خارج الحدود

في ظل أسئلة عن مستقبل التنظيم .. داعش تختار خليفتها الثالث

بعد أزيد من شهر عن إعلان الرئيس الأمريكي عن مقتل أبو إبراهيم القرشي، خرج التنظيم الارهابي “داعش” عن صمته غير المفهوم، ليعلن عن خليفة له “مجهول”. وتباينت التحليلات عن دلالة صمت التنظيم كل تلك المدة، وعن اختيارها شخصا غير معروف قالت إن القرشي هو من اختاره من بين قلة. مما يعزز فرضيات ضعف التنظيم الداخلي مع إعلان تولية خليفته الثالث.

واعترف “داعش”، بمقتل زعيمه أبو إبراهيم القرشي، وأعلن تعيين أبو الحسن الهاشمي القرشي، خلفا له، بحسب بيان صدر الخميس.

وحسب “قناة الحرة”، قال المتحدث باسم تنظيم داعش في تسجيل صوتي “بايع أهل الحل والعقد من المجاهدين الشيخ المجاهد الجليل والسيف الثقيل أبا الحسن الهاشم القرشي حفظه الله أميرا للمؤمنين وخليفة للمسلمين”، مؤكدا مقتل زعيمه والمتحدث باسمه السابقين.

وفي الثاني من فبراير الماضي، قٌتل أبو ابراهيم القرشي، بعد أن فجر نفسه، إثر عملية نفّذتها القوات الخاصة الأميركية في بلدة أطمة شمالي سوريا، حسب نفس المصدر.

والقرشي، الذي اعترف التنظيم بمقتله، هو أحد مؤسّسي التنظيم الجهادي ومن كبار منظّريه العقائديين، وقد تولى زعامة التنظيم خلفا لأبي بكر البغدادي الذي قتلته القوات الأميركية في سوريا أيضا.

وكانت الولايات المتحدة رصدت في أغسطس 2019 مكافأة مالية تصل قيمتها إلى خمسة ملايين دولار، ضاعفت قيمتها لاحقاً إلى عشرة ملايين، مقابل أي معلومة تقودها إليه.

 

من هو “القرشي” الجديد؟

الإعلان عن مقتل الخليفة الثاني للتنظيم وإعلان الخليفة الثالث هو أول تعليق رسمي من الجماعة المتشددة بعد أزيد من شهر بشأن مقتل زعيمها أبو إبراهيم الهاشمي القرشي منذ أن قال مسؤولون أميركيون إنه فجر نفسه مع أفراد من عائلته بينما داهمت القوات الأميركية مخبأه في بلدة أطمة شمال غرب سوريا، بالقرب من الحدود مع تركيا، في 3 فبراير الماضي، حسب “قناة الحرة”.

“الخليفة” الجديد للتنظيم المتطرف يدعى أبو الحسن الهاشمي القرشي، وفقا لما أعلنه المتحدث باسم التنظيم، أبو عمر المهاجر، في رسالة صوتية نُشرت الخميس.

لا توجد معلومات وافية عن الخليفة الجديد المزعوم كما أنه ليس من المعروف ما إذا كان عراقيا مثل سابقيه أبو بكر البغدادي وأبو إبراهيم القرشي.

لكن المهاجر ذكر أن زعيم التنظيم المقتول اختار أبو الحسن القرشي ليكون خليفة له في حال مقتله.

ولا يعتقد أن أيا من القرشي له صلة قرابة بالأخر، وفقا لوكالة أسوشيتد برس. فـ”القرشي” ليس اسمهم الحقيقي، ولكنه نسبة إلى قريش، وهي اسم القبيلة التي ينتمي إليها النبي محمد (ص).

ويزعم تنظيم الدولة الإسلامية أن قادته ينحدرون من هذه القبيلة وأن “القرشي” جزء من الاسم الحركي لزعيم داعش.

الزعيم الجديد، وهو الثالث منذ نشأة التنظيم المتطرف، غير معروف نسبيا ولم يكشف التسجيل الصوتي تفاصيل حوله.

وقال الباحث في “كينغز كوليدج” بلندن والمتخصص في دراسة الحركات الجهادية “توري هامينغ” لوكالة فرانس برس “ببساطة، لا نعرف هويته”.

ورأى “كولين كلارك”، مدير الأبحاث في مركز صوفان، وهو مؤسسة فكرية مقرها نيويورك، أن تنظيم “داعش” اختار “مجهولا لأن عدد المرشحين للمنصب تقلص إلى حد كبير”.

لكنه أضاف أن “الأمير الجديد يجب أن يكون شخصا يمكنه إعطاء زخم… للجماعة”.

وقال داميان فيريه، مؤسس وكالة جهاد أناليتيكس المتخصصة في تحليل الأنشطة الجهادية حول العالم وفي الفضاء الإلكتروني، إن سلف أبو إبراهيم فعل الشيء نفسه.

وقال فيريه لوكالة فرانس برس إن “البغدادي اقترح على مجلس الشورى أن يكون خلفه أبو حمزة ووافق المجلس على هذا الاختيار”.

وأضاف “أعتقد أن الأمر نفسه تكرر، وأن هذا الاختيار تم في وقت مبكر لتجنب زعزعة استقرار الجماعة”.

ويتولى أبو الحسن الهاشمي القرشي زمام القيادة في وقت أضعِفت الجماعة بسبب الهجمات المتتالية التي تدعمها الولايات المتحدة في العراق وسوريا لإحباط عودة الجهاديين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *