الأسرة، مجتمع، منوعات

حماية النشء (4): هل للتقدير الذاتي دور في النجاح الأسري والمهني والحماية من الأمراض النفسية؟ (فيديو)

تناول الدكتور والطبيب النفساني، محمد السعيد الكرعاني، في الحلقة الرابعة من برنامج “حماية النشء”، الذي تبثه جريدة “العمق المغربي” في قناتها على “اليوتيب”، موضوع التقدير الذاتي، كأول مهارة نفسية اجتماعية يجب أن تتحصل عند الأفراد من أجل سلامتهم الصحية النفسية والسلوكية.

وأوضح الطبيب النفساني محمد الكرعاني، أن التقدير الذاتي، هو الصورة التي يكونها الإنسان عن نفسه منذ أيامه الأولى في الحياة، بفعل الرسائل التربوية التي يتلقاها، وبفعل التجارب الحياتية التي يعيشها نجاحا أو إخفاقا، وتشكل لديه صورة حول نفسه، وقيمة ذاته، وعلى أثره على أحداث الحياة اليومية.

وأضاف الكرعاني أن مهارة التقدير الذاتي، تُخول للشخص معرفة قدرته من عدمها في اختيارات حياتية معينة، أم يكون مجرد متفرج فيها. وتمكنه أيضا هذه المهارات أيضا من التعرف هل لديه إمكانية السيطرة على الأحداث اليومية التي يواجهها.

واسترسل المتحدث أن للتقدير الذاتي نصيب في نجاح أو فشل الأفراد في الحياة، مشيرا إلى أن مشكلات انعدام التقدير الذاتي، تظهر في الحياة الزوجية، وفي المدرسة، والمقاولة وسوق الشغل وفي جميع مناشط حياة الإنسان.

وعن قياس التقدير الذاتي عند الأفراد، أشار الكرعاني، إلى أن عدد من الباحثين وضعوا سلما لقياسه، من بين أشهرها مقياس “روزنبرغ” للتقدير الذاتي، مردفا أن هذا المقياس يعطي فكرة عن الصورة الذاتية التي نشكلها عن أنفسنا وعن ما نفعله بهذه الصورة في حياتنا اليومية.

وزاد المتحدث أن الأبحاث العلمية المنجزة، أبانت عن فائدة مهارة التقدير الذاتي الوقائية في مجال الصحة النفسية والسلوك، إذ أن الأفراد الذي لديهم تقدير ذات منخفض، يكونون أكثر عرضة من غيرهم لموضوع المشاكل السلوكية.

وأوضح المتحدث أن من بين تجليات التقدير الذاتي، هو الإقدام على إنجازات ومبادرات والدخول في أعمال مشتركة مع أناس آخرين، أو عدم القدرة على ذلك، لأن الصورة الذاتية المشوهة والغير متماسكة، تمنع الفرد من الإقدام على الحياة.

في حين، يتابع الطبيب النفساني كلامه، أن الفرد الذي يحظى بتقدير ذاتيا مرتفع، له حظوظ أوفر في مجال الوقاية وعدم الدخول في متاهات المشاكل السلوكية والصحية والنفسية، وتكون له قدرة على تحمل صعوبة العيش والدراسة وسوق الشغل، وتقبل هذه الصعوبات باعتبارها تحديات عادية قابلة للحل.

هذا وأبرز الكرعاني، أن قيمة المهارات النفسية الاجتماعية تتجلى في أثرها في حماية السلوك البشري، وأن البرامج الوقائية التي طبق في دول غربية عديدة، أبانت، خاصة إذا طلقت في سن مبكرة، أن هؤلاء الأطفال الذين يستفيدون من هذه البرامج لهم حظوظ أوفر في الوقاية في مجال الصحة النفسية والسلوكات الشاذة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *