خارج الحدود

الحب لا يدخل السجن.. مؤسس “ويكيليكس” يدخل القفص الذهبي تحت حراسة مشددة

يدخل الأشخاص السجن ولا يدخله الحب أبدا. وهذه الحقيقة أعادها إلى واجهة الأحداث أحد أكثر الوجوه تأثيرا في مجال التسريبات السرية عبر تاريخها الطويل، وأحد أكثر المطلوبين للعدالة الأمريكية اليوم.

وعلى غرار الفيلم المصري الشهير “حب في الزنزانة”، يتزوج جوليان أسانج، مؤسس موقع “ويكيليكس”، صديقته ستيلا موريس، داخل سجن يخضع لحراسة مشددة في جنوب شرق لندن، الأربعاء، في حفل صغير سيحضره 4 ضيوف وشاهدان رسميان وحارسان أمنيان، حسب سكاي نيوز عربية.

وأسانج مطلوب لدى السلطات الأميركية لمحاكمته في 18 تهمة، تتعلق بكشف “ويكيليكس” عن مجموعات ضخمة من السجلات العسكرية الأميركية السرية والبرقيات الدبلوماسية.

والرجل البالغ من العمر 50 عاما، الذي ينفي ارتكاب أي مخالفات، محتجز في سجن بيلمارش منذ عام 2019، وكان قبلها متحصنا في سفارة الإكوادور في لندن لمدة 7 سنوات.

حب وأطفال ثم زواج

وأثناء إقامته في سفارة الإكوادور، أنجب أسانج طفلين من موريس، المحامية التي تصغره بأكثر من 10 سنوات، علما أنه التقى بها عام 2011 عندما بدأت العمل ضمن فريقه القانوني، وبدأت علاقتهما عام 2015.

ويقام الحفل خلال ساعات الزيارة في السجن، الذي شهد قضاء بعض أعتى المجرمين في بريطانيا فترة العقوبة فيه، ومن بينهم قاتل الأطفال إيان هنتلي.

وفستان زفاف موريس والإزار الاسكتلندي المعروف الذي سيرتديه أسانج، في إشارة لارتباط عائلته باسكتلندا، من تصميم مصممة الأزياء البريطانية فيفيان ويستوود، التي سبق لها قادت حملة مناهضة لتسليمه

ورُفض هذا الشهر منح أسانج الإذن بالاستئناف أمام المحكمة العليا البريطانية، على قرار تسليمه للولايات المتحدة، لكن لا يزال بإمكانه الطعن في أي قرار تتخذه الحكومة بالموافقة على تسليمه.

مهنة التسريبات الساخنة

جوليان أسانج صحفي وناشط ومبرمج أسترالي، أسس موقع ويكيليكس ويرأس تحريره. حاصل على العديد من الجوائز الصحافية والحقوقية منها جائزة من منظمة العفو الدولية في 2009، ومرشح لجائزة نوبل للسلام عام 2019.

كان أسانج هاكر عندما كان مراهقا، ثم مبرمج كمبيوتر قبل أن يصبح معروفاً لعمله مع ويكيليكس، وجعل ظهوره العلني في جميع أنحاء العالم للتحدث عن حرية الصحافة، والرقابة، والصحافة الاستقصائية.

أصبحت ويكيليكس معروفة عالمياً في عام 2010 عندما بدأ في نشر وثائق عسكرية ودبلوماسية عن الولايات المتحدة بمساعدة من شركائها في وسائل الإعلام. ومنذ ذلك الحين تم اعتقال تشيلسي مانينغ للاشتباه في توريدها الكابلات إلى ويكيليكس. ورد وثائق سلاح الجو الاميركي أن العسكريين الذين يجرون اتصالات مع ويكيليكس أو “مؤيدي ويكيليكس” معرضون لخطر اتهامه ب “التواصل مع العدو”، ووزارة العدل في الولايات المتحدة نظرت في مقاضاة أسانج لعدة الجرائم. خلال محاكمة مانينغ قدم ممثلو الادعاء أدلة يدعون أن مانينغ وأسانج تعاونوا لسرقة ونشر وثائق عسكرية ودبلوماسية عن الولايات المتحدة منذ نوفمبر 2010.

الاعتقال

اعتقلت الشرطة البريطانية أسانج داخل السفارة الإكوادورية يوم 11 أبريل عام 2019 بعدما قام السفير الإكوادوري في بريطانيا بدعوتها وسمح لها بالدخول إلى المبنى.

في 1 مايو 2019 حكم القضاء البريطاني بالسجن 50 أسبوعاً على مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج لانتهاكه شروط الإفراج المؤقت عنه.

قصة ويكيليكس

عام 2006، أسس أسانج موقع ويكيليكس، والذي يزعم أنه “يهدف إلى نشر الأخبار والمعلومات المهمة إلى الجمهور من خلال نشر وثائق سرية، لا سيما حول الحرب الأمريكية في أفغانستان والعراق”.  ويقبل الموقع غير الهادف للربح “إخباريات من مصادر مختلفة،” وهناك لجنة مراجعة تستعرض ما يرد من وثائق وتقرر النشر من عدمه، ووفقاً لما قاله أسانج لصحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد»، فإن الموقع أصدر أكثر من مليون وثيقة سرية، وهو رقم أكثر بكثير مما نشرته الصحافة حول العالم.

ووفقاً للرجل فإن ذلك شيء مخز، وهو أن يتمكن فريق من خمسة أشخاص من أن يكشف للعالم كل تلك المعلومات التي عجزت الصحافة العالمية عن كشف ربعها على مدار عشرات السنين. وقد أصبح ويكيليكس، أحد أهم المواقع التي يزورها أولئك الباحثون عن طرق جديدة لعرض المعلومات السرية أمام العامة، عوضاً عن الأسلوب التقليدي.[36] وقد حظي الموقع باهتمام كبير، بعد نشره عدة تقارير، من بينها تقرير مصور يظهر طائرة هليكوبتر أمريكية وهي تهاجم مجموعة من العراقيين المدنيين وتقتلهم، وكان من بينهم صحفيان لرويترز.

قضية تسليمه للولايات المتحدة ما تزال متفاعلة

قضت غرفة الاستئناف بمحكمة لندن العليا الجمعة 10 ديسمبر 2021، بإلغاء الحكم السابق الصادر برفض تسليم جوليان أسانج مؤسس “ويكيليكس” إلى الولايات المتحدة التي تريد محاكمته على تسريبه كمية هائلة من الوثائق السرية. وقال القاضي تيم هولرويد إن المحكمة “توافق على الاستئناف” الذي تقدمت به الولايات المتحدة، ما يعني أن قرار محكمة البداية ألغي، وأن على القضاء البريطاني أن يبت من جديد في طلب السلطات الأمريكية تسليمها أسانج. وحسب قضاة المحكمة العليا، فإن قرارهم الجديد ينبني على التعهدات الرسمية التي قدمتها الولايات المتحدة للحفاظ على السلامة النفسية لأسانج.

يذكر أن القاضية فانيسا باريتسر عارضت منذ نحو عام تسليم أسانج للسلطات الأمريكية، مشيرة إلى احتمال اقدامه على الانتحار في حال تسليمه.

وقدمت الولايات المتحدة 4 ضمانات، لتأكيد أنها لن تتخذ أية إجراءات تضع السلامة العقلية والنفسية لأسانج في موضع خطر، أولها أن مؤسس ويكيليكس لن يخضع للحبس الانفرادي سواء خلال محاكمته أو بعدها، ولن يتم احتجازه بسجن ” إيه دي إكس سوبرماكس” شديد الحراسة بمدينة فلورانس في ولاية كولورادو، وفيه يتم احتجاز أخطر المطلوبين للولايات المتحدة. كما أكد محامو الولايات المتحدة أن أسانج سيسمح له بالانتقال إلى أستراليا لقضاء أية عقوبة قد يُحكم بها، وأن يكون السجن قريبا من المدينة التي يختارها. وشكك هؤلاء المحامون في جدية المرض النفسي لأسانج، وكذلك اعتباره خطيرا بما يكفي لمنع تسليمه.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *