منتدى العمق

رسالة شكر إلى معالي الحمار

بعد التحية والسلام معالي السيد الحمار المحترم.

أشكرك على صبرك الجميل وتفانيك في العمل بإخلاص وبنية صادقة قلّ نظيرها، حيث تتحمل قساوة البشر وتقوم بأعمال شاقة لأجلنا وتحرص حرصا شديدا على قضاء مصالحنا ومآربنا دون غش.

سيدي معالي الحمار المحترم.

أقر وأعترف أننا نقسو عليك ونتهمك بالكسل والغش والبلادة في أغلب الأحيان، ولا نوفيك حقك، والحقيقة عكس ذلك تماما، فنحن نعلم أنك تقوم بأقصى ما في وسعك، وباقي الحمير والحمارات الحسناوات اللواتي يعملن إلى جانبك، في الحظيرة، وفي الغابة.

وقد علمت سيدي معالي الحمار المحترم أنك طردت حمارة كانت متزوجة من حمار أشهب، وخانته مع حمار أبيض وتزوجها الأخير، فشكرا على هذه الالتفاتة الحسنة والصرامة وتطبيق شريعتكم الغابوية.

في الحقيقة أكون سعيدا وفي غاية الفرح وقمة السعادة، لما أكون أتفرج على التلفاز، وأراكم في الإسطبل تناقشون مشاكل بعض الحمير/ات وباقي الحيوانات “اللهم لا حسد”، أشفق عليكم وعلى حالكم، أفكر مع نفسي وأقول لها: “أيتها النفس الأمارة بالسوء أنظري إلى هذا الإسطبل المنظم والجميل والذي يتوفر على جميع ظروف الراحة من مكان مخصص للعلف والماء والمراحيض المناسبة للسادة الحمير/ات الذين يرهقون أنفسهم ويحملون على أكتافهم علفا سمينا إلى الخارج. أقصد أثقال وهموم بعض الحمير وباقي الحيوانات التي تتفرج وتصفق من بعيد (واخة ما فاهمة تا لعبة) وفرحة سعيدة بالتنابز بالألقاب بينهم داخل الإسطبل (وتضحك)”.
سيدي، معالي الحمار المحترم.

إنني أوبخ نفسي الشريرة، وبعض الأحيان أسبها إرضاء ووفاء لكم وفي غيابكم طبعا ودائما، فنفسي الأمارة بالسوء، اللعينة، التي توسوس لي شرا، فأحاول هدايتها وأقول لها: “أنظري كيف يتعايش الحمير، والذئاب، والكلاب، والتماسيح، والغزلان، والخيول، والبغال، والضباع في سلام وحب وفي إسطبل وبيت واحد، وأخاطبها: “شاهدي كيف تناقش الحيوانات في الغابة توزيع العلف بينها بكل شفافية ونزاهة مطلوبتين” ونفسي لا تطاوعني وتوسوس لي أنهم يدرسون مكيدة في الخفاء بينهم والغزلان ستكون فريسة التماسيح لا محالة.
سيدي، معالي الحمار المحترم.

فعلا أشفق على حالكم معالي الحمار، عندما “تحرنطون” وتناقشون مشاريع وقوانين لم ولن تر النور أبدا في غابتكم أو حضوركم، حقا أشفق على حالكم عندما ينبح كلب أو كلبة وتخلق جلبة وضوضاء داخل إسطبلكم وحظيرتكم الكريمة وترمون لهما عظما “يكددونه”، أشفق على حالكم عندما أرى تمساحا يمضغ قانونا بين أسنانه ولا حيوان يموء أو ينبح أو يعوي، أو يصهل، أو “يحرنط” ليحرك ساكنا، أشفق على حالكم عندما أرى ضبعا يجثث “جيفة” من ميزانية كانت مخصصة علفا وشعيرا…، أشفق على حالكم معالي الحمار.
سيدي، معالي الحمار المحترم.

أشفق على حالكم وأنا أشاهد بأم عيني حيوانات تنتهك دستور غابتكم، وإسطبلكم الذي تناقشون فيه مشاكل حميركم وباقي الحيوانات. كما لا أنكر أنكم معالي الحمار المحترم تساهم في حمل وجلب الماء لنا من العيون البعيدة متسلقا الشعاب والجبال الوعرة، وتنقل آباءنا وبناتنا إلى المدرسة ليتعلموا ويدرسوا، لك أفضال علينا كثيرة لا تعد ولا تحصى ولا ننكرها سيدي، معالي الحمار المحترم.
طال سباتكم يا معشر الحمير؟ دمتم في خدمة الحمير/ات معالي السيد الحمار المحترم.