أخبار الساعة

بدءا باعتبارها فرصة لتقوية العلاقات بينكما ..إليك نصائح علماء النفس في حل المشكلات مع الزوج

لا تخل علاقة زوجية من خلافات، وهذه الخلافات يعتبرها العلماء في حدود معينة فرصة تتعزز من خلالها تلك العلاقات الزوجية من جديد. ويعتبرون خلو علاقات زوجية من أي خلافات علامة غير صحية.

وما تنشره الأفلام والروايات عن علاقات زوجية مثالية لا خلافات فيها، لم يثبت في التاريخ أنها كانت موجودة إلا في الخيال، وبالعكس فالتاريخ دون حضور تلك الاختلافات حتى في أسر الأنبياء وعظماء الفكر وكبار المثقفين.

وإذا كُنتَ من الذين يبحثون عن علاقة زوجية لا خلافات فيها، أو تجعل من وجود خلافات زوجية عنوان فشل زواجك، فاعلم أنك تطلب أمرا غير طبيعي ومستحيل.

وفي المقابل فإنّ استمرار العلاقة الزوجية في حالة توتّر دائم وخلافات حادّة ومشكلات متواصلة هو مؤشّر غير صحّي أيضًا. مما يتطلب نظرة صحية وواقعية إلى الموضوع.

ولذلك ينصح علماء النفس والمعالجون النفسيون المختصّون بالعلاقات الزوجية بأن يتعلّم الأزواج كيف يُديرون خلافاتهم ومهارات حلّ المشكلات، بل ويعتبرون الخلافات الزوجية فرصة لتقوية العلاقة مع زوجك أو زوجتك وتعميق ارتباطكما العاطفي والوجداني إذا تمكّنتم من تجاوزها بطريقة واعية وناضجة، حسب الجزيرة نت.

وإذا كُنتَ تُعاني من مشكلات مع زوجك أو زوجتك، ندعوك في التقرير التالي، حسب نفس المصدر، إلى التعرف على أهمّ الخطوات والتقنيات التي ستُساعدك على حلّ مشكلاتك الزوجية واستعادة العافية والحبّ مع زوجكِ أو زوجتِك.

ماذا أفعل كي أحافظ على زوجي وزواجي؟

إليك 8 خطوات يقترحها خبراء العلاقات الزوجية لتحقيق ذلك:

  • أولا: اقتطع بضع ساعات بشكل دوري لتصفية كل شعور سلبي

يحذر المعالج، ميجان كاستون، من الخلافات النابعة من نقص التواصل، والتوقعات التي بناها الزوجان تجاه بعضهما دون التعبير عنها وعن احتياجاتهما، ليرى أنه من المهم التحدث مبكرا قبل أن يتراكم الاستياء والغضب. وعلى الرغم من أن رأي كاستون قد لا يبدو وكأنه أكثر الطقوس رومانسية، فإنه يقترح تحديد “اجتماع عمل للزواج”، حيث يتطرق الشريكان فيه إلى كل شيء.

 

بعض الأزواج يحددون باستمرار موعدا لمعالجة مخاوف العلاقة، بدلا من طرح الصعوبات والأمور التي تحتاج إلى تحسين بشكل عشوائي، فوجدوا أنه من المفيد استثمار حوالي ساعة على أساس أسبوعي أو شهري لحل مجالات الخلاف، ما جعل الأزواج يتطلعون إلى قدوم الوقت المتفق عليه، لأنهم يعرفون أنهم فيه سيحظون بكامل باهتمام شريكهم.

  • ثانيا: احترس من الطريقة التي تبدأ بها الجدل

يخبرنا مدرب العلاقات المعتمد ومؤسس تطبيق استشارات الزواج “Lasting” ستيفن دزيدزيتش أن الطريقة التي تبدأ بها المحادثات تؤثر بشكل كبير على مجرى الحديث. فالأزواج في العلاقات الصحية قد يكونون متعبين، أو جائعين، وربما لا يشعرون بأنهم على ما يرام، أو أنهم شاردون، أو يسيئون الفهم مثلنا تماما. هنا يبزغ الضيق وتحضر المشكلات، لذا امنح نفسك برهة للتفكير، هل أضع شريكي في موقف هجومي عندما أتحدث عن المشكلات أم أتراجع أحيانا تاركا له فسحة للتعبير؟

يشرح ستيفن الطريقة التي تبدأ بها الحوار في ثلاثة أجزاء: نبرة صوتك، ومستواه، والكلمات التي تتلفظ بها. إذا استشعر الطرف الآخر القسوة في إحداها، فمن المحتمل أن تأخذ المحادثة منحنى عدائيا.

  • ثالثا: لا تُقاطع الآخر أثناء حديثه وإفصاحه، وابدأ بإبرام اتفاق حول عدم المقاطعة

تعتبر المقاطعة أثناء الحديث سببا رئيسيا لزيادة المشاحنات وتفاقم المشكلات، لذا يقترح تشابمان أن يتفق الطرفان على حد زمني يلتزم به الشريك في مشاركة أفكاره ومشاعره. يساعد تعيين فترة محددة للحديث على التركيز على الاستماع، عوضا عن صم الأذنين وصب كامل الانتباه إلى الداخل، فالآن بات هذا الشريك على علم بأنه سيحين دوره في النقاش، ومن ثَم لم يعد مضطرا للمقاطعة لتوضيح نقطة أو الطعن في صحة أخرى.

إذا واجه الزوجان مشكلة عويصة تحتاج التعامل معها، ليبدأ بالاتفاق. لاحظ الدكتور جوتمان أن الأزواج الناجحين الذين ظلوا معا لفترة طويلة يتقنون اللطف، يقدمون القضايا بطريقة ودية من خلال عدم البدء بالنقد مطلقا. لذا يعد البدء بالاتفاق هو أفضل طريقة لتجنب الجدال وبدء المناقشة. ابحث عن شيء يمكنك الاتفاق عليه، وابدأ من هناك.

  • رابعا: اخلق مناخا من المحبة وعبّر عن فضولك

في خضم الشجار، حاول أن تنظر إلى العالم من خلال عيون من تحب، اجتهد لفهم كيفية رؤيته للمشكلة وما يشعر به ثم اطرح أسئلة للتوضيح، كما يوصي الدكتور غاري تشابمان، مستشار الزواج، إذ يقول إنه بمجرد أن تفهم حجة شريكك، ينصح بقول شيء على شاكلة: “أعتقد أنني أفهم ما تقوله، وما تشعر به، وهذا منطقي للغاية”. هذه الجملة كفيلة بإعلان صداقتك وسحق العداوة التي خلقت مناخا مشحونا بالتوتر.

فمن النادر جدا أن تشعر بأنك مسموع ومفهوم حقا، لهذا ينصح الأزواج بطرح أسئلة تُظهر أيضا أنهم يحاولون فهم شريكهم بشكل حثيث، كأن يقول: “أخبرني المزيد”، و”لم أفهم الأمر بعد، لكن من فضلك استمر”. القيام بذلك يساعد المستمع على تنمية التعاطف، ويمكّن المتحدث من الشعور بأنه مسموع.

  • خامسا: توصل إلى الجذور العاطفية للخلاف، واقتلعها

تدبر ما وراء الجدل، اجلس مع شريكك (أو دوّن في مفكرتك)، وراجع جميع الحجج التي أثرتها مؤخرا أو أي مشكلات كبيرة انبثقت خلال الأشهر القليلة الماضية، حاول تحديد الأنماط الموجودة تحت الحجج، بمجرد تحديد الأنماط الخاصة بك، حدد بوضوح جانب كل شريك في النقاش، افعل ذلك بعبارات غير قضائية، على سبيل المثال، يمكن أن تكون المشكلة هي “الإنفاق”، أنت تحب التمتع بوجبة عشاء في الخارج بانتظام، بينما تحب زوجتك التوفير من أجل شيء كبير. كلاكما ليس على خطأ، ولكن بهذه الطريقة تعرفان موقفكما.

يقول دزيدزيتش: “تحت كل شجار، هناك حاجة عاطفية لم تتم تلبيتها”. على سبيل المثال، لم يقم زوجك بفعل شيء ما على الرغم من أنك طلبت ذلك عشرات المرات، فتتجادلان، لكن الكلمات الخفية خلف الأعمال الروتينية يمكن أن تكون شيئا مثل “لا أشعر بالتقدير” أو “لا أشعر أني آتي في المقام الأول من أولوياته”. عندما تأخذ الوقت الكافي للتعمق أكثر في المشكلة والاستجابة، يتأتى لك معالجة الحاجة العاطفية الأساسية وتحقيق فهم أكبر. يضيف دزيدزيتش أيضا: يجب ألا تفترض أبدا أن شريكك يعرف ما تشعر به، أخبره.

  • سادسا: لا تبتعد عن نقطة أو مضمار الخلاف 

أحد أسباب اندلاع الخلافات الصغيرة باستمرار هو عدم كف الشريكين عن استحضار مشكلات سابقة فيما هما منهمكان في خوض نقاش حالي، لذا يفضل محاولة تجنب أشياء من قبيل “أنت تفعل هذا دائما” أو “هذا من شيمك” أو “أنت لا تفعل ذلك أبدا”، لا تستدعي الحجج أو الخلافات السابقة، لأن ذلك لن يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة وعدم النظر إليها بحجمها الحقيقي، وإنما من ظلها الضخم المنعكس على جدار مشيد من السخط.

  • سابعا: احظَ بمهلة في حال كنت أنت أو شريكك بحاجة إلى واحدة

يشيع أثناء الجدل أن يجد أحد الشريكين أو كلاهما نفسه في وضع “القتال” أو “الهروب” أو “التجميد” عندما يخالون أنهم قد يكونون في خطر. يشير مصطلح “القتال” أو “الهروب” إلى الوقت الذي تنشط فيه هرمونات التوتر لإعطاء الناس المزيد من الطاقة لمحاربة الضغوطات أو الهروب من الموقف. ويحدث وضع “التجميد” عندما لا يتفاعل الشخص ببساطة على الإطلاق، على أمل أن يفقد العامل المجهد الاهتمام بالتشاجر.

هنا يكون حل المشكلات أمرا مستبعدا للغاية، لأن كل شخص يركز فقط على الرد على التهديد المتصور الذي يشعر به من شريكه. فإذا كان هناك شخص واحد فقط في وضع “القتال” أو “الهروب” أو “التجميد”، بينما يحاول الآخر حل المشكلة، فقد يحبط كلاهما ويحتدم الخلاف. ويمكنك تأطير هذه المهلة بطريقة لا تجعل شريكك يشعر وكأنك تذهب بعيدا، ربما يقول أحدهم: “حسنا، أحتاج 10 دقائق لأهدأ”، عند العودة إلى المناقشة بعد فترة التوقف القصيرة، قد تأتي إمكانية إحراز تقدم حقيقي.

  • ثامنا: توصل إلى أفضل طريقة للاعتذار

ليس لدينا لغات حب مختلفة فحسب، وإنما لغات اعتذار مغايرة أيضا. لا يكفي أن تدرك أنك جرحت من تحب وأنك مدين له بالاعتذار، عليك أن تعرفه بما يكفي لتكييف اعتذارك وفقا لاحتياجاته. يقول “أوستراندر” مستشار الأزواج: “يريد بعض الناس إيماءات كبيرة، بينما يكفي أحيانا أن تقول: أنا آسف حقا لأنني آذيت مشاعرك، وسأحرص على عدم القيام بذلك مرة أخرى”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *