشل الهدنة وتخوفات من مجازر جديدة

انهار وقف إطلاق النار في حلب وتأجل اتفاق لإجلاء المدنيين والمقاتلين، بينما أكدت المعارضة أن إيران والنظام السوري وراء إجهاض الاتفاق الذي أبرم مع روسيا بوساطة تركيا.

ودارت اشتباكات عنيفة يرافقها قصف متبادل في مدينة حلب، وذلك بعد تعليق اتفاق إجلاء المدنيين والمقاتلين من المدينة كان من المفترض أن ينفذ منذ فجر اليوم.

وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية -في شرق حلب- بقصف على الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل، واشتباكات “هائلة” مشيرا إلى سقوط ضحايا من المدنيين. بينما تحدث التلفزيون الرسمي السوري عن مقتل ستة مدنيين بقذائف للمعارضة.

وقال مراسل الجزيرة إن عدة مدنيين قتلوا وآخرين أصيبوا بجروح جراء قصف مدفعي من قبل قوات النظام والمليشيات الإيرانية استهدف أحياء المشهد والأنصاري والسكري وصلاح الدين المحاصرة جنوب حلب وغربها.

وجرت هذه المواجهات بينما احتشد نحو مئة ألف شخص من سكان حلب تمهيدا لإجلائهم من المدينة بموجب اتفاق أبرم بين المعارضة وروسيا بوساطة تركيا.

وأكد مصدر قريب من نظام دمشق وقيادي في فصيل سوري معارض تعليق الاتفاق لإجلاء المدنيين والمقاتلين من شرق حلب، وكان من المفترض أن يبدأ تطبيقه فجر الأربعاء.

وقال المصدر القريب من دمشق لوكالة الصحافة الفرنسية “علقت الحكومة السورية اتفاق الإجلاء لارتفاع عدد الراغبين بالمغادرة من ألفي مقاتل إلى عشرة آلاف شخص”.

وأضاف “تطالب دمشق أيضا بالحصول على قائمة بأسماء جميع الأشخاص المغادرين للتأكد من عدم وجود رهائن أو سجناء”.
في المقابل، أكد ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي لكتائب نور الدين الزنكي -أبرز الفصائل المعارضة بحلب- أن “الاتفاق الأساسي لم يتضمن تزويد النظام بأسماء المغادرين” من شرق المدينة.

وقال “الاتفاق بات معلقا بعد عرقلة قوات النظام والإيرانيين تحديدا تطبيقه وربطه بملفات أخرى بينها مطالب تتعلق ببلدتي الفوعة وكفريا” المواليتين للنظام والمحاصرتين من الفصائل بمحافظة إدلب (شمال غرب سوريا).

واتهم اليوسف النظام السوري والمليشيات الإيرانية بعرقلة أي خطوة تنفيذية “لأنه لم يكن لديهم أي يد في الاتفاق ولم يستشاروا” مضيفا أن “الاتفاق تم بين الثوار وروسيا”.

روسيا وتركيا

ومن جانبه، اتهم الجيش الروسي في بيان “مقاتلين متمردين” بأنهم “اغتنموا الهدنة فتجمعوا عند الفجر وحاولوا خرق مواقع القوات السورية في شمال غرب حلب” لافتا إلى استئناف قوات النظام للمعارك في شرق حلب.

أما وزارة الدفاع الروسية فقالت إن الحافلات المخصصة لإجلاء المدنيين من حلب تعرضت لإطلاق نار من قبل مسلحي المعارضة في حي صلاح الدين، وإن الجيش السوري يرد على الهجوم لتحرير المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، على حد تعبيرها.

وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريح صحفي عن أمله بانتهاء مقاومة المسلحين في غضون يومين أو ثلاثة أيام في مدينة حلب.

وقال أيضا إن روسيا فتحت ممرات إنسانية في حلب خرج عبرها عشرات الآلاف من أهالي المدينة.

وأشار الوزير الروسي إلى أن المطالب بإعلان هدنة في حلب تهدف في الحقيقة إلى تأمين استراحة للمسلحين وحصولهم على ذخائر، على حد قوله.

كما اتهم لافروف واشنطن بالتهرب بشتى الطرق لتفادي ضرب فتح الشام (النصرة سابقا).

ومن جانب آخر، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو للصحافة في أنقرة “نرى الآن أن النظام (السوري) وبعض المجموعات (الداعمة له) تحاول منع تطبيق وقف إطلاق النار” مؤكدا أنه “لم يكن بالإمكان تنفيذ عملية الإجلاء”.

بدوره قال مسؤول تركي كبير -وفق رويترز- إن الاتفاق على عمليات إجلاء المدنيين ومقاتلي المعارضة مازال قائما رغم الأنباء الواردة عن وقوع هجمات بالمدينة، لكن الاتفاق هش جدا.

وأضاف ذلك المسؤول أن أنقرة تتصرف بحذر لكنها تواصل المحادثات مع روسيا وأطراف أخرى فيما يتعلق بحلب.

المصدر : الجزيرة + وكالات