منتدى العمق

ندوة وطنية في مشروع الخبير التربوي أحمد أوزي

نظّمت شعبة اللغات بمركز تكوين مفتشي التعليم بالرباطندوة وطنية في موضوع: “نحو تجديد استراتيجيات التعليم والتعلم وبناء مهارات القرن الحادي والعشرين قراءات في المنجز العلمي للدكتور أحمد أوزي”، وذلك يوم الأربعاء 9 مارس 2022 ابتداء من الساعة العاشرة صباحابقاعة المحاضرات بمركز  تكوين مفتشي التعليم بالرباط، وقد افتُتحت الندوة الوطنية بكلمة السيدة الدكتورة نادية بوضاض (مديرة مركز تكوين مفتشي التعليم) التي رحبت بضيوف الندوة، وأشادت بالجهود التنظيمية لطلبة شعبة اللغات، ونوّهت بأهمية موضوع الندوة  بالنظر إلى المكانة الوازنة التي يحظى بها الدكتور أحمد أوزي في حقل الدراسات النفسية والتربوية بالعالم العربي وبالمغرب، وبالنظر كذلك إلى إسهاماته العلمية الكثيرة ومؤلفاته العديدة التي امتدت لسنوات طويلة في حقول معرفية متنوعة،كما أشادت السيدة المديرة بالمجهودات التي تبذلها الدكتورة  فاطمة حسيني رئيسة شعبة اللغات في سبيل تنظيم مختلف الندوات والفعاليات التي من شأنها تجويد التكوين بالمركز، واستغلت السيدة المديرة المناسبة لترحب بكل المبادرات التي تتقدم بها الطالبات والطلبة المفتشين لتنظيم الندوات و التظاهرات الثقافية داخل المركز.

أما الأستاذة الدكتورة فاطمة حسيني، رئيسة شعبة اللغات بمركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط ورئيسة الجلستين العلميتين، فقد ركزت  في كلمتها على السياق العام للندوة،والتي تأتي في سياق تنويع آليات  التكوين، وتمكين الطالبات والطلبة المفتشين من الاطلاع على المشاريع التربوية الرائدة وطنيا وإقليميا، ومنها مشروع الخبير الدولي في المجال التربوي الدكتور أحمد أوزي، والاغتراف من خبرته وتجاربه ومن منجزه العلمي، وكذا المساهمة في وعي مفتش المستقبل بالقضايا التربوية التي تنضح بها المدرسة المغربية ومحاولة النظر إليها برؤية علمية معاصرة مبنية على خبرة الواقع واستشراف المستقبل وهذا ما تنماز به مؤلفات الأستاذ أحمد أوزي الذي اهتم بالقضايا التربوية الوطنية وحاول معالجتها من منظور علم النفس المعرفي؛ كما انفتح على المستجدات العالمية في مجال التربية؛ كما ألحت الدكتورة فاطمة حسيني على ضرورة التسلح بالوعي العلمي بالاستراتيجيات التربوية الجديدة .

وقدم الطالب المفتش عادل المنوني(من شعبة اللغة العربية)كلمةباسم طالبات وطلبة المركز، استهلها بتهنئة المرأة بعيدها الأممي المحتفى به (يوم 08 مارس 2022)، ليقدم بعد ذلك كلمة شكر للسيدة مديرة المركز وللسيدة رئيسة شعبة اللغات على دعمهما ومساهمتهما في تنظيم هذه الندوة، كما توجه بالشكر إلى الطلبة المشاركين في الندوة، والطالبات والطلبة المفتشين وعموم الحاضرين.

واستعرض الطالب المفتش محمد لحرير(من شعبة اللغة العربية) مسارات الدكتور أحمد أوزي من خلال ورقة تعريفية به، ذَكَّر فيها بالمسار الفكري والأكاديمي للباحث، وأهم إنجازاته العلمية في المجال التربوي، وكذا مساهماته المختلفة مع منظمات دولية وإقليمية ووطنية.

وبعد الانتهاء من الكلمات الافتتاحية والترحيبية للندوة، انطلقت أشغال الجلسة العلمية الأولى برئاسة الأستاذة الدكتورة فاطمة حسيني، وقد تضمنت هذه الجلسة ثلاث مداخلات للطلبة المفتشين من شعبة اللغة العربية، استهلها عبد الواحد عبدوني بمداخلة بعنوان: التعليم والتعلم بمقاربة الذكاءات المتعددة: نحو براديغمبيداغوجي جديد،افتتحها بتمهيدقدم فيه الخطوط العريضة لمداخلته؛ ثم عرف بمشروع الدكتور أحمد أوزي ذاكرا أهم لبناته، لينتقل بعد ذلك إلى جرد محتويات كتاب التعليم والتعلم بمقاربة الذكاءات المتعددة، مشيرا إلى موقع هذا الكتاب ضمن مشروع الباحث؛ ثم عرج الطالب المفتش على السياق العام و السياق الخاصللكتاب، وكذا المفاهيم والسياق الثقافي؛ ثم غاص بنا الباحث في نظرية الذكاءات المتعددة فبسط القول في ظروف نشأتها، وأهم أسسها العلمية وأبعادها الإجرائية، وكذا أهم الانتقادات الموجهة لهذه النظرية دون أن يغفل الباحث التساؤل عن إمكانات تنزيل النظرية في الممارسة البيداغوجية والمدرسية؛ وختم الطالب المفتش عبدوني مداخلته بتسع خلاصات تحفز على الاقبال على هذه النظرية والوعي بها وتجريبها في الممارسة.

أما المداخلة الثانية فقد قدمها الطالب المفتش علي بوزيان تحت عنوان: قراءة في كتاب بيداغوجيا فعالة ومجددة، مهارات القرن الحادي والعشرين،قدم لها بسؤال ما الذي يحتاجه التربويون لتأهيل المتعلمين لهذا المجتمع الجديد؟ ليتوقف بعد ذلك عند قراءة في عنوان الكتاب:بيداغوجية فعالة ومجددة، كفايات التعليم والتعلم للقرن الحادي والعشرين، ليخلص إلى أن الباحث اختار عنوانا يجمع بين شقين متكاملين (بيداغوجية فعالة ومجددة / كفايات التعليم والتعلم للقرن الحادي والعشرين)، ثم حدد إشكالية الكتاب في البحث عن سبل الارتقاء بالمدرسة المغربية، ليتوقف بعد ذلك عندفصول الكتاب التسعة ويشير  بتفصيل إلى قضية كل فصل، ليختم مداخلته بالمرجعية النظرية للكتاب .

وبخصوص المداخلة الثالثة للطالب المفتش أحمد أمين، فقد اختار لها موضوع ” قراءة في كتاب: بيداغوجية الفصل المقلوب بوابة لإشراك المتعلمين وممارسة التعليم عن بعدللدكتور أحمد أوزي”استهلها بنبذة عن الكتاب وفصوله الثلاثة، وأشار إلى السياق العالمي العام، والسياق المغربي الخاص، ليقدم بعد ذلك تعريف الباحث لبيداغوجية الفصل المقلوب ؛ ليتوقف بعدها عندنشأة هذه البيداغوجية وأهم النماذج والتجارب المشهورة في توظيف بيداغوجية الفصل المقلوب (تجربة بربارا والفورد وفيرجينيا جونسون،مورين لاج وجليت بلات Platt  ومايكل Treglia)؛دون أن يغفل الوقوف عند فلسفة بيداغوجيةالفصل المقلوب ومقارنة بين خصائص الفصل التقليدي وخصائص الفصل المقلوب، و كذا طرق تطبيقهذه البيداغوجياومزاياهاو قيمتها التعليمية علاوة على علاقاتها بطرق وبيداغوجيات حديثة أخرى،ولم تفته الفرصة ليشير إلى عوامل سوء فهم بيداغوجية الفصل المقلوب،وكذاالنظام البيداغوجي للفصل المقلوب و النظام الديدكتيكي للفصل المقلوب،زيادة على العناصر الأساسية في الفصل المقلوب، سواء في القسم أو في البيت، وذكر بشروط يراها ضروريةفي المدرس لتبني  بيداغوجيا الفصل المقلوب، وقدمالخطوات الست لتنفيذالفصل المقلوب، وتقييم  المدرسين لهذه البيداغوجية بعد توظيفها وممارستها صفيا والتقويم في الفصل المقلوب، ليختم مداخلته بإيراد مجموعة من  سلبيات هذه البيداغوجيا وإيجابياتها.

وبعد الانتهاء من المداخلة الثالثة في هذه الجلسة العلمية الأولى، تدخلت الدكتورة فاطمة حسيني رئيسة الجلسة العلمية مؤكدة ما ورد في المداخلات وموضحة بعض القضايا والنقط التي يرتكز عليها مشروع أحمد أوزي، ثم فتحت باب المناقشة للحضور، فاستجاب الحاضرون لذلك بفعالية و إثارة أسئلة نابعة من صميم التجربة الميدانية في الفصول الدراسية، ومن استشراف لمستقبل المدرسة والممارسات التربوية المختلفة ، ثم ختمت المناقشة بردود المشاركين في الندوة وتفاعلهم الإيجابي مع أسئلة المتدخلين.

بعد انتهاء الجلسة العلمية الأولى، انتقلت رئيسة الجلسة العلمية الدكتورة فاطمة حسيني إلى إعطاء انطلاقة أشغال الجلسة العلمية الثانية فكانت بدايتها من مداخلة للطالبة المفتشة السعدية العروبي من (شعبة اللغة العربية) في موضوع : “قراءة في كتاب: المراهق والعلاقات المدرسية للدكتور أحمد أوزي: تحديات التعامل مع المراهق في زمن الرقمنة” فافتتحت مداخلتها بالإشارة إلى سياق التفكير في المراهقة من منظور تربوي، ثم  قدمت بطاقة تعريفية للكتاب موضوع المداخلة، وتوقفت عند دراسة لعتبات الكتاب، وألحت على أهميته العلمية والأكاديمية، لتقدم للحاضرين ملخصا مركزا لمتن الكتاب وأهم القضايا التي تناولها، لتعود بعد ذلك إلى التفصيل في موضوع المراهقة من حيث الأهمية والتعريف، ثم تناولت أهم الأدوار التي يجب أن تضطلع بها المدرسة اليوم قبل أن تثير سؤالا راهنياحول الإشكالات المرتبطة بالمراهقة في ظل زمن الرقمنة.

أما المداخلة الثانية للطالبة المفتشة : حبيبة عبو(من السلك الابتدائي)، فكانت في موضوع : كـفـايــات الـقــرن الـواحــد والـعـشـــريـن والـمـنـهـــاج الـدراســي : الـسـلــك الابـتـدائــي نـمــوذجا” وقد انطلقت في مداخلتها من السؤال : ما أنواع المهارات والمواهب التي ينبغي اكتسابها لمجابهة تحديات التعليم في الحاضر والمستقبل، وما الكفاءات التي ينبغي على المتعلمين تملكها؟، لتنتقل بعدها إلى جرد دواعي ودوافع تبني كفايات القرن الواحد والعشرين، و توقفت عند التعريف والتصنيفات المختلفة لكفايات القرن الواحد والعشرين، ثمالموضوعات التي تدرس من خلالها مهارات القرن الواحد والعشرين، لتنفتح بعد ذلك علىتطوير المناهج وأهمية إدماج كفايات القرن الواحد والعشرينمن خلال النظر في وثيقة المنهاج الدراسي للتعليم الابتدائي ، لتخلص في نهاية مداخلتها إلى تقديم مجموعة من المقترحات والتوصيات.

توقفت المداخلة الثالثة للطالب المفتش صالح نديم(من السلك الابتدائي) عند  : تحديات بناء مهارات القرن الحادي والعشرين بالمدرسة المغربية، العائق اللغوي أنموذجا، فتناول فيها اللغة ومهارات القرن 21 ، وأثار إشكال وضع اللغة العربيةبالمدرسة المغربية وتأثيره على بناء مهارات القرن 21، ثم دعا إلى تجديد الدرس اللغوي بالمدرسة، وكذا تجديد السياسة اللغوية، بل وتجديد التربية اللغوية.

وبعد انتهاء أشغال الجلسة العلمية الثانية، عبر الدكتور أحمد أوزي عن سعادته بأشغال الندوة الوطنية ونوه بالمشاركين والمنظمين، وتوقف عند بعض القضايا المثارة في النقاش وفي بعض مؤلفاته، وأوضح بعض الحيثيات والتفاصيل المرتبطة بتأليف بعض كتبه، ككتاب الفصل المقلوب الذي جاء تأليفه قبل جائحة كورونا وهو يشير إلى التعليم عن بعد قبل أن يكون نمطا تعليميا بديلا أيام الجائحة، وألح الباحث على أن الزمن الحالي هو زمن الذكاءات المتعددة والتي يجب على المدرسة أن تكون على وعي بهذه الذكاءات وتسعى إلى تنميتها بدل التعويل على الذكاء الواحد وإقصاء باقي الأنواع.

وقبل نهاية أشغال الندوة قدمت للدكتور أحمد أوزي هدية عبارة عن بورتريه أبدعته أنامل الطالب المفتش صالح نديم، كما قدمت له السيدة مديرة المركزشهادة تقديرية، وقدمت له الأستاذة فاطمة حسيني ذرعا تذكاريا باسم الطلبة المفتشين، وتم توزيع الشهادات على المشاركين في الندوة.

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *