مجتمع

أيت الطالب يعود لمراقبة مركز صحي بطنجة بعد معالجة “اختلالاته” وممرض يفجر “مفاجأة” (فيديو)

قام وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد أيت الطالب، اليوم الأربعاء، بزيارة تفقدية لمستشفى القرب بني مكادة بطنجة، وذلك بعد مرور 15 يوما عن زيارته الأولى التي أثارت جدلا واسعا بعدما وجه انتقادات إلى أطباء وممرضين ومسؤولين في الصحة بسبب عدم معرفتهم لبعض التجيهزات الطبية الحديثة في المستشفى.

وأفاد بلاغ لوزارة الصحة مرفوق بشريط فيديو، توصلت بهما جريدة “العمق”، أن الوزير “وقف على تفعيل الملاحظات التي سبق أن سجلها خلال الزيارة السابقة لهذه المؤسسة الصحية. كما تأكد له، وبالملموس، معالجة جميع الاختلالات التي تم تسجيلها أنذاك، وتم تدارك كل الهفوات التقنية التي سجلها في زيارته الأولى”.

أيت الطالب الذي كان مرفوقا بوالي جهة طنجة تطوان الحسيمة والكاتب العام للوزارة بجانب مسؤولين آخرين، عبَّر عن ارتياحه للجدية التي أبانت عنها الأطر الصحية والإدارية في تفاعلها مع الملاحظات المسجلة سابقا في المركز الطبي للقرب -مؤسسة محمد الخامس للتضامن- بني مكادة بطنجة، بحسب البلاغ ذاته.

وأشار البلاغ إلى هذه الزيارة “كانت مناسبة اطمأن فيها الوزير على حسن سير الخدمات الصحية المقدمة للمواطنات والمواطنين، والظروف المهنية التي تشتغل فيها الأطر الطبية والتمريضية”.

بالمقابل، فجر ممرض يعمل بالمركز الطبي للقرب المذكور، مفاجأة في تصريح للصحافة عقب منع الممرضين من دخول المركز أثناء زيارة الوزير، وهو المنع الذي طال أيضا الصحفيين، حيث تم إخبارهم بأن الزيارة مغلقة ولا يُسمح لوسائل الإعلام بالدخول.

وقال الممرض حفيظ المصمودي، إن مجموعة من الأجهزة الطبية بمركز القرب لبني مكادة، تم جلبها من المستشفى الجهوي محمد الخامس، قائلا: “كنا نرى أجهزة قسم الجراحة بمسشفى محمد الخامس يتم نقلها أمامنا، وما خفي أعظم”، وفق تعبيره.

وشهدت زيارة الوزير إلى مركز بني مكادة الصحي، واقعة اعتراض موكبه من طرف سيدة طالبت بلقائه، حيث سلمته ظرفا وطالبته بقراءته والاتصال بها في أقرب وقت لتشرح له التفاصيل، مشيرة إلى أنها مظلومة و”ماخفي أعظم” حسب قولها.

واستنجدت السيدة بوزير الصحة من أجل الاتصال بها، مشيرة إلى أنها تخشى من اعتقالها ووضعها في السجن بعد مغادرة الوزير للمكان بسبب اعتراضها موكبه، قبل أن يطمئنها أيت الطالب بأنه لن يتم اعتقالها مطلقا.

وحسب مصادر “العمق”، فإن السيدة التي اعترضت الموكب، تدعى خديجة، وهي موظفة بمستشفى محمد الخامس كانت تعمل بمصلحة الحسابات “صندوق الأداء”، حيث تم تحويلها إلى جناح الأطفال على إثر قرار تأديبي.

وكان أيت الطالب قد قام بزيارة مفاجئة لمركز بني مكادة، قبل 15 يوما، حيث ثار حينها في وجه الأطباء المسؤولين والممرضين والمديرة الجهوية للصحة، بعد تفقده لمجموعة من الأقسام، وظل يسأل عن نوع الأجهزة الطبية التي أمامهم وكيفية اشتغالها، دون أن يلقى جوابا واضحا، حتى من طرف مسؤولي الصحة بطنجة.

ولوحظ تخبط كبير في صفوف مسؤولي الوزارة بالمدينة، إلى جانب الأطباء والممرضين المتواجدين في المركز، بسبب عدم خضوعهم لتكوينات للتعامل مع الأجهزة الجديدة، خاصة أن الوزير كان على دراية كبيرة بنوعية التجهيزات الطبية هناك، حيث توعدهم بالعودة إلى نفس المركز بعد 15 يوما.

وبحسب مصادر خاصة، فإن سبب الارتباك يعود إلى كونها المرة الأولى التي تطأ فيها أقدام هؤلاء الأطباء والممرضين المستشفى الجديد، علما كانوا يعملون في مستشفيات أخرى في المدينة.

وكشفت مصادر الجريدة، أنه كان من المفترض أن يتم تعيين أطباء وممرضين بالمركز الطبي المذكور منذ مدة، من أجل إجراء تكوينات حول الأجهزة الطبية الجديدة في المستشفى، والتي ظلت في “الحجز” منذ ثلاث سنوات بسبب إغلاق المركز.

وفي ردود الفعل، قررت نقابة صحية بطنجة مقاطعة زيارات وتدشينات الوزير خالد أيت الطالب، واستقباله بالاحتجاجات، بسبب ما اعتبرته “سلوكا مسيئا للأطر الصحية بمستشفى بني مكادة” في طنجة، فيما تحركت الاتصالات بين مسؤولي الصحة بالمدينة من أجل تدارك ما وقع.

وقالت النقابة الوطنية للصحة بطنجة، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إنها تدين “التصريحات المشينة لوزير الصحة في حق الشغيلة الصحية”، مطالبة بمحاسبة المسؤولين عن عدم تشغيل مستشفى مكتمل التجهيز ومتوفر على الأطر منذ 3 سنوات.

وكشفت أن الوزارة افتتحت هذا المستشفى دون توفير الأطر الصحية الكافية، وعلى رأسهم طبيب الإنعاش والتخدير وطبيب النساء والتوليد، مطالبة بوقف ما أسمته “سياسة التقشف التي تستهدف القطاع الصحي”، مشددة على ضرورة توفير الموارد البشرية اللازمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *